IMLebanon

غَزّة ستكون ڤيتنام «2» لإسرائيل  

 

 

لا نبالغ عندما نقول إنّ أبطال غزّة لن يتركوا «الجيش الذي لا يُقهر»، والذي قُهِر في الحقيقة ثلاث مرّات:

 

أولاً: على يد الجيوش العربية: المصرية والسورية والسعودية والكويتية والمغربية، والجيش العراقي بالتأكيد حيث منع هذا الجيش إسرائيل من احتلال دمشق.

 

ثانياً: حزب الله اللبناني الذي أجبر إسرائيل على الانسحاب من لبنان من دون قيد أو شرط.. ولأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل تُـمنى بمثل هذه الهزيمة.

 

الثالثة: «طوفان الأقصى» الذي لقنت خلاله «حماس» الجيش الاسرائيلي درساً لن ينساه في حياته، وهذه هي الهزيمة الثالثة والتي ستكون إن شاء الله بداية النهاية بالنسبة للجيش «الذي لا يُقهر».

 

بالعودة الى السؤال الكبير اليوم: هل ستحتل إسرائيل غزّة؟ الجواب لا أحد يعرفه، ولكن علينا أن نتوقف عند بعض المحطات التالية:

 

أولاً: لقد جاء رئيس أكبر وأعظم وأقوى دولة في العالم، أعني به الرئيس جو بايدن، الى إسرائيل ومعه حاملات طائرات وأسطول «إيزنهاور»، وحاملة الطائرات الأضخم «جيرالد فورد» وغيرهما مع معدات عسكرية، منظرها يخيف أكبر جيش في العالم.. وكانت هذه فرصة لبايدن كي يلعب دوراً كبيراً في إنقاذ إسرائيل بإجبارها على السلام، لأنه لم يعد أمامها، ومهما كابرت إلاّ القبول بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. ولكن يبدو ان الرئيس بايدن لم تعد لديه القدرة على لعب دور كهذا… فانحاز تماماً لإسرائيل ولم يعرف كيف يلعب دوره.

 

ثانياً: هناك خلاف في المجتمع الاسرائيلي الذي ينقسم الى قسمين: القسم المتديّن الذي لا يقبل بإقامة دولة فلسطينية، وهو في الوقت نفسه يرفض الخدمة العسكرية في الجيش… وقسم من اليهود جاؤوا حسب وعد بالارض «الموعودة» وسوف تكون حياتهم في أمان واستقرار وأعمالهم مزدهرة، هؤلاء يقولون: لماذا لا يخدم المتديّنون في الجيش، وهل المطلوب أن نموت من أجلهم؟ لذا فنحن نرفض.

 

ثالثاً: مضى 14 يوماً على أكبر عملية قهر في تاريخ الجيش الاسرائيلي باحتلال 40 مستوطنة واغتيال ألف من الجيش والمستوطنين وأسر 250 مواطناً من جنسيات مختلفة…. وهذه العملية ليس لها مثيل في العالم، وهذه العملية ذكرتنا بما حصل في ڤيتنام، إذ ان الشعب الڤيتنامي الفقير استطاع أن يجبر أميركا، أقوى دولة في العالم على الانسحاب. والأهم ان أميركا هُزمت في ڤيتنام، وأنّ الشعب الڤيتنامي عندما أراد الحياة انتصر على أميركا.

 

والشعب الفلسطيني البطل الذي يعاني كل أنواع التعذيب والقهر والقتل والتدمير… قرّر أن يتحدّى الجيش الاسرائيلي وفعل… لذلك مهما مارست إسرائيل من وحشية وأمعنت في قتل الأطفال والرجال والشيوخ والشباب فإنّ المقاومين سينتصرون ويردون كيد الاسرائيليين الى نحورهم.

 

فلأهل غزة النصر، وللشعب الفلسطيني كله النصر أيضاً بعدما أمضى 75 عاماً في الظلم، لكنهم لم يستطيعوا أن يحرموه أرضه وبيوت أبنائه ووطنه.

 

خامساً: ملف الأسرى وهم نوعان: نوع مدني ونوع عسكري، ولكن اللافت ان المخطوفين تابعون أو يحملون 17 جنسية مختلفة… لذلك فإنّ هذا يعني ان على إسرائيل أن تأخذ إذناً من 17 دولة، ونظن ان هذه عملية صعبة.

 

بمعنى آخر، إنّ كل يوم تأخير سيكون من الصعب جداً أن تُترك إسرائيل وحدها تفعل ما تريد.

 

وهناك لا يزال الكثير من المعلومات سوف أنشرها في ما بعد..