باتريك كينغسلي -نيويورك تايمز
كشف محلّلون أنّه من المتوقع أن تنتظر إسرائيل حتى صدور نتيجة الانتخابات قبل اتخاذ موقف بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بينما يبدو أنّ مسؤولي «حماس» متردّدون في تقديم تنازلات.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في الأسبوع المقبل، يكثّف فريق الرئيس الأميركي جو بايدن جهوده الديبلوماسية الأخيرة في الشرق الأوسط، فصرّح مسؤولون ومحلّلون في المنطقة يوم الاثنين بأنّهم لا يتوقعون تحقيق إنجازات كبيرة قبل معرفة نتائج الانتخابات.
واستأنف مبعوثون من إسرائيل، مصر، الولايات المتحدة وقطر محادثاتهم أمس في العاصمة القطرية الدوحة حول وقف إطلاق النار في غزة. ومن المتوقع أيضاً أن يواصل الوسطاء الأميركيّون هذا الأسبوع محاولاتهم للتوصّل إلى هدنة بين إسرائيل و»حزب الله» في لبنان.
لكنّ قلة يتوقعون نتائج حاسمة من أي من الجهود قبل الانتخابات المقرّر إجراؤها الثلثاء المقبل، إذ ينتظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معرفة مَن سيخلف الرئيس بايدن قبل أن يتخذ مساراً ديبلوماسياً، وذلك وفقاً لأربعة مسؤولين مطّلعين على التفكير الداخلي في إسرائيل. وتحدّث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لمناقشة الديبلوماسية الحساسة.
ورفض مسؤول كبير في «حماس» بالفعل مقترح وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة في غزة، وهي فكرة طرحتها مصر خلال عطلة نهاية الأسبوع، يتخلّلها إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليِّين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيِّين في إسرائيل.
وأكّد أسامة حمدان، أحد قادة «حماس»، يوم الأحد، أنّ الحركة لن توافق إلّا على وقف دائم للأعمال العدائية، ممّا بدّد الآمال بأن يؤدّي اغتيال إسرائيل لزعيم الحركة يحيى السنوار إلى تغيير سريع في موقفها التفاوضي.
على النقيض، كرّر نتنياهو القول بأنّه لا يستطيع الموافقة إلّا على ترتيب موقت يسمح للقوات الإسرائيلية باستئناف القتال. وتعتمد حكومة نتنياهو الائتلافية على عدد من نواب ووزراء من اليمين المتطرّف الذين هدّدوا بإسقاط الحكومة إذا سمحت «حماس» بالبقاء في السلطة في غزة.
وعلى الرغم من أنّ نتنياهو قد يقدّم تنازلاً، إلّا أنّه من المرجّح أن ينتظر لمعرفة ما إذا كانت كامالا هاريس أو الرئيس السابق دونالد ترامب ستقود الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، لتقييم مدى الحرّية التي ستمنحها له حليفة إسرائيل الرئيسية، وفقاً لمسؤولين ومحلّلين.
ويشير نداف شتراوخلر، المحلّل السياسي والمستشار السابق لنتنياهو، إلى أنّه «لا أرى أي صفقة كبيرة ستنهي الحرب في الأسبوع المقبل. الانطباع السائد هو أنّ ترامب سيفعل المزيد لصالح نتنياهو، لذلك لا أعتقد أنّ نتنياهو سيقوم بخطوات كبيرة وهو على بُعد أسبوع من معرفة إلى أين تتجّه الولايات المتحدة».
وقد أبدى ترامب تأييداً كبيراً لإسرائيل عندما كان في منصبه سابقاً، إذ نقل السفارة الأميركية إلى القدس من تل أبيب، وأضفى شرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وهي أراضٍ احتلتها إسرائيل من سوريا خلال حرب 1967 بين العرب وإسرائيل.
إذا أُعيد انتخابه، يرى بعض المحلّلين أنّ ترامب سيكون أكثر تقبّلاً لفكرة سيطرة إسرائيل طويلة الأمد على أجزاء من غزة، وكذلك لمزيد من العمليات العسكرية الإسرائيلية الكبيرة في لبنان وإيران.
وعلى الرغم من أنّ ترامب غير متوقع وغالباً ما يُفاجئ التوقعات، فإنّه من المرجّح أيضاً أن «يميل لصالح إسرائيل في شنّ المزيد من الضربات العسكرية داخل طهران»، بحسب إيلي جيرانمايه، خبيرة الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو مجموعة أبحاث مقرها برلين. وأضافت: «هذا سيزيد من تضييق الخناق على إيران ويزيد جرأة نتنياهو، ممّا يجعل من الصعب تهدئة الحروب في غزة ولبنان».
أمّا إذا انتُخِبت هاريس، فمن غير المرجّح أن تقلّل الولايات المتحدة من دعمها المالي والعسكري الطويل الأمد لإسرائيل، وهي سياسة تحظى بدعم قوي من الحزبَين في واشنطن. لكنّها ستواصل على الأرجح جهود بايدن لدفع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ومنع الصراع مع إيران من التحوّل إلى حرب شاملة، بحسب المحلّلين.
وأوضحت جيرانمايه: «من المرجّح أن تتابع هاريس الاستمرارية، مع الضغط لتحقيق صفقات تهدئة عبر المنطقة تهدف إلى تهدئة التوترات وإعادة توجيه الموارد الأميركية إلى أماكن أخرى».