Site icon IMLebanon

المساعي تتواصل… ودعوة لاستئناف المفاوضات في 15 الجاري واتجاه الى ردّ “لا يهدّد أمن المنطقة” 

 

 

تستمرّ ساعات الترقّب وانتظار “الإسرائيلي” لضربات جبهة المقاومة عليه، والتي تأتي كردّ على عمليتي اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة في إيران، ويجري التباحث في الداخل “الإسرائيلي” حول توقيت الردّ والجهة التي سيستهدفها. وتحدّثت المعلومات عن التجهيزات الجديّة التي قام بها العدو للمستوطنين، الذين سيهرعون الى الملاجىء عندما سماعهم صفّارات الإنذار، فضلاً عن المخبأ السرّي تحت الأرض، الذي سُمي بـ “القبو- القاعدة”، المضاد لأي نوع من أنواع الصواريخ، الذي جهّزته حكومة العدو للاستمرار في إدارة العمليات العسكرية في حال تطوّرت الأوضاع الى حرب شاملة في المنطقة.

 

وإذ تستمر التهديدات المتبادلة من كلّ من الأطراف المعنية بالصراع، تقول مصادر سياسية مطّلعة، انّ الكلمة الأخيرة هي للولايات المتحدة الأميركية، كونها الوحيدة القادرة على فرض نفوذها على رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، لأنّها هي التي ستمولّه بالأسلحة، في حال مضى في التصعيد نحو حرب شاملة في المنطقة. وهذه الحرب، بحسب المعلومات، ستكون كلفتها باهظة جدّاً على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. لهذا فهو لا يريدها، لا سيما في هذه المرحلة بالذات من نهاية ولايته، الأمر الذي جعله يتداعى الى جانب قطر ومصر لإصدار بيان مشترك، دعا الى إبرام صفقة في قطاع غزّة، والى استئناف المناقشات العاجلة يوم الخميس المقبل في 15 آب الجاري، للتوصّل الى هذه الهدنة، التي ستنعكس حتماً على سائر جبهات المقاومة، لا سيما على الجبهة الجنوبية. كذلك انضمّ الاتحاد الأوروبي الى دعوة الوسطاء لإبرام إتفاق وقف إطلاق النار في غزّة وتحرير الرهائن. وأعلن لبنان دعمه للبيان المشترك، وانضمامه الى الدعوة لاستئناف المفاوضات في الدوحة أو القاهرة لإنهاء الاتفاق وبدء تنفيذه على الفور. وتدلّ كلّ هذه التحرّكات على الاتجاه المحلي والإقليمي والدولي الى خفض التصعيد في المنطقة.

 

ورغم كلّ المواقف والمواقف المضادة، من إيران وحزب الله واليمن من جهة، و “إسرائيل” من جهة أخرى، على ما أضافت المصادر، إذ حذّر الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله من توسّع الحرب لأنّ ما سيستهدف لبنان سيستهدف “إسرائيل” حتماً، وقال الرئيس الإيراني “نحتفظ بحقّنا في الردّ المناسب على “إسرائيل”، وأعلن نتنياهو أنّ “توسّع الحرب الى صراع إقليمي مخاطرة، لكننا مستعدّون لخوضها”. هذا، وتواصل واشنطن مساعيها مع قطر ومصر ودول أخرى للضغط على إيران وحزب الله، لخفض التوتّر خلال ردّهما على إيران. وعلى ما يبدو، فإنّ الأمور سوف تتجه الى التهدئة، أو بالأحرى لعدم توسيع الحرب مهما كانت الردود قوية أو قاسية.

 

كذلك فإنّ إدارة بايدن لا تريد أن ترى تصعيداً في المنطقة، على ما أضافت المصادر نفسها، وأنّ بايدن غاضب من اغتيال هنيّة لأنّ ذلك يقضي على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة التي استمرّت لأشهر. ولهذا عملت خلال الأيام الماضية عبر القنوات الديبلوماسية وحلفائها في الشرق الأوسط، من أجل إقناع طهران بإعادة النظر في هجومها على “إسرائيل”. وتبدّل الموقف الإيراني بعض الشيء، إذ تحدّث أحد المسؤولين من جهة عن أنّ “إسرائيل” ليست في موقع يمكّنها من شنّ حرب ضدّ إيران، وقال من جهة أخرى “إنّ الردّ الإيراني على “إسرائيل” سيكون مكلفاً، لكنّه سيصبّ في مصلحة “أمن المنطقة”. وهذا يعني أنّ طهران ستُعاقب “إسرائيل” على فِعلتها، من دون أن تجرّ المنطقة الى حرب موسّعة وشاملة.

 

أمّا حزب الله فقد قال كلمته، وفق المصادر، في الخطابين الأخيرين للسيد حسن نصرالله خلال تشييع وتأبين شكر، وأوحى بأنّ قوة الردع عليها أن تجعل “إسرائيل” تحسب ألف حساب لردّها على ردّ الحزب على اغتيال شكر. وهذا الأمر يدلّ على عدم نيّة حزب الله بالتصعيد، غير أنّه سيكون جاهزاً لمعاملة العدو بالمثل، على قاعدة “تضرب، نضرب”.

 

ولهذا، أكّدت المصادر السياسية أنّ الاتصالات لا تزال متواصلة، لا سيما مع تحرّك عدد كبير من الدول على أثر اغتيال هنيّة. ومواقف الدول العربية والاسلامية المستنكرة والتي تحمّل “اسرائيل” المسؤولية، من شأنها تبرير الضربة الإيرانية المرتقبة على “إسرائيل”، من دون إعطاء أي حقّ لـ “الإسرائيلي” في الردّ عليها بحجّة الهجوم عليه.

 

وذكرت المصادر ذاتها بأنّ أحداً لا يعلم حتى الساعة، إذا كانت ضربة كلّ من حزب الله وإيران ستأتي مزدوجة أم لا. إلّا أنّ “الإسرائيلي” توقّع تضاؤل الهجوم المزدوج، الذي يخشاه كثيراً، وأن تأتي كلّ ضربة على حدة. وهذا يعني أنّه لا نيّة لدى الطرفين بتوسيع الحرب لتشمل المنطقة كلّها، إنّما بتوجيه ضربة مقابل كلّ ضربة، ما يعني حرباً مفتوحة، وليست شاملة، الى حين توصّل المفاوضات التي ستستأنف في 15 الجاري الى وقف إطلاق النار في غزّة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً أيضاً على جنوب لبنان.