Site icon IMLebanon

الأنظمة العربية والإسلامية أوقفي هذا التكاذب

 

 

يستحيل ضبط النفس أمام المشهد المروّع في مدرسة «التابعين» في قطاع غزة. وكذلك يستحيل تفهم مواقف حكام الأنظمة العربية والإسلامية الذين «يرعون» ما يزيد عن مليارين من الرعايا الذين يقال إنهم مواطنون في بلدان تمتد جغرافيتها على رقعة شاسعة من الأراضي والأطيان في أربع قارات على الأقل. هذه الأنظمة التي تهيمن على ثروات طبيعية هائلة خرافية في بعضٍ من تلك البلدان… ومع ذلك فإن إسرائيل تستطيع أن تنفذ الجرائم المروّعة وأن ترتكب الفظائع غير المسبوقة من دون أن يرف جفن لبنيامين نتنياهو أو لأحد أركان عصابة الإجرام التي يسمونها «كابينت الحرب».

 

كيف كانت ردود الأفعال من قِبَل الأنظمة العربية والإسلامية على مجزرة يوم السبت الماضي، أو كيف يمكن توصيفها؟!.

 

بداية أن معظم تلك الأنظمة لم يكن لديها أي تعليق! أما تلك التي أدلت بـ «موقف» فقد بادرت الى الاستنكار. وبعضها قال بضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي. والجميع يعرف أن الفيتو الأميركي جاهز في وجه أي قرار قد يصدره مجلس الأمن… وأما مصير القرارات الأممية والدولية السابقة (منذ العام 1949 حتى اليوم) فتعاملت معها إسرائيل، ولا تزال، على أنها مجرد حبر على ورق. وذهب بعض الأنظمة الى القول بالمزيد من الرجوع الى القضاء الدولي… والمعروف أن رد الصهاينة على الأحكام الصادرة (أخيراً) عن هذا القضاء كان المزيد من جرائم الحرب والفظائع بحق المدنيين الأبرياء. وذهبت أنظمة الى  التضرّع للأميركي كي يقف على خاطر إسرائيل لتخفف من غلوائها، فيما كان جو بايدن يعلن، ويكرر القول امس بالذات أنه سيحارب مَن يرد على إسرائيل ولا يكتفي بالقول بل يقرنه بالفعل من خلال البوارج وحاملات الطائرات وتكنولوجيا الحرب، والأكثر بلاغةً وأهميةً يقول إنه ينسق مع «حلفائنا وشركائنا في المنطقة»!

 

تلك نماذج عن ردود الأفعال العربية والإسلامية… ولكننا لم نسمع أن أياً من تلك الأنظمة قطع علاقاته بالكيان الصهيوني، أو طرَد له سفيراً، أو (في الحد الأدنى) سحب سفيره من فلسطين المحتلة… وهذا أضعف الإيمان، ناهيك بوقف التعامل الاقتصادي والتجاري والمخابراتي، وما أدراك ما هو التعامل المخابراتي الذي كشف تقرير أوروبي غربي عنه، قبل بضعة أشهر، أن أجهزة مخابرات عربية وإسلامية عديدة باتت، «اشبه بدوائر تابعة للمخابرات الإسرائيلية» (وفق ما ورد حرفياً في التقرير).

 

باختصار، هذا ليس زمن التفوق الصهيوني، إنه زمن العار العربي والإسلامي، وبامتياز فاقع.