الولايات المتحدة الأميركية تمنح نتانياهو الفرصة تلوَ الأخرى لينهي حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني في غزة، ولكنّ العبريين، السكان في فلسطين المحتلة، يضيقون ذرعاً بهذا التمديد الذي يشد عليهم الخناق، لاسيما في ما يتعلق بأبنائهم الذين تأسرهم حماس والجهاد أيضاً، وقد اكتشفوا انهم غارقون في دوّامةٍ من الكذب الذي يمطرهم به نتانياهو وزمرته في كلّ ساعة، فيما الواقع والحقيقة في مكان آخر تماماً.
لذلك بدأ الاسرائيليون في الأرض المحتلة يطرحون الأسئلة المصيرية الوجودية، ربما للمرة الأولى منذ انشاء الكيان الصهيوني الهجين… وبقدْر ما تحمل الأسئلة من مخاوف ومحاذير بقدْر ما تحاصر السفّاح الذي يترأس حكومة الصهاينة، والذي لا يملك من الاجابات سوى مسلسل الترهّات والأكاذيب…
السؤال الأول والأبرز، في هذه المعمعة هو: متى يعود ابناؤنا واخواننا وآباؤنا الذين تحتجزهم حماس؟
ثم: انتم تقولون انكم اجهزتهم، في هذا الموقع وتلك الناحية وتلك المنطقة على المقاتلين، ونكتشف ان القتال لا يزال مستعراً فيها، فمَن هم الذين يقاتلونكم هناك؟
وكذلك: اننا نجمع أرقام قتلانا العسكريين التي تطلعون بها علينا، يومياً، ببياناتكم الرسمية، وسرعان ما نقارنها بالمعلومات المتبادلة على الأرض، لنكتشف ان معلوماتكم كاذبة ومنتقَصَة كثيرا عن الحقيقة التي تؤكد ان القتلى أضعاف مضاعفة عن أرقامكم الملفّقة، فمتى ستمدّوننا بالحقيقة المروّعة؟
وكذلك: لماذا يموت ابناؤنا في غزة، هل من أجل ان يتهرّب نتانياهو من المحاسبة على فساده وارتكاباته واجرامه؟
من ثَمّ: لماذا لا تعقد حكومة الحرب صفقة مع حماس اذا كانت عودة اسرانا رهن الاتفاق مع المقاومة في غزة؟
ومن الاسئلة: متى سيعود النازحون الى منازلهم وأعمالهم ونمط حياتهم في المناطق الحدودية مع لبنان، والتي أخلوها تحت دوّي قذائف حزب الله؟
ومنها: هل يستطيع نتانياهو ان يعطينا موعدا تقريبياً عن انتهاء الحرب؟
والأخطر: هل نوضّب حقائبنا للهجرة النهائية الى الخارج ؟
وأخيراً وليس اخراً: هل يجرؤ نتانياهو ان يواجه الناس ويقول: لقد فشلت فشلاً ذريعاً، وانني اتنحى وأضع نفسي تحت سقف المساءلة القانونية؟
هذه الأسئلة ليست سوى غيض من فيض ممّا تتداوله الصحف والتلفزيونات وسائر وسائط الاعلام في فلسطين المحتلة (وهي، وأيضا المقالات والتحليلات والمواقف التي تعرّي نتانياهو) في متناول كل مَن يتيسر له ان يطلع على ما يتردد داخل كيان الاحتلال الصهيوني.