Site icon IMLebanon

من مبادئ ولسن إلى مقترح الرئيس العجوز.. قرار أميركي بإنهاء الحرب.. ومفاجآت قاتلة تنتظر «الكيان المحتل»!

 

 

في خضم أعتى حرب عنصرية، اجرامية تدميرية، في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ووسط معركة على العودة إلى البيت الأبيض، بوجه المرشح الجمهوري اليميني، الشديد التطرف دونالد ترامب، صحا الوعي عند الرئيس الأميركي جو بايدن، والمرشح عن الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية في تشرين المقبل، ودفع بايدن بما أسماه اقتراحه لإنهاء الحرب في غزة، داعياً الاسرائيليين إلى «التروي والتفكير في الذي سيحدث إذا ضاعت هذه الفرصة».

وقال بايدن للمسؤولين في «كيان الإحتلال»:«…لا يمكننا تضييع هذه الفرصة». مضيفاً: «حان وقت انتهاء حرب غزة»..».

وذكَّر حكام الكيان بما قدَّمه في فترات حرب غزة التي تجاوز  233 يوماً من أنه الرئيس الأميركي الوحيد الذي زار اسرائيل وقت الحرب، وأرسل القوات الأميركية للدفاع المباشر عن اسرائيل حينما هاجمتها إيران».

وبين المغريات المحتملة كالذهاب إلى استعادة الأسرى، وتحقيق السلام، والخروج من العزلة الدولية، وما يترتب على استمرار الحرب أشهراً إضافية، (من اشهر بتقدير رجال الأمن والمخابرات) من دمار، وقتل، وربما حرب متوسعة في الشرق الأوسط.. بدأت الدبلوماسية الأميركية السعي الحثيث لحث إسرائيل على قبول الاقتراح، وتجرُّع سم التفاوض مع حماس، خلال المرحلة الأولى التي تستغرق 6 أسابيع وتتضمن وقف النار الشامل، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم قبل الحرب.

الموقف، اعاد كرة مصير الحرب الى داخل «دولة الإحتلال» ومجلس الكابينت (الحرب)، بعدما تحركت «حماس» بقوة إلى إعلان «الإيجابية»، وتفويض مصر وقطر متابعة الاتصالات من هذه الزاوية.

نتنياهو الحامل لعقل التطرُّف والإبادة أغرقه الوزيران المتطرّفان أكثر منه بمتاهة الموافقة على مقترح بايدن، الذي هو بالأساس مقترح إسرائيلي، تمهيداً للتنصل منه.

وبحجة الخوف من سقوط حكومته، بقي نتنياهو يلعب على حبال المكر والكذب والخداع، والإدعاءات الباطلة، رامياً الكرة الى ملعب «حماس»، وداعياً لتعويض الخسائر في غزة بتوسيع الضربات الجوية على قرى ومدن ومناطق تبعد بين 50 كلم الى 20 كلم عن حدود الكيان المحتل، بعدما اذاقته مدافع وصواريخ ومسيرات المقاومة في جنوب لبنان مرارة المواجهة، في حرب لم تخرج عن كونها حرب إسناد لمقاومة الشعب الفلسطيني في غزة، وهي مرتبطة مصيرياً بها، اي ان جبهة الجنوب وسائر الجبهات الأخرى مرتبطة بحرب غزة التي امتدت الى رفح..

رغب بايدن أن يعلن للعالم، وبصرف النظر عن قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، ومجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، والدول الآخذة بالتزايد في أوروبا وأميركا اللاتينية وأفريقيا بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة، أن الأمر له، بدءاً من المرفأ المستحدث على شاطئ غزة إلى أطنان الاسلحة والطائرات والقذائف المرصودة والمرسلة إلى اسرائيل لدعم الحرب الدائرة ضد عموم الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى وقف النار وإنهاء الحرب، التي آن لها أن تنتهي.

حاول بايدن الإقتداء بالرئيس الأميركي ولسن، الذي أدت مبادئه الـ14 إلى مفاوضات السلام بعد الحرب العالمية الأولى، ومنها الرسائل التي وجهها الى الكونغرس في 8 ك1 (1918)، وكان أبرزها المناداة بحق الشعوب في تقرير المصير، وترتب على ذلك أن اعترفت الدول الكبرى بحق الشعوب المغلوبة على أمرها في تقرير مصيرها، نتيجة استفتاءات عامة ونزيهة، ويعبر فيها الشعب عن المصير الذي يريده.

ومن ضمن حق المصير القضاء ما كان يسمى بمبررات الضم القسرية، الأمر الذي كان من شأنه أن يقضي أو يضعف أحد الأسباب الرئيسية للمنازعات الدولية.

الثابت أن الموقف الأميركي من إنهاء حرب غزة ثابت وجدّي، وواقع محلّه، وإن بدا متأخراً، فالولايات المتحدة عشية الانتخابات الرئاسية يرغب رئيسها في تحقيق إنجاز كبير بوقف المنازعات الجارية، ويصبح بإمكانه أن يكسب أصوات اليهود، وأصوات العرب على حدّ سواء، باعتباره أنهى الحرب، وأعاد الرهائن والأسرى، كما أنه أعاد المستوطنين الى غلاف غزة، وإلى الشمال باتجاه الحدود مع لبنان، وإنهاء «حرب السفن» في البحر، وأنقذ الكيان من انهيارات مالية وشيكة، وأعاد الفرصة أمام دمج اسرائيل في المنطقة، اذا ما كتب لحلّ الدولتين أن يرى النور..

على أن الأبعد في حركة الرئيس الأميركي «العجوز» لا يقتصر على ترتيبات ضرورية في الشرق الاوسط، سواء لجهة ترتيب العلاقات العربية – الاسرائيلية، أو الأميركية – الايرانية، فضلا عن انتزاع ورقة الشرق الأوسط الكبير، ورفعها بوجه روسيا الاتحادية والصين، والتفرغ لعواقب ما يجري في أوكرانيا، وآسيا البعيدة من الصين إلى تايوان، وكوريا الشمالية..

لم  ينسَ بايدن حفظ حصة لبنان، أو حصة الحدود اللبنانية – الاسرائيلية من مقترحه.. إفساحاً في انهاء التوترات جنوباً (لبنان) وشمالاً (اسرائيل) على أمل ان يركب هوكشتاين الطائرة ويعود..

المسألة، هو آن أوان انهاء الحرب عند الأميركيين والدول التي ستجتمع في النورماندي يوم الجمعة المقبل، نعم، وكذلك عند الفلسطينيين والعرب. أما على  جهة دولة الاحتلال، والحسابات مختلفة.. بانتظار المفاجآت الكبيرة من هناك..