التدمير الشامل، المرافِق لحرب الإبادة على غزة، ليس فقط من ضرورات الحرب اذ، يتكشف، يوماً بعد آخر، إنه تنفيذ مخطط موضوع بكامل تفاصيله لضم القطاع الى دولة الاحتلال، بالموازاة مع استكمال تهويد الضفة الغربية وتهجير الشعب الفلسطيني الى بلدان الجوار وسواها كما يتضح من هذا المخطط الخطر الذي لم يعد سراً ولا هو من نظرية المؤامرة، لأنه هو المؤامرة في حد ذاتها. وأمّا العمل على تدمير المسجد الأقصى فقد لا يبقى مجرد حلم. وليست مصادفة إدخال الوحش بن غفير الى الحكومة ليكون رأس الحربة ضد بقاء الأقصى، وهو الذي يصعّد مواقفه وآخرها إعلانه، أمس بالذات، عن مشروع إقامة كنيس يهودي داخل حرم هذا المسجد التاريخي الذي يعني للمسلمين كلهم الكثير في العقيدة والوجدان. ولم نكن ننتظر ما كشفه موقع «موندويس» الأميركي، على لسان وزير مالية العدو يتسلئيل سموتريتش لنتأكد من هذه الحقيقة، وهو الذي تحدث عن «خطة جذرية» للسيطرة الدائمة على الضفة، وعن تخصيص «ميزانيات ضخمة» لهذا الهدف، وتسليم الشأن الإداري في الضفة الى الهيئات المدنية بعد سحبها من الجيش، ليصبح متعذراً استعادة هويتها الفلسطينية. الى ذلك اتساع رقعة وعديد المستعمرات بشكل متواصل ومستدام، إضافة الى موافقة حكومة نتنياهو على إقامة 3500 وحدة سكنية جديدة لليهود في الضفة، وهو أكثر من قضم: إنه ابتلاع…
وفي المقابل أعلنت الصهيونية دانييالا فايس، أمين عام حركة «تحالا» الاستيطانية في مقابلة عُمّمت على مواقع وسائط التواصل الاجتماعي أن غزة لليهود وهي جزء من إسرائيل، وحددت الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني المقبل موعداً لبدء بحث مطالب المستوطنين للانتقال الى قطاع غزة، وعرضت نماذج خرائط عن دُور السكن التي ستُقام هناك. وكان جوابها أكثر وحشيةً مما شاهدنا وسمعنا حتى الآن عندما سُئلت: وماذا نفعل بالمليونَي فلسطيني من أهالي غزة؟ فقالت: لن يبقوا وسوف يذهبون الى مصر وتركيا وهولندا وألمانيا وبريطانيا والأميركيتَين الشمالية والجنوبية، ومن الجيد للعرب (يُلاحَظ أنها لم تذكر كلمتَي فلسطين والفلسطينيين على الإطلاق) أن يغادروا غزة. أضافت: أنا لا أفكر بالعرب، فقط أفكر بمستقبل الأمة اليهودية ومستقبل إسرائيل. لتمضي قائلةً: عندما نشاهد على التلفزيون أوضاع مَن تسميهم في كلامك «اللاجئين العرب»، (المقصود فلسطينيو غزة النازحون) يجب علينا أن لا نساعدهم، بل يجب تعميق المأساة، لأن هذا سيجبر مصر وتركيا والأوروبيين على استقبالهم!.
وبعد، لا تعليق، وبرسم الأمّتين العربية والإسلامية.