IMLebanon

طالما «رب العالمين» مع «حماس» فهي ليست بحاجة الى أحد…

 

 

بالفعل من كان ربّ العالمين معه فهو لا يحتاج لأحد. نقول هذا الكلام، لأنّ الحديث كثر وتمحور حول ان عملية «طوفان الأقصى» هي من صنع وهندسة وتخطيط إيراني.

 

مسؤول إسرائيلي كبير يقول: إنّ جبهة المقاومة والممانعة هي التي خططت ودربت وأعطت السلاح والمال لحركة حماس من أجل تنفيذ هذه العملية.

 

للجميع نقول: إنّ هذه العملية جاءت نتيجة القهر والذل والجوع والقتل والسجن، الذي يتعرّض له أبناء الشعب الفلسطيني… وفي الحقيقة هناك أسباب أدّت الى هذه العملية وهي:

 

أولاً: 75 سنة من القهر والسجن والتجويع وهتك الأعراض وهدم البيوت. لذلك جاءت هذه العملية رداً على كل ذلك، ما جعل العدو يرتجف خوفاً.

 

ثانياً: عملية «طوفان الأقصى» أرهبت العدو الاسرائيلي وجعلته يحسب لها ألف حساب. والسبب استبسال المقاومين وإيمانهم الشديد حتى بعد فقد أبنائهم وعائلاتهم، فصاروا يندفعون أكثر وأكثر.

 

ثالثاً: أما عملية هدم المساجد والكنائس فلها أسباب أخرى. فقد سجلت عملية اقتحام غزة في أول أسبوعين فقط هدم 31 مسجداً فقط. والسبب الحقيقي هو خوف إسرائيل من تنامي الشعور الديني. وللتذكير فقط، في الشهر الثامن تحديداً (في شهر آب) أقيمت في غزة دورة «اصطفاء القراء» بمشاركة 1471 شاباً وفتاة للتنافس والتعلم على حفظ وتجويد القرآن الكريم، واتقان فحوى القرآن الكريم، وشملت مشاركين من مختلف الأعمار. إسرائيل بدأت تخشى من تنامي الايمان عند الجيل الجديد… فأرادت أن تقضي على كل مَعْلَمٍ ديني حتى تتخلص من هؤلاء الذين سيتسلحون بالإيمان للقضاء عليها، في أي وقت يرونه سانحاً في المستقبل.

 

رابعاً: لأوّل مرّة في التاريخ، تحدث مثل هذه العملية، فقد فوجئ بها العالم. وأكبر دليل على ذلك أنّ المنتجين السينمائيين في أميركا الذين يعتمد الاقتصاد الاميركي عليهم في الموارد المحصّلة من الافلام والتي تبلغ 15% من الدخل القومي الاميركي، يريدون أن ينتجوا 40 فيلماً عن العملية.

 

خامساً: قالها السيّد حسن نصرالله أكثر من مرّة: إنّ أقرب المقرّبين لحركة حماس لم يكونوا على علم بالعملية، بل فوجئوا بها كما فوجئ العالم.

 

سادساً: صحيح ان إيران ساعدت وتساعد حركة حماس بالمال والسلاح بالرغم من الحصار لكنها لم تكن على علم بالعملية.

 

سابعاً: حرصت حركة «حماس»، وهي حركة جهادية أسّسها الشيخ احمد ياسين -رحمة الله عليه- وهو كان رجلاً فاضلاً وشيخاً من أكثر العلماء والشيوخ علماً، ومتديّن ومتمسّك بدينه وقد تحدّى العدو الاسرائيلي وهو مُقعد على كرسي، حرصت على أن تكون صاحبة قرارها.

 

حركة حماس وبكل بساطة ووضوح عندها رجالات أبطال مؤمنون مستعدون للموت في سبيل تحرير فلسطين، وليسوا فقط مستعدين لذلك بل يتمنون الموت، ويعتبرون هذا العمل هو جهاد، أي أنّ من يقتل في المعركة هو شهيد، والشهداء هم أنبل بني البشر ومقرّهم الجنّة.

 

ثامناً: أن تخسر إسرائيل 700 قتيل بينهم 73 جندياً منهم 5 من لواء النخبة غولاني عند بدء الهجوم على «غلاف غزة»، كما تحتل حركة حماس 42 مستوطنة كلفت 40 مليار دولار وتم بناؤها خلال 40 سنة.. سقطت هذه المستعمرات خلال ساعتين فقط، فتلك لعمري أعجوبة… كذلك، فإنّ الجدار الذي كلف 3 مليارات وكانت إسرائيل تعتبره أهم جدار لحماية المستعمرات وأمن إسرائيل.

 

كل هذا حصل خلال ساعتين على أيدي أبطال «طوفان الأقصى» على ثلاثة أصعدة: جوّاً وبرّاً وبحراً.

 

إننا نقول للعدو الاسرائيلي: هذه الأرض هي أرض فلسطين، والقدس فيها المسجد الأقصى الذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول العربي، ما يعجبني أنّ إسرائيل لن ترتاح ولن يستطيع اليهود أن يعيشوا في فلسطين إلاّ من خلال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.