Site icon IMLebanon

الانقسام بين “الإسرائيليين” والاميركيين يشمل جبهة لبنان… بين الحلّ الديبلوماسي ورغبة نتانياهو بالحرب 

 

 

يستمر تبادل الرسائل المباشرة بين “الاسرائيليين” والأميركيين في ما يتعلق بالحرب على غزة وما بعدها من ترتيبات تُنهي المعركة، فبعد كلام الرئيس الأميركي جو بايدن عن ضرورة تغيير بنيامين نتانياهو لحكومته، والإشارة الى أن “اسرائيل” بدأت تفقد الدعم الدولي الذي كان قائماً ما بعد السابع من تشرين الأول الماضي، أكد وزير الخارجية “الإسرائيلية” إيلي كوهين أن جيش الاحتلال سيواصل حربه ضد حركة حماس “بوجود دعم دولي أو دون وجوده”.

 

هذا التباين الكبير بين “الاسرائيليين” والاميركيين لا يقف عند حدود غزّة وحسب، بل ينسحب على ملف الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، حيث لا يزال “الاسرائيلي” منقسماً حول كيفية التعامل مع ما يجري على الحدود، والمعركة التي تُخاض بوجه حزب الله.

 

في الأيام الماضية شهدت المنطقة الجنوبية تصعيداً عسكرياً “اسرائيلياً” لإرسال رسائل نارية الى حزب الله، بعد الرسائل التي نقلتها الديبلوماسية الفرنسية، والتي تطالب بالطلب “الاسرائيلي” نفسه بضرورة خروج حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني. فـ “الإسرائيلي” بحسب مصادر متابعة أرسل مع الفرنسيين رسائل لجس نبض حزب الله، حول ما يمكن وما لا يمكن أن يقبله الحزب مستقبلاً، فحمل مدير المخابرات الخارجية الفرنسية برنارد إيمييه سؤالاً حول ما يمكن أن يكون عليه الموقف اللبناني بحال قررت “اسرائيل” ترك المنطقة الجنوبية المحتلة. آما آخر الرسائل “الاسرائيلية” فكانت بما نقله الاعلام “الاسرائيلي” عن مطالب لمنع الحرب في الجنوب هي: إبعاد حزب الله من 5 إلى 7 كلم عن الحدود مع فلسطين المحتلة، ومنعه من إعادة بناء نقاط المراقبة التي تم تدميرها.

 

في الداخل “الاسرائيلي” هناك من يؤيد التفاوض غير المباشر مع حزب الله عبر الأميركيين، وتحديداً مع المبعوث آموس هوكشتاين، وهناك من لا يريد التفاوض بل يريد الحرب كرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، الذي لم يعد يملك بجعبته سوى الحرب للحفاظ على “رأسه”، لذلك هو اليوم يجاري الأميركيين بعدم التصعيد، أولاً بسبب عدم قدرته على ذلك بسبب جبهة غزة المفتوحة، وثانياً لعدم قدرته على ذلك بحال لم تكن الولايات المتحدة الاميركية راضية وجاهزة لمواكبة الحرب سياسياً وعسكرياً، ولكنه لا يزال يأمل بخوض هذه الحرب بعد الانتهاء من حرب غزة، وقبل خروج الترسانة الاميركية العسكرية من المنطقة.

 

هذه النقطة هي من النقاط الخلافية بين جزء من الحكومة “الاسرائيلية” على رأسها رئيسها، والإدارة الاميركية للرئيس الاميركي والمقربين منه، فالولايات المتحدة الأميركية بشخص رئيسها تفضل أن يكون الحل جنوب لبنان عبر السياسة، وأن يقوم هوكشتاين بدوره كما فعل يوم ترسيم الحدود البحرية، لأن الاميركيين مدركون أن الحرب ستنسف الاتفاق البحري، وستكون محطات إنتاج الغاز التي حاولت حمايتها من خلال الاتفاق، عرضة للاستهداف من قبل حزب الله، بينما لبنان ليس لديه ما يخسره على هذا الصعيد.

 

يريد نتانياهو رفع سقف مطالبه في جنوب لبنان لكي يرفضها لبنان وحزب الله، ولكي يقدم للأميركيين الذريعة للتوجه الى الحرب، مع العلم بحسب المصادر أن الأميركيين لم يطرحوا ضمن طروحاتهم فكرة المنطقة العازلة، ولا حتى خروج حزب الله بشكل كامل من جنوب الليطاني، بل هم يعتبرون أن الانتهاء من مشكلة الحدود البرية ستشكل نقطة الانطلاق لتسوية مشابهة لما حصل في البحر، وبعدها فإن التزام الطرفين بعدم القيام بأعمال خرق عسكرية سيكون الحل لتهدئة هذه الجبهة.

 

بالنسبة الى حزب الله، تؤكد المصادر، أنه يواكب كل ما يجري في المنطقة وهو مستعد لكل الاحتمالات، ومنها احتمال الحرب، كون “اسرائيل” تمر بظروف صعبة، وكون ما يطلبه “الاسرائيلي” مستحيلا في قاموس الحزب، لذلك فإن مرحلة ما بعد غزة قد تحمل تطورات كثيرة على الجبهة الجنوبية.