IMLebanon

“حي الشجاعية” هو “حي” الأبطال  

 

 

تردّد اسم “حي الشجاعية” كثيراً في المعركة الدائرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وكي نكون أكثر دقة يجب أن يُطلق على هذه الحرب انها حرب إبادة تقودها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

 

فما معنى أن يهجر مليون وتسعماية ألف مواطن فلسطيني من بيوتهم؟

 

وما معنى أن تقتل إسرائيل 20 ألف مواطن فلسطيني بينهم 8 آلاف طفل و5 آلاف امرأة؟

 

وما معنى أن تُدمّر بيوت مدينة غزّة بنسبة %80 ؟

 

وما معنى القضاء على 25 مستشفى في غزّة، حيث لم يبقَ مستشفى واحد يعمل؟

 

وما معنى أن تدمّر الكنائس التاريخية مثل كنيسة برفيريوس المعمدان التاريخية للروم الارثوذكس، والجوامع التاريخية التي دمّر منها أكثر من 20 مسجداً أهمها: مسجد الحبيب محمد، مسجد سعد الأنصاري، مسجد اليرموك وغيرها؟ أليْسَت هذه حرب إبادة.

 

على كل حال، أمام عظمة ما يحدث من تدمير وقتل وإبادة للشعب الفلسطيني، يبقى هناك أبطال لا يزالون يحاربون الجيش الاسرائيلي يومياً حيث وصلت خسائر إسرائيل إلى أكثر من 800 دبابة وهذا يحصل لأول مرة في تاريخ الجيش الاسرائيلي.

 

والملاحظ هنا أيضاً أنه بعد مرور 76 يوماً لا يزال أبطال “طوفان الأقصى” يكبدون إسرائيل القتلى ويمنعون الدولة العبرية من السيطرة على غزّة التي لا تزيد مساحتها عن 360 كيلومتراً.

 

أبطال “طوفان الأقصى” يعلّمون إسرائيل كل يوم دروساً في حب الوطن والتضحية من أجله.

 

وبما أننا نتحدث عن المعارك في غزّة لا بد من أن نتوقف عند المعارك التي دارت ولا تزال في منطقة حي الشجاعية لنعطي لمحة عن تاريخ هذا الحي وعن أهميته:

 

أما لماذا الشجاعية؟ لأنّ الشجاعية هي عهدة صلاح الدين الأيوبي ….

 

ومن أسماء حي الشجاعية (حي التركمان) لأن جُلّ سكانه من أصول كردية وتركمانية وشيشانية وقوقازية. فقد أسكن صلاح الدين في هذا الحي كبار المقاتلين والمجاهدين الذين أبلوا في الحروب الصليبية بلاءً حسناً، وعندما عاد المجاهدون إلى بلادهم بعد إنتهاء الحرب أبقى صلاح الدين أفضلهم وأشرسهم وأسكنهم في الشجاعية.

 

وكان في حِسّ صلاح الدين الإستراتيجي والتاريخي أن فلسطين ستكون مستهدفة ويتحتم إستباقهم بإسكان مقاتلين أولي بأس شديد.

 

ولحي الشجاعية من إسمة أعظم نصيب…

 

إذ تعود جذور الحي لمعركة دارت بين الأيوبيين والصليبيين عام 1239، حسب المركز الفلسطيني للإعلام، إذ انتصر فيها المسلمون، كما تنسب تسميته إلى “شجاع الدين عثمان الكردي”، أحد أبطال تلك المعركة الذي قُتل فيها.

 

وقد بُني الحي في عهد الأيوبيين وفيه أكبر سوق شعبية تُعرف “بساحة الشجاعية”.

 

ويضم الحي جامع أحمد بن عثمان أو “الجامع الكبير” بالمدينة القديمة، وقبر أحد مماليك السلطان برقوق، ويدعى “يلخجا”.

 

في الحي عدة مساجد تاريخية منها “الهواشي” و”السيدة رقية” و”علي بن مروان”.

 

وفيه مقبرتا الحرب العالمية الأولى ومقبرة “التونسي”. كما يوجد في حي الشجاعية قبر يقال إنه قبر لـ”شمشون الجبار” الشهير.

 

والشجاعية هي مسقط رأس شاعر الثورة الفلسطينية، معين بسيسو.

 

ويقع الشجاعية بالنصف الشمالي من مدينة غزة..

 

يعدّ حي الشجاعية أكبر أحياء القطاع وبوابته الشرقية، وللحي رمزية كبيرة، لأنه أُسرَ فيه الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون عام 2014.

 

كما توجد في الشجاعية كتيبة “الشجاعية” وهي من أقوى عناصر “القسّام”،

 

ويمثّل حي الشجاعية أعلى تجمّع سكاني بغزة، ويبلغ بمعدل الأسرة الواحدة ما بين 8- 16 فرداً من الأسر وهي أسر ممتدة ومتجذرة:

 

– أكبر حي في الشجاعية يُعرف بـ”التركمان”.

 

– يقطن الشجاعية أكثر من 150 ألف نسمة. وتحتضن الفصائل الفلسطينية كافة، كون الحي معقلا لانطلاقتها، شهد البدايات الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية، والجبهتين “الشعبية” و”الديمقراطية”. وينتمي إليه حاليا أبرز قادة الفصائل الفلسطينية الحالية،

 

كما يعد المقر والمعقل الرئيسي لحركتي “حماس” و”الجهاد. نذكر بأنّ قوات نابليون بونابرت عسكرت في هذا الحي.

 

كما نذكّر بأنّه قتل في الشجاعية آلاف من جنود الحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى، ودفنوا جميعاً في مقبرة بالحي.

 

وكان للحي دور كبير في معارك عام 1967 ضد إسرائيل. وفي أكتوبر 1987، تحوّل الحي إلى ساحة مواجهات بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية في معركة سُمّيت بـ”معركة الشجاعية”.

 

ويعتبر حي الشجاعية عقدة إسرائيل وهو يعتبر أيضاً هدفاً عسكرياً لغاراتها واجتياحها البري.