Site icon IMLebanon

من يستطيع تحدّي إسرائيل جوّاً وبحراً يمكنه تحدّيها برّاً

 

أميركا ترمي للغزيين مع الشركاء وجبات غذائية سريعة مغمّسة بالدماء يطاردونها في الهواء كالفراشات، جزء منها يقع في البحر وآخر خارج القطاع وثالث يسرقه الجنود الصهاينة ومرتزقتهم في مناطق تواجدهم داخل القطاع  وقد لا يدرك الغزيين بعضاً منها إلّا شهداء وقد حوّلها جنود الاحتلال الى نزوات صيد للبشر وفي المقابل تعطي واشنطن للإسرائيليين سكاكين مسمومة يطعنون فيها الفلسطينيين بكل مقتل.

ومن ثم وبكل وقاحة يصرخ «جو» ويتعجب مما يحدث من عذابات لا تحتمل تحدث للفلسطينيين على أيدي طليعته الحضارية لكنه يستمر بالصهينة ودعم آلة القتل والتدمير التلمودية ويقول أنا الى جانب تل أبيب الى نهاية العمر!!!

 

أقصر الطرق لتدارك جياع غزة أقومها وقف العدوان على غزة أي وقف إطلاق النار أو فتح المعابر البرية أبرزها معبر رفح، بمعدل ألف شاحنة يوميا، خمس ساعات وتبدأ قصة بداية نهاية المجاعة.

هناك إصرار أميركي مريب للغاية يعتمد منهجية اللف والدوران تارة بالاسقاط الجوي الاستعراضي لوجبات محدودة وآخر يدور عبر البحار والمحيطات، يتطلب دهرا من ستين يوما لبلوغ الميناء العائم الذي وجّه الرئيس البائس «جو» قواته كما يحب أن يناديه صديقه السادي «يبي» ببنائه، وربما تبلغ الوقاحة الأميركية لاحقاً ان تربط فاعلية ميناء غزة المزعوم بتعقيدات البحر الأحمر وما يجري بين واشنطن والحوثيين والسفن المتجه الى العدو الصهيوني.

بعض (الخبثاء) يؤكدون ان وظيفة الميناء الأميركي المستجد على سواحل غزة، عنوانه إغاثي وحقيقته انه محطة لتسريع دفع الغزاويين نحو ممر شتات التهجير الجديد وقد استحال برا.

 

يؤكد طوفان الأقصى ان الفلسطينيين قد حذفوا مصطلح التهجير من قاموسهم الحديث نهائيا وبشكل حاسم بتأكيد واقع خمسة أشهر من الصمود الاعجازي، واستعاضوا عنه بالفتح بالهجرة المباركة الى حيث كان التهجير الأول أي نحو الأرض المقدسة التي احتلّها ودنّسها الصهاينة.

ما ينبغي التنبّه له ان فلسفة هذا الميناء تقوم على شراء الوقت لصالح الاحتلال وفق معادلة أعلنها نتنياهو ان التفاوض من أجل التفاوض يمنح الوقت للمزيد من المعارك وإطالة أمد الحرب، وعليه البحث المتعرج الدائم عن خطوط امداد إغاثية في ظل تأهّب القوافل عند نقاط العبور البرية تنتظر صافرة الانطلاق يعدّ حلقة أميركية جديدة في سياق رعاية واشنطن للفظائع الإسرائيلية المرتكبة في غزة، لان من يستطيع أن يسقط الطرود (الإغاثية) من الجو أو يدخلها عبر الموانئ البحرية فهو قادر بلا شك أن يأمر بفتح المعابر البرية الأسرع والأنجع والأقل كلفة.

ولان المجازر مستمرة ولا يبدو هناك بصيص ضوء نهاية النفق في المدى المنظور، ولان المجاعة بدأت تفتك بالغزيين، يبقى السؤال الداهم، هل سينفجر الغضب الإسلامي والإنساني الرمضاني في وجه الطغاة أينما كانوا، أم سيصحون العالم وقد اختفت غزة بالإبادة او على سيرة أهل الكهف، يكون العالم بعدها بلا رجولة أو شرف، يسوده فقط المخنثون، ألم يتفاخر «جو» ان أميركا أصبحت أمة المثلية، لمثل هؤلاء تطبعون أيها الاعراب والمتأسلمون الابراهيميون الجدد، الثلث الأخير من الصهيو-صليبية.

المسألة بالتأكيد ليست تحدي واشنطن لتل أبيب بقدر ما هي إمعان في تعميق أزمة المجاعة في غزة بالمزيد من المماطلة.