طوابير خامسة وسادسة على خط توتّر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية
تفاقمت الخلافات السياسية وعادت الأمور إلى الوراء إن على صعيد تشكيل الحكومة أو على مستوى كافة الملفات السياسية والإقتصادية في وقت لا يزال الجو الإقليمي ضبابياً.
لا بل هناك معلومات تفيد بأن المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والإتحاد الأوروبي يولون ويعتبرون أن ما يحصل في القدس وغزة هو بالنسبة إليهم أولوية مطلقة، ما يعني أن الملف اللبناني الذي تحرك دولياً خلال الأشهر الماضية بفعل الدور الفرنسي وصولاً إلى المبادرة الفرنسية قائم.
وعُلم من مصادر أوروبية على صلة ببعض المرجعيات السياسية في لبنان توقعها بأن تطول أزمة التأليف وربما تبقى حكومة تصريف الأعمال هي من يتولى الشأن الحكومي وخصوصاً أن الجو في المنطقة ينذر بحرب إستنزاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك سيرتد ويترك تداعيات كبيرة على الوضع اللبناني الداخلي، من هذا المنطلق تشير المعلومات إلى أن رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى المجلس النيابي على خلفية سحب التكليف من الرئيس المكلف سعد الحريري فذلك أيضاً إنما يدخل في إطار تفاعل الخلاف السياسي بين بعبدا وبيت الوسط والأجواء من الطرفين لا توحي بأي حلحلة على الإطلاق.
وفي هذا الإطار، فإن هذه الجلسة ستؤدي إلى خلل في الوضع السياسي المحلي إذ هناك مؤشرات لتحالفات سياسية جديدة وتعميق الهوة والمسافة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وبالتالي لا يستبعد حصول لقاء بين الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال وقت قريب جداً قد يكون مؤشراً لإرساء تحالف بين بري والحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية ما يعني أن هناك تصفية حسابات داخلية واصطفافات على خلفية فرز المواقف التي توالت مشهديتها موخراً بينما يبقى العنوان الأساس هو معركة رئاسة الجمهورية.
لذلك أن لبنان مقبل على أيام صعبة أكان من خلال الإنقسام السياسي الذي تفاعل في الآونة الأخيرة وصولاً إلى الكارثة الاقتصادية التي تشهد إنهياراً مقلقاً على الصعد الاجتماعية والمعيشية والمؤشرات لا توحي بمعالجات لهذه الأزمة التي خرجت عن السيطرة وحيث تؤدي إلى الفوضى في الشارع وبشكل مخيف إذا استمرت الأمور على ما هي عليه في التفاقم والانهيار الذي يظهر جلياً يوماً بعد يوم.
في حين أن الوضع الإقليمي على خلفية حرب غزة وما جرى في القدس فهذه الحرب تحولت إلى معركة حقيقية ومن الطبيعي أن لبنان سيكون من أشد المتأثرين بها وبالتالي هناك اتصالات دولية وعربية لتحييد لبنان عن هذا الصراع خصوصاً ثمة مخاوف من أن تستمر عملية إطلاق الصواريخ بشكل دائم، إذ هناك جهات دخلت على الخط وطوابير خامسة وسادسة من شأنها أن تسهم في اندلاع حرب على الحدود بين لبنان واسرائيل. لذلك لا يستبعد أن تحصل تطورات على كافة المستويات والأمور مرشحة لكافة الاحتمالات أيضاً ما يعني ليس هناك من حكومة في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة التي يجتازها لبنان والمنطقة.