Site icon IMLebanon

هل تسقط “الضوابط” في المنطقة؟

 

 

من الجنوب المشتعل عند الخط الازرق وما بعده من الجهتين، مع دخول المواجهة بين اهالي القرى والقوات الدولية، في توقيت لافت، الى البحر الاحمر ومواجهاته التي اتخذت طابعا دوليا، ادخلت على الخط الساحة السورية من بوابة دمشق، عبر عمليات نوعية نفذتها “اسرائيل” بالتعاون مع القوات الاميركية المنتشرة في المنطقة.

 

فما تكشفت عنه الساعات الماضية من نتائج للغارات الاسرائيلية التي استهدفت سوريا، والتي يرى البعض انها كسرت قواعد اللعبة، وتجاوزت الخطوط الحمر، مع استهدافها قيادات من الصف الاول العسكري والامني في الحرس الثوري الايراني، والتي تردد ان وفدا منها كان سيتجه الى بيروت لعقد اجتماعات مع مسؤولين في حزب الله للتنسيق للمرحلة المقبلة في ما خص الاوضاع على الجبهة الجنوبية.

 

مصدر دبلوماسي في بيروت كشف ان خطوط الاتصال فتحت طوال اليوم مع المسؤولين اللبنانيين، حيث وصلت رسائل تحذير واضحة الى المعنيين، بضرورة ضبط “اللعبة” جنوبا، وعدم السماح بتفلتها، لان اصدقاء لبنان لن يكونوا قادرين على تجنيبه ردود الفعل التي قد تحصل من قبل “اسرائيل”، التي تتحين الفرصة للدفع باتجاه تصعيد الامور على الجبهة مع لبنان.

 

وتابعت المصادر، بان الضربات التي حصلت في سوريا خلال الساعات الماضية هي رسائل اميركية مباشرة للجمهورية الاسلامية، بعدما خرقت خطوط حمر دولية، بتعريضها خطوط التجارة الدولية التي تمر عبر البحر الاحمر للخطر، وهو امر لا يمكن ان يمر او يتم التهاون معه، وان طهران تجاهلت كل رسائل التحذير التي وصلتها في هذا الشان.

 

واشارت المصادر الى ان المخابرات الاميركية ابلغت حلفاءها الغربيين بمعلومات موثقة عن دور الحرس الثوري في تلك العمليات، مشككة بنجاح مساعي المملكة العربية السعودية في التخفيف من التوتر القائم في منطقة الخليج، والذي قد يدفع بالامور الى الانفجار، خصوصا بعد ان يكتمل تجهيز التحالف البحري الذي تم انشاؤه، والذي سيباشر مهامه فعلياً مطلع العام.

 

واضافت المصادر الى ان ما حصل في دمشق يؤكد ان الضربة ابعد واكبر من تكون اسرائيلية بحتة، بل هي نتيجة تعاون استخباراتي بين اكثر من طرف على مدى فترة طويلة، نجح في تحقيق اكثر من خرق، وتحديد بنك اهداف للاستهداف وفقا لاجندة معينة ترتبط بتطور الاحداث.

 

ورأت المصادر ان طهران تحاول جر النظام السوري الى المعركة القائمة في غزة، وهو ما لا تحبذه موسكو، ما سمح بتامين الغطاء الدولي اللازم للتحرك الاسرائيلي، خصوصا ان استهداف القواعد الاميركية في سوريا والعراق، على يد مجموعات مقربة من ايران، وضع موسكو في موقف حرج، حيث تم استخدام بعض الاسلحة الروسية المتطورة في تلك الهجمات.

 

وختمت المصادر بان اجهزة المخابرات الاسرائيلية سبق وابلغت منذ ايام نظيراتها الغربية بامكانية حدوث هجمات وصفتها “بالارهابية” ضد مواقع محددة في شمال العراق، تستخدم لجمع المعلومات، من قبل مجموعات الحرس الثوري، وهو ما سيكون تطورا خطرا في مسار الاحداث، ونقطة تحول في الحرب القائمة على خلفية عملية السابع من تشرين التي نفذتها حماس.