Site icon IMLebanon

الحرب المفتوحة واردة 

 

 

يتبيّن لمتابعي وسائط الاعلام الفرنسية انها لا تعكس اهتمام باريس بالوضع اللبناني وبارسالها المندوبين المكتومين الذين يزورون بيروت، وحتى مبادرة جان – ايف لودريان قد لا تحظى بأكثر من بضعة اسطر في الصفحات الداخلية. من هنا كان لافتا المقال الذي خصّت به صحيفة «لوموند» الباريسية ما يُدار على حدودنا مع فلسطين المحتلة، ولكن ليس من زاوية لبنانية انما من اعتبارها لبنان حلقة في سلسلة محور المقاومة الذي ترعاه وتديره ايران. وهي استهلت سردها للتطورات بكلام وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان وقوله ان الأطراف جميعها في الشرق الأوسط تضع الأصبع على الزناد ملوّحاً باشتراك مكونات محور المقاومة في الحرب. وعليه فان حلفاء الجمهورية الاسلامية ضاعفوا تنشيط الجبهات فور اعلان سقوط الهدنة بين اسرائيل وحماس، من لبنان الى سوريا وفي العراق كما في البحر الأحمر. اذ ان ايران اعتمدت استراتيجية «الدفاع المتقدّم» من لبنان الى اليمن مرورا بسوريا والعراق من دون أن تدخل مباشرة في الأعمال العسكرية ضدّ أعدائها. ولكن ثمة احتمال مخاطر في حال خرج أحد الحلفاء عن الخط الأحمر المرسوم. ومع الحماوة على جانبي الحدود اللبنانية فان قواعد الاشتباك لم تتغير بين حزب الله واسرائيل بالرغم من سقوط 110 قتلى في لبنان بينهم مدنيون وصحافيون وفق الصحيفة الفرنسية، وأيضا 6 جنود اسرائيليين و3 مدنيين حسب المعلومات الرسمية الاسرائيلية. وحتى الجيش اللبناني «الذي ينأى بنفسه» عن المواجهة سقط له جندي وأصيب ثلاثة بجروح.

وترى الصحيفة الباريسية ان لبنان هو، وفق نظرة حزب الله، «جبهة مساندة»، وبمثابة خط أحمر بين الواقع الحالي والحرب المفتوحة التي لا تريد طهران للحزب ان ينخرط فيها كي لا تتعرض بناه التحتية الى التدمير. مع الملاحظة ان مساندة الحزب لغزة أشغلت فرقاً من الجيش الاسرائيلي ودفعت 130 ألفاً من سكان المستوطنات الى النزوح نحو الداخل .

وترى الصحيفة ان ايران مرتاحة لان عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي حققت لها هدفين: اسقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر وأوقفت الى أجل غير محدد التطبيع بين السعودية واسرائيل، مع ان احتمال الحرب المفتوحة يبقى وارداً على الجبهة اللبنانية.