IMLebanon

لماذا غزّة؟؟

 

بعد أوكرانيا الّتي وضعت العالم على مفترق طرق جاءت حرب غزّة  لتعبّد الطريق نحو نظام عالمي جديد.

ويردُّ رئيس التجمّع الدّولي للاستشارات رائد التّرك بأنَّ غزّة تشكّل موقعاً إستراتيجياً يحدّد قواعد اللعبة الاقتصادية الجديدة في العالم مشيراً بذلك الى السّعوديّة ومصر بما يتّخذ شرق المتوسط طابعاً استراتيجيّاً يتنازع عليه كل القوى الدولية من خلال مشروعين الاوّل الممر الاقتصادي الهندي الّذي يبدأ بالهند ويمرّ بالإمارات والسعودية والأردن ومرفأ حيفا باتجاه أوروبا. والثّاني الحزام والطّريق الّذي يعبر قناة السّويس وتركيّا وبيروت وإيطاليا مروراً بطهران وروسيا.

ويضيف: أمام هذان الخياران يتصارع العالم اليوم والحسابات تدور في فلك الفائدة والاستفادة تتغذّى من دماء أطفال ومدنيين أبرياء يتوقون الى التّحرير والتّحرّر. ويتابع التّرك: يضع مشروع الحزام والطّريق الصّين في الصّدارة إذ يجعلها المستفيد الاقتصادي الأكبر ويدعم سياستها الاقتصادية كونه يمرّ بالبلدان التي لا يتحكّم فيها الدّولار بشكلٍ قطعي.

أمّا لماذا غزّة؟…

انَّ غزّة تقع على البحر المتوسّط وفيها النّفط وهذا ما يجعلها في مقدمة خارطة الاقتصاد العالمي الرّابط بين المشاريع الدّوليّة.

والى غزّة يبرز لبنان حاضنة استيعابية وانتشاريّة يمتاز بها الكيان الصهيوني الإسرائيلي لناحية عمق أحواض مرفئه المهدّم الذي تسمح له باستقبال حاويات وبواخر ضخمة والبديل يافا المحتلّة.

وعن الارتداد الاقتصادي والمؤسّساتي والاهتزازات الأمنيّة من كلّ جانب لم ينجرّ لبنان بعد الى الحرب فقد قام حزب الله بخوض الحرب منذ البدء في جنوب لبنان عندما تصاعدت الانقسامات الدّاخليّة في المجتمع الإسرائيلي بل لكانت وحّدت الأحزاب والجماهير للاصطفاف حول اليمين المتطرّف في حربه الغاشمة.

وجوابا على سؤال قال رئيس التجمع الدولي للاستشارات انّ خيارات الدم في غزّة وعلى أرضها هزّت بصمودها الكيان الإسرائيلي وسرّعت من سقوط التطرف اليميني ودوره الاستراتيجي لنزاع الشّرق الأوسط الذي أنشئ بمؤتمر كامبل في العام ١٩٠٧ وسيسقط نتنياهو وعقيدة حزبه وسيتمخّض النّظام العالمي الجديد المرتكز على أساس اقتصادي لا عقائدي.

هذا هو سرّ حرب غزّة الّتي تقف إيران وتركيّا وروسيا في وجه المخطّط الّذي يكمن ورائها  فيما السعوديّة وقطر تتفهّمان المخطّط الّذي تعمل الدّول العربيّة والإسلاميّة على هدمه في ناحيتيه السياسية والاقتصادية فضلًا عن العسكرية إذا كان القصد النّجاة بالشعوب.