يجب الاعتراف بالفم الملآن ان العدو الاسرائيلي دمرنا تدميرا كاملا، ليس السبب دمار البيوت على رؤوس ساكنيها وخسارة البشر والحجر، ولكن العبرة في وصوله الى راس الهرم في المقاومة «سماحة الامين العام لحزب لله السيد نصرلله»… هذه الخسارة «الكارثة» التي فتحت ابواب لبنان على الجحيم باعتراف العدو والصديق.. فرجل بحجم وقوة نصرلله لا يمكن لعدو غادر ان يصل اليه منفردا، رجل بحجم وقوة نصرلله لا يمكن ان تعوضه بضعة صواريخ رمتها ايران في الوقت الضائع وبعدما تأخرت كثيرا عن نصرتنا، لذلك، لا يستطيع المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي ان يطمئننا مهما ادعى وبرر ان ايران لم تكن شريكة «بشكل ما» فيما حدث…ولكن الاسئلة المطروحة اليوم :
اولا: اي ثمن قبضته الجهة التي خانت المقاومة وطعنتها في الظهر ؟
ثانيا: لو كان السيد نصرلله حيا عندما بدا العدوان الغاشم على البقاع والجنوب، هل كانت اسرائيل لتجرات وتمادت، لو كان حيا حينها او غير مصاب او غير مقيد ولتفهم كما تفهم، هل كنا امام صمت رهيب للمقاومة وقيادتها الى نهار الجمعة، اليوم الذي قيل ان السيد استهدف واستشهد فيه؟
ثالثا: اذا افترضنا اننا صدقنا ان مقاومة بحجم حزب لله كانت تعتمد على اجهزة البيجر فقط،وان استهدافها ادى الى قطع الاوصال بين القيادة والمجاهدين على الجبهة، اين الخطط الموضوعة مسبقا، اين القيادات الميدانية على الارض، اين مجلس الشورى، لماذا لم يتكلم السيد او نائبه الشيخ نعيم قاسم منذ اليوم الاول للعدوان، ما الذي منع المجاهدين من التصرف؟
رابعا: منذ متى نستجدي مجلس الامن الدولي في حروبنا مع العدو في اليوم الاول من العدوان،لماذا طلبنا الحلول وارسلنا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لابرام تسوية لانهاء الحرب وقبلنا بالشروط التي رفضناها سابقا؟
قد ياتي من يقول انه لا داعي لتخوين الحليف الايراني ولا يمكن طرح هكذا اسئلة في ظل استمرار العدوان الغاشم على لبنان ارضا وشعبا،ولكن يقينا هذا ما تقوله بيئة المقاومة، وهذا ما نبحث عنه تحت ركام بيوتنا المهدمة،وفي عيون المهجرين على الطرقات وفي مراكز الايواء، وعلى انقاض دولة لم تقدم لنا من خطط الطوارىء الا التهجير والجوع وسط صمت مطبق للحليف قبل الخصم، وسط تجاهل لحاجاتنا وكاننا كاهل الجنوب والبقاع والضاحية من كوكب آخر ولسنا من بلد قدمنا له خيرة شبابنا وارزاقنا واحلامنا ليبقى حرا سيدا مستقلا…
ولنكن اكثر صراحة،لا يمكن لاي لبناني ان يقبل بتسوية ذل وعار بعد ان غدروا باشرف رجالنا واشدهم باسا وقوة، لا يمكن لنا كلبنانيين ان نقبل ان نساوم ونفاوض على دماء السيد نصرلله بعد ان خسرنا كل ما تحمل كي يبقى لبنان صامدا…
وعلى حد تعبير مصادر مقربة من المقاومة، فاننا خسرنا جولة والحرب سجال، وامامنا جولات، ونحن لن نسلم راية الحق لاي عدو او خائن، والشباب على الجبهة صامدون…على الاقل، هذا هو اليقين الوحيد في معركتنا اليوم…
وفي الوقائع، فان حزب لله وفقا للمصادر ذاتها استعاد زمام المبادرة، وبدا بتطبيق الخطط الهجومية والدفاعية التي وضعها السيد نصرلله، مؤكدا بان العدو هو من سيستجدي الحل والتسوية.
لا تنكر المصادر ان امامنا ايام صعبة جدا، ولكن الميدان لنا والنصر لنا، ولن نسمح للعدو باجتياح حبة تراب من ارض الجنوب، ولن نقبل بفصل ملف لبنان عن ملف غزة،ولن نسمح ان يعود المستوطنين الى الشمال الا بشروطنا، ونحن حتى الان لم نستعمل الا جزء بسيط من قوتنا…وتضيف المصادر، بان العدو سيتلقى ضربات موجعة جدا جدا، نحن واثقون من النصر، التقطنا انفاسنا ولملمنا الجراح.