IMLebanon

جهل أو تواطؤ ؟

 

 

لقد أزاحت الحربُ العدوانية التي يشنها سفّاح العصر بنيامين نتانياهو على غزة الصامدة الستارَ فكشفت الصهاينة على حقيقتهم البشعة في العالم كلّه، ولكن ما يدعو الى الاستغراب ليس الموقف الأميركي الذي يستجرّ وراءه دول اوروبا الغربية، في معظمها، انما ما نستمع اليه في لبنان وبعض البلدان العربية والاسلامية من اراء لسياسيين وقياديين وبعض الكتّاب والمفكرين، وحتى الناس العاديين، الذين يبرّرون للسفّاح جرائمه التي لا يقبل بها مَن يملك ذرّة من العقل والمنطق والوجدان. في المقابل ان ثمة وعياً ملحوظاً في الرأي العام العالمي، والجيّد في الأمر ان هذا الوعي يزداد بوتيرة بيانية متصاعدة مع ارتفاع العدوان الوحشي على البشر والحجر في القطاع الذي يسجّل صمودا هائلاً، لشعبٍ مقاوم ينتفض من تحت الركام، بالمعنى الحقيقي والمأساوي للكلمة …

 

أمّا الذين، في لبنان (ونحمد الله انهم قلة) يغتنمون نهر الدماء الطاهرة في غزة الصمود، واشلاء آلاف الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ ومدنيين عموماً، ليقولوا ان حماس هي التي «اعتدت» على الجلّاد الفاجر، امّا هؤلاء المضلَّلون، فنحيلهم الى سياسيين وادباء واعلاميين وكبار كتبة العواميد في امهات الصحف العالمية ومعهم ضباط احتياط وعاملون اسرائيليون ذوو الرتب العسكرية الرفيعة الذين يقولون الحقيقة ولو حاول الاعلام الصهيوني ان يحجب اراءهم، وهم كثرٌ ويتعذر تعدادهم.

 

فإلى المضلَّلين في لبنان أو اصحاب الهوى، أو الذين «لا يعرفون ماذا يفعلون»  أقدّم، ها هنا، انموذجاً عقلانيا مقتبساً ممّا كتبه المفكر الصحافي الاسرائيلي ميشال وارسوفسكي عمّا يجري في غزة:

 

«لقد تجاوزنا جرائم الحرب، نحن في مواجهة جريمة ضد الانسانية في غزة… أرفض الموازاة بين الطرفين، اذ هناك فريق يحتلّ وفريق اخر تحت الاحتلال… لا نقدر ان نضع مليونين من الناس في طنجرة ضغط في غزة ولا ندرك ان هذا سيؤدي الى الانفجار قريباً أو لاحقاً» الخ …

 

وهذا الانموذج هو أقلّ ما كتبه أو نشره او صرّح به أولئك المستنيرون اليهود الذين يرفضون تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن جريمة نتانياهو في حرب الابادة على غزة.

 

فهل يرعوي المزايدون في البلدان العربية والاسلامية ؟!.