IMLebanon

بين الاستدعاء وإيفاء هوكشتاين.. مزاج أميركي متغيِّر: آن وقت توقُّف «لعبة القتل»

 

بين استدعاء بني غايتس أحد مكوني مجلس الحرب وحكومة الحرب في إدارة بنيامين نتنياهو، وإيفاد المبعوث الرئاسي مستشار الطاقة في البيت الأبيض الى لبنان واسرائيل، ثمة ترابط بيّن لجهة تبريد الساحات في الشرق الأوسط، على خلفية طوفان الأقصى، واستباقاً لحلول شهر رمضان المبارك، بدءاً من الاثنين المقبل (11 آذار الجاري).

تصطدم نظرية التبريد، برفض غير مبسوق من نتنياهو، من وقف نار مؤقت أو دائم إلى تفاهم أسماه الرئيس نجيب ميقاتي، بـ «تفاهم رمضان» على غرار «تفاهم نيسان» الذي وقّع بين لبنان واسرائيل عم 1996، عندما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيساً لمجلس الوزراء، إبان عملية «عناقيد الغضب»، او ما عرف حينها بمجزرة «قانا» التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن مائة مواطن ومواطنة لبنانية بقصف من الطيران على مقر تابع لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل).

 

تعتقد الادارة الاميركية بالتزامن مع بدء السباق الرئاسي الى البيت الأبيض، بين إدارة العجوز بايدن (جو بايدن)، وهو الرئيس الحالي والمتهم، الملاحق دونالد ترامب (الذي كان رئيساً سابقاً للولايات المتحدة) أن الوقت حان لإحتواء التوترات الخطيرة التي أعقبت «طوفان الأقصى»، من جبهة لبنان، التي تهدد المصالح الأميركية بأفدح الأخطار، وتعطّل الملاحة في البحر الأبيض المتوسط، إلى جبهة العراق التي دخلت مرحلة تهدئة مربوطة بحسابات التفاوض بين إدارة التحالف الدولي، وعلى رأسه واشنطن وحكومة محمد شياع السوداني في العراق، وصولاً الى «الجماعة الحوثية» المسيطرة على القسم الأكبر في اليمن، والتي تتحكم بحركة الملاحة في البحر الأحمر، وتشكل جبهة لم تكن متوقفة، داعمة للمقاومة الفلسطينية (حماس+ الجهاد+ الكتائب الأخرى على إختلاف مسمياتها).

 

إذا كانت إدارة بايدن تأمل باتفاق يسمح بتحرير الرهائن الاسرائيليين والأجانب، لا سيما الأميركيين السبعة المحتجزين لدى حركة حماس علَّها تشكل عنصر دعم اضافي لبايدن في معركته الرئاسية التي تميل الى رسوبه، بعد سلسلة من السقطات المريبة والمضحكة، سواء عندما كان يستبدل أسماء رؤساء الدول، من دون وعي منه، او عندما شاهده الملايين من الناس، وهو «يلعق» «طربونة» قرص الـ «I.C» (البوظة) في حديقة البيت الأبيض، محدداً الاثنين (اي اليوم) موعداً للهدنة في غزة قبل أن يتراجع، من دون شرح الأسباب.

في الولايات المتحدة تغيرت أمزجة الأميركيين، سواء من العرب أو الآسيويين، أو حتى الأفارقة، او السكان الاصليين، أو حتى الأفارقة، أو السكان الاصليين، من غير الاوروبيين، وباتت النظرة الى الحركة اليهودية، والحركة الصهيونية، يشوبها استياء وقلق من الممارسات القاتلة، والمجازر التي لا يكفي وصفها بالوحشية، بل هي موغلة بالبربرية، التي تجاوزت بكثير «البربرية النازية»، أيام الحرب العالمية الثانية..

لم تعد اسرائيل، بالنسبة لفئات كبيرة مثالاً يحتذى، وواحة للديمقراطية والحرية والعدالة، وحقوق الانسان.. يشاهد الأميركيون، كما يشاهد المليارات من البشر على مساحة العالم الكبرى، الهمجية الصهيونية: قتل الأطفال والنساء والشيوخ، مجازر بالعشرات، وكل مجزرة لا تقل عن قتل 50 أو مائة أو أكثر من المدنيين العزَّل، وآخرها مجزرة «دوار النابلس»، إذ دعوا الناس للذهاب الى هناك للتزود ببعض من «القوت» أو الماء، أو الدواء، فإذا بالرصاص يحصد ما تيسر منهم، وإذا بالقذائف هي «زوادة الموت» المجاني على مذبحة «لقمة الخبز» التي غدت في هذه الأزمنة اللئيمة على امتداد الأقاليم، بما فيها الأقاليم العربية من آسيا الى أفريقيا..

يتساءل الأميركيون، لا سيما المكلفون بدفع الضرائب، ألأجل قتل أطفال فلسطين، والنساء الآمنات، والرجال العجَّز، تنفق إدارة بلادهم المال على توفير الأسلحة أو إرسال البوارج لكيان، فقد مشروعية مع الوقت، فضلاً عن تحويل الأميركيين أنفسهم لأهداف عمليات حربية..

ليس بإمكان أي ادارة أميركية، أياً كان الحزب الحاكم، ان تفعل غير ما يتجه بايدن إلى فعله: إفهام نتنياهو أن وقت «اللعب انتهت» وأن العجز إزاء وقف العمليات الحربية، لا يمكن له ان يستمر أشهراً أخرى..

وفي الحسابات الأميركية انه إذا أراد نتنياهو الاستمرار «بجرائم الحرب» فهذا شأنه، ولكن حسابات البيت الأبيض مختلفة عن حسابات «معتوه يحكم اسرائيل» في هذه المرحلة..

الصورة واضحة لدى الأميركيين، الحرب يجب ان تتوقف قبل حلول رمضان، أو في فترة لا تتجاوز الأسبوع من بدئه، للتمكن من التحكم بمجريات ما بعد الحرب، سواء في ما خصَّ مسألة الحكومة الفلسطينية الجديدة، أو خلاف ذلك من ترتيبات لا يمكن لنتنياهو أن ينفرد بها في أراضي السلطة الفلسطينية، ومن بينها غزة والقطاع الذي يسجّل صموداً أسطورياً في مواجهة أعتى آلة قتل في السنة الرابعة من العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين..

بالتزامن أيضاً، يبدأ هوكشتاين مهمته بلقاء مع الرئيس نبيه بري، ممثل «الثنائية الشيعية» ثم مع الرئيس ميقاتي، وربما وزير الخارجية، وبالتأكيد مع قائد الجيش جوزاف عون أيضاً.. وموضوع البحث كيفية نظرة لبنان الى تفاهم مكتوب عبر مفاوضات غير مباشرة، يُنهي المشاكل المتنازع عليها، ويفتح الباب أمام حلّ شبه دائم أو دائم على غرار اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949..

لم يتأخر الوزير عبد الله بوحبيب من الاعلان عن الموافقة على مفاوضات غير مباشرة حول الـ1701، تؤدي الى تفاهمات تحاكي اتفاهمات غزة لجهة فتح الطريق الطويل أمام انتهاء النزاعات!