Site icon IMLebanon

هدنة غزة … المظاهرات اقوى من الطائرات

 

 

 

هدنة الايام الاربعة في قطاع غزة انطلقت صباح امس الجمعة الساعة السابعة صباحا في ٢٤ تشرين الثاني، خرج الاهالي الى الشوارع بكثافة هائلة والتي ذكرتنا بمظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، صباح الهدنة شاهدنا اهالي غزة  فرحون اقوياء يسيرون جماعات جماعات بكل الاتجاهات قاصدين بيوتهم ومناطقهم المدمرة حيث لا يزال الالاف من الضحايا تحت الانقاض، ستكون ايام الهدنة الاربعة اشد قسوة من الستة والاربعين يوما من قصف الطائرات، حيث سيتم الكشف عن حقيقة هول وحجم  الضحايا من النساء والاطفال .

الهدنة ستنتهي بعد اربعة ايام  في ٢٩ تشرين الثاني وهو اليوم الذي شهد في العام ١٩٤٧ تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة على  القرار ١٨١ الذي ينص على تقسيم فلسطين الى دولة يهودية واخرى عربية، مما يجعلنا نتهيب التظاهرات والفعاليات التضامنية يوم ٢٩ تشرين الثاني القادم الذي اختارته الجمعية العامة للامم المتحدة ليكون يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.

 

تفاعلات اهالي غزة في الساعات الاولى من الهدنة تجاوزت كل الاستخدامات السياسية للهدنة والمساعدات الغذائية، وبقي في ذاكرة اهالي غزة فقط المظاهرات الرائعة والرافضة لعمليات الابادة الجماعية التي كانت تتم امام كاميرات كل شعوب العالم، والمظاهرات كانت التجلي الانساني الوحيد الذي جعل اهالي غزة يشعرون بانهم ليسوا وحدهم يتجرعون مرارات ازدواجية المعايير الدولية، والمظاهرات العالمية لنصرة غزة تشكل صحوة عالمية استثنائية  وكان لها الدور الاساس في انجاز الهدنة الحالية، واعتقد بانه سيكون لها التأثير بالانتقال من الهدنة المؤقتة الى قف اطلاق النار وربما الى وقف النزاع.

 

المظاهرات هي مرآة حرية الرأي والرأي الآخر في المجتمعات الديموقراطية حيث الانتخابات وتداول السلطة عملية حقيقية وليست مسرحية طائفية بلهاء، المظاهرات هي انتصار لاصحاب الحق في المعرفة وهزيمة لعصابات الخداع الاعلام العالمي وتغيير الحقائق والوقائع والمجازر التي ترتكب منذ خمسة وسبعين عاما في فلسطين وبيروت ودمشق وبغداد، المظاهرات التي تجري في مدن العالم هي عملية تحرر من تبعات تورط قادة العالم الكبار في تشريع المجازر والمحارق بحق الاطفال، وقادة ديموقراطيات الاستبداد الذين يريدون تجديد سلطاتهم على حساب جثث اطفال غزة الانقياء.

قادة الدول الكبرى يخافون من المظاهرات والشوارع والرأي العام في بلادهم، لانهم يعرفون ان المجتمعات المتجددة تتكون من مهاجرين احرار ركبوا بحار الظلمات وهاجروا بعيدا عن بلاد الظلم والاستبداد، وقصدوا المجهول بحثا عن مكان يكون الانسان فيه انسان، والشوارع والمظاهرات هي روح التقدم والتجدد في مجتمعات الحقوق والواجبات، وحدة المظاهرات والشوارع في كل مدن الديموقراطيات العالمية كانت الشريك الحقيقي بالدفاع عن اطفال غزة الانقياء، الذين يواجهون ادعاءات وحماقات رواد التخلف والتعصب واعتبار الحضارة مجازر ومحارق ودمار، ويصفون السكان الاصليين الاحرار بالحيوانات، المظاهرات ايقظت كل حكام العالم وهي تقول (تذكر ايها القيصر بانك انسان) ، وبعد هدنة غزة … بات من المؤكد ان المظاهرات اقوى من الطائرات.