هناك تقرير لأجهزة المخابرات العسكرية الاسرائيلية يقول إنّ هناك ثلاثة خيارات لوقف القتال في غزة مع الأخذ بالاعتبار ان هذه الخيارات أقل ما يُقال فيها انها غير مقبولة بل هي مستحيلة، لأنها مبنيّة على أساس انه لا وجود لحركة فلسطينية مقاومة اسمها “حماس”، كذلك متخطية عملية “طوفان الأقصى”، التي حقّقت حركة “حماس” من خلالها أكبر نصر تاريخي، ليس على مستوى فلسطين فحسب بل على المستوى العالمي، خصوصاً أنّ هذه العملية دخلت التاريخ، وأنها ولأوّل مرّة تحدث، وفي الحقيقة انها المرّة الثانية بعد حرب 6 أكتوبر، يتحقق انتصاراً كبيراً على هذا الجيش الذي لا يُقهر، إذ خلال ساعتين تمّ قتل 1200 جندي ومواطن إسرائيلي وخطف 250 مواطناً ضمنهم عدد كبير من عناصر الجيش الاسرائيلي والبعض الآخر أفراد من 17 جنسية مختلفة.
كذلك، يبدو ان المخابرات الاسرائيلية لا تعلم ماذا يجري بين الجيش الاسرائيلي وبين المقاومة في غزة..
إذ تحدث موقع إخباري إسرائيلي عن جنود إسرائيليين يشاركون في المعارك البرّّية داخل قطاع غزة والتي بدأت من تاريخ 7 أكتوبر، يعانون الأمرّين، لأنّ المقاومين الفلسطينيين يخرجون من الفتحات في الارض ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات أو يفتحون النار ويعودون الى النفق، ويغلقون غطاء حديدياً ويختفون.
وقال جندي آخر إنّ هناك نطاقاً كبيراً جداً بين الفتحات الارضية المصمّمة لضربنا… وتأخير المناورة البرّية.
وجندي آخر كشف ان منطقة القتال في قطاع غزة مشبّعة بآلاف الفتحات الأرضية التي تؤدي الى شبكة أنفاق متفرّعة، تسمح للمقاتلين الفلسطينيين بالانتقال من منطقة الى أخرى لمسافة أميال.
كذلك، أفاد موقع إخباري آخر، ان القوات الاسرائيلية تهدف الى تدمير هذه الفتحات الارضية باستخدام وسائل التفجير، والأدوات الهندسية المختلفة… من جهة أخرى، لفت التقرير ان الجيش الاسرائيلي يستخدم عدداً كبيراً جداً من الطائرات المسيّرة من مختلف الاحجام لإنتاج صورة واسعة ودقيقة قدر الامكان للقوات الميدانية لنقلها الى غرف قيادة العمليات. وأردف ان الصورة التي يتم تشكيلها تنقل الى وزارة الدفاع في تل أبيب.
إنطلاقاً مما تقدّم، أعود الى الشروط التي تريد الدولة العبرية فرضها، متجاهلة حركة المقاومة الاسلامية “حماس” كما ذكرت، وهذه الشروط هي:
أولاً: تُصِرّ المخابرات العسكرية الاسرائيلية من خلال توصيات تقدم بها على إسقاط “حماس” نهائياً من المعادلة، وتوطين أبناء غزة في سيناء… واعتبر مُعدّو هذه التوصية على ان إسرائيل مطالبة بأن تقرّر الهدف السياسي المتعلّق بسكان غزّة بالتوازي مع إسقاط “حماس”.
ثانياً: هذا الخيار أو الشرط يعني بقاء غالبية السكان في قطاع غزّة، على أن يُفرض حكم عسكري إسرائيلي في مرحلة أولى تليه تنصيب السلطة الفلسطينية بصفتها الجهة الحاكمة. ويبدو ان هذا الشرط، وإن تطلّب وقتاً طويلاً، إلاّ أنه أقلّ خطورة من الشرطين الأوّل والثالث، الذي سنذكره بعد قليل… كما يمكن تأمين دعم دولي له بسهولة.
ثالثاً: بناء على ما تقدّم، فإنّ إسرائيل ستعمل باتجاه مبادرة ديبلوماسية واسعة النطاق، لاستقطاب دول تقدّم المساعدة للسكان الذين سيهجّرون، إذ توافق هذه الدول على استيعابهم كمهجّرين فيها وعلى المدى الطويل.
وقد يكون هذا الشرط الأكثر اطمئناناً للدولة العبرية… إذ يدور الحديث عن سكان مدنيين يُدْمجون في إطار الدول المستضيفة مع منحهم الجنسية…
إنّ ما تهدف إليه إسرائيل حالياً هو الخروج من معركة غزة بحفظ ماء الوجه على الأقل، وبمساعدة أميركية مفتوحة… واستبعاد “حماس” من كل الشروط التي اقترحتها أجهزة المخابرات العسكرية الاسرائيلية، غير منطقي ولن يجد طريقه الى الحل… فـ”حماس” أثبتت قدرتها في السابع من تشرين الأول (اكتوبر)، وفرضت وجودها رغم ما تدّعيه أبواق الإعلام الأميركية والأوروبية الغربية ولن يمرّ حلّ من دونها…
لقد قلت مراراً… إنّ الحلّ المنطقي الوحيد، هو حلّ الدولتين… فمن دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، ستظل الشروط الاسرائيلية جعجعة من دون طحين، لأنها ستكون شروطاً تعجيزية غير قابلة للتطبيق بأي شكل من الأشكال.