Site icon IMLebanon

مشهديّة “أكتوبر 1973” تتكرر… فهل تسرّع عمليّة السلام؟

 

لا أحد قادر على ترجيح دفّة الأحداث بين «حماس» وإسرائيل، إلّا أنّ الأكيد أنّ ما بعد»7 اكتوبر» لن يكون كما قبله، في كثير من الجوانب. وهذا ما يشرّع الباب أمام استعادة أحداث 6 أكتوبر عام 1973، وما شهدته من خضّة إنتهت إلى تغيير جذري في الشرق الأوسط وفي العلاقات العربية – الإسرائيليّة، بدءاً بـ «اتفاق كمب ديفيد» مع مصر، و»اتفاق عربة» مع الأردن، وصولاً إلى «اتفاق أبرام» الذي وضع قطارالتطبيع المتقدّم مع دول عربيّة.

وقال سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة في حديث الى»نداء الوطن»، إنّ المرحلة الراهنة ستكون صعبة جداً على الفلسطينيين، لأنّ «العقل» الإسرائيلي سيتعمّد القيام بمجازر تعيد نوعاً من الهيبة إلى الجيش الإسرائيلي، ولفت إلى أنّ التدخّل الدولي المنتظر من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاقات جديدة على غرار ما حصل في «كمب ديفيد»، تسرّع بروز معالم شرق أوسط جديد، مع المواقف المتقدمة للدول الإقليمية في المنطقة وعلاقتها باسرائيل.

وتوقف طبارة عند الإنقسام الفلسطيني والدولي من إستكمال المفاوضات والتعاون الأمني مع إسرائيل، ليشدّد على رفض «حماس» أي شكل من أشكال التعاون مع إسرئيل وإصرارها على أنّ ما «أخذ بالقوة لا يسترجع إلّا بالقوة». واعتبر أنّ تقدّم الحديث عن التطبيع العربي مع إسرائيل دفع «حماس» ومن يدعمها إلى افتعال هذه الأحداث المفاجئة من أجل تعطيل «مسار السلام» في المنطقة، ووضع المملكة العربية السعودية أمام استحالة توقيع إتفاق مع إسرائيل. وتوقف عند أبعاد المصالح الإيرانية من الأحداث المستجدة، لافتاً الى أنّ التقدم السعودي في معالجة الملفات العالقة في المنطقة كان يتم عبر خطين:

– الأول، عبر الولايات المتحدة الأميركية من أجل إيجاد حلّ عادل للقضيّة الفلسطينية تمهيداً لإقامة الدولتين، ما يسهّل التطبيع العربي مع إسرائيل.

– الثاني، عبر الصين من أجل تحسين العلاقات مع إيران في المنطقة.

ورغم أنّ جميع مسارات التفاوض تؤدي إلى تحقيق السلام في المنطقة، لفت كبارة إلى تخوّف الإيرانيين من إنعكاس تقدّم مسار التطبيع العربي– الإسرائيلي عليهم، فتؤدي مفاعيله إلى سحب تحكمهم بالفصائل المسلحة. أمّا لجهة وحدة الساحات، فاعتبر أنّ دخول إسرائيل في حرب طويلة الأمد، والتوغل عسكرياً في غزة، سيضع «حزب الله» في موقف حرج، يدفعه عاجلاً أم آجلاً إلى دخول المعركة لمؤازرة «حماس» والتخفيف من الحصار المفروض على قطاع غزة. لذلك حذّر من تداعيات انخراط «حزب الله» في الحرب، في ظل «الضوء الأخضر» الدولي لإسرائيل من أجل الردّ على أي عدوان، وتجنباً لمزيد من التحديات التي يمرّ فيها اللبنانيون، لئلا تؤدي أي خطوة غير محسوبة من قبله إلى إعادتهم 20 عاماً إلى الوراء.

وأمام هذه المشهدية الضبابية، أعاد السفير طبارة التذكير بأنّ دور الديبلوماسيّة اللبنانية كان مفقوداً في الملفات الأساسيّة، مقترحاً تفعيل الاتصالات الداخلية والتواصل مع إيران لتحييد لبنان، وتجنيبه قيام «حزب الله» بأي ردّة فعل تؤدي إلى توريطه في حرب غير محسوبة مع إسرائيل. وافترض أنّ الإتصال الأميركي – الإيراني كفيل بحسم العديد من التساؤلات والمخاوف المطروحة.