Site icon IMLebanon

غزّة والفسطاطيْن

 

 

هي حربٌ على الإسلام وليس على العرب، فكثير من العرب يدهم بيدِ بنو إسرائيل عدوّ الإسلام والمسلمين منذ خرجت النبوّة منهم، ولا ولم ولن يتغيّر اليهود، فهم لا يحتاجون إلى عذر أو سبب للقتل، فمن مجزرة الطنطورة عام 1948 إلى حرب إبادة غزّة ليس أفظع مما نراه اليوم إلا ما رواه رجال العصابات وهم يضحكون كيف قتلوا النساء والرّجال والأطفال، هؤلاء الذين نراهم اليوم يتباهون بقنص طفل أو قتلِ امرأة حامل هم أحفاد أولئك المجرمين، «ذريّةٌ بعضها من بعض»، بيننا وبينهم وثيقة المدينة التي وضعها النبيّ صلوات الله عليه وهي أوّل وثيقة سلام وعيش مشترك بين ذوي الأديان المختلفة، فخرج عليها اليهود وأحرقوها ولم يعد بيننا وبينهم إلا خيبر وبنو قريظة، وكلّما حملوا حملهم وتظاهروا  وهاجموا المسجد الأقصى قال لنا السفهةُ من صبيانهم «محمّد مات»، وضلّ وكذب ما كانوا يقولون!

 

بعد اتفاقيّة «كامب ديفيد» أرسل مناحيم بيغين رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الرئيس المصري أنور السادات بوقاحة شديدة خطاباً دفعه السادات إلى الكاتب أنيس منصور وقال: «اقرأ وقل لي أعمل إيه في ابن الإيه ده» !! وكان بيغن يشكو فيه من أن الشيخ محمد متولي الشعراوي يهاجم اليهود ليلاً ونهاراً ومن غير مناسبة، خصوصاً في الحلقتين الأخيرتين قبل إرساله هذا الخطاب، يروي منصور قائلاً «ذهبت إلى التليفزيون أطلب مشاهدة الحلقتين الأخيرتين للشيخ محمد متولي الشعراوي، ولم أجد شيئاً مما نقلوه إلى بيغن، فالشيخ الشعراوي أحد الخبراء فى البلاغة القرآنية، وقد شاهدت حلقات أخرى للشيخ محمد متولي الشعراوي وتبيّنت ان الرجل لا يهاجم اليهودية ولا المسيحية فهو فقيه مسلم يفتش في كنوز المعاني البديعة، ويقول أنيس منصور استكمالاً للمشكلة: «وفجأة تلقيت خطاباً من د. بطرس غالي وزير الدولة للشؤون الخارجية وفي الخطاب نصّ خطبة وزير التعليم الإسرائيلي، وفي الخطبة يقول: «لن يتحقّق السلام بيننا إلّا إذا حذفتم بعض آيات من القرآن الكريم» !! وكلّفني الرئيس السادات بأن أسافر إلى إسرائيل فوراً وقال لي «قل لبيغن على لساني: إذا لم يكفّ عن الادّعاء بأن محمد متولي الشعراوي يهاجم اليهود وليس الصهاينة، فإنه سوف ينشر خطبة وزير التعليم الإسرائيلي على جميع القنوات في مصر والعالم العربي على أوسع نطاق، ونوقظ الكراهية النّائمة عند ملايين المسلمين».

 

رحم الله الرئيس أنور السّادات، ليست كراهية وليس الصهاينة، عندما حاربوا النبيّ والمسلمين لم يكن هناك صهيونيّة بل يهود، قبل أيام قليلة وعلى إحدى الشاشات الإسرائيليّة كان أحد السياسيين اليهود يعلن بالفم الملآن أنّه لا سلام لإسرائيل طالما القرآن موجود، لم يتغيّر ما يريده اليهود وحلفاؤهم الصهيونيّون من أيمانويل ماكرون إلى جو بايدن ولا يزالون يطالبون به إحذفوا من القرآن آيات وسور، ولو فعل العرب سيبقى اليهود الأشد عداوة للذين آمنوا، هذه حرب لا تحتمل موقفين نحن في أواخر الزمن والنّاس إلى فسطاطيْن، وعلينا أن نختار في أي فسطاط نريد أن نكون