Site icon IMLebanon

قواعد تقارب جديدة بين الوطني الحرّ وحزب الله… الاشتباك “ممنوع” في الحرب

 

 

حرب غزة ألغت الحواجز بين السياسيين، وقرّبت المسافات بين الحلفاء المتباعدين والأخصام، فشهدت الساحة مواقف غير متوقعة، ولقاءات من خارج السياق السابق، وهذا ما كان في جولة النائب جبران باسيل تحت عنوان “التضامن مع غزة وحق لبنان بالمقاومة والدفاع عن نفسه” على سياسيين كان متخاصما معهم، فانهى قطيعته مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، والتقى رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي توترت العلاقة معه بسبب الاستحقاق الرئاسي، و”الفيتو” الذي وضعه باسيل ضد وصوله للرئاسة.

 

الهدف الأول لحركة باسيل كان تحصين الساحة الداخلية في وجه الآتي، خصوصا “ان لبنان على مفترق خطر وجودي كبير، يفترض إجراء تنازلات كبرى “. إذا، الهدف الأساسي من جولة باسيل هو التقارب على الرغم من كل ما قيل عن أهداف سياسية متعلقة بالاستحقاق الرئاسي والفراغ في قيادة الجيش، فحرب غزة فرضت معادلات سياسية مختلفة تقتضي رص الجبهة الداخلية لمواجهة اي تداعيات، وبالتالي تعزيز التفاهمات وارحة الوضع الداخلي، وهذا ما تبدى في لقاء وليد جنبلاط وجبران باسيل، فالاول كان اول من اطلق النداء للسيد حسن نصرالله بعدم الانجرار الى الحرب، ولا تزال المواقف تتوالى منه كما من ميرنا الشالوحي، والطرفان يلتقيان اليوم على مبدأ ضرورة الالتفاف حول المقاومة، ورفض الانجرار الى حرب يتورط بها لبنان .

 

موقفان التقيا على مؤازرة المقاومة في موقفها السياسي والعسكري من الحرب على غزة، وليد جنبلاط وجبران باسيل، حيث يدرك الاثنان ان ما بعد ٧ تشرين لا يشبه ما بعده من تحولات في لبنان والمنطقة، تفترض التنسيق والتعاون بين الجميع، مع ان القاسم المشترك المقصود الذي تحدث عنهما باسيل وجنبلاط هو الخوف من الحرب والوقوف الى جانب المقاومة.

 

اتصال آمن اجراه باسيل مع الامين العام لحزب الله بداية الاشتباكات، وهذا الاتصال لا تزال مفاعيله قائمة حتى اليوم، فالتيار أرسى قواعد علاقة بعيدة عن التشجنات الماضية بسبب الحرب، كما انشأ خلية ازمة حيث تتواصل قيادات التيار مع الحزب لتأمين ظروف الجنوبيين في حلل تعرضت مناطق معينة للاعتداء، ويسجل الحزب لباسيل كما تقول المعلومات انه حليف ثابت واستراتيجي في الأزمات، يحسن التعاطي في الأحداث والمحطات.

 

في جولته التشاورية اعطى باسيل غطاء امان ضد مواجهة حزب الله في البيئة المسيحية ومن اجل دعم عمل المقاومة، بشرط عدم تكرار “فتح لاند” واستخدام لبنان منصة صواريخ الفصائل غير اللبنانية.

 

يتمسك التيار الوطني الحر بضرورة تحييد لبنان، مع الالتزام بحق الدفاع عن النفس في مواجهة اي “إعتداء اسرائيلي”. فقد أعاد باسيل تموضعه السياسي الى جانب الحزب محققا عدة خطوات، فهو اولا تمايز عن موقف القوى المسيحية التي تصدر بيانات لا تعكس تأييدا للحزب، وهذا الأمر ظهر بوضوح في رفض “القوات” و”الكتائب” استقباله في جولته التشاورية، وعليه تقول مصادر سياسية ان باسيل أعاد شحن علاقته بحزب الله بمقويات الطاقة، متموضعا الى جانب الحزب في الأحداث، من دون ان يتماهى مع المواقف الدولية .

 

ويؤكد المطلعون على العلاقة ان حرب غزة أعادت وصل ما انقطع من خطوط تعرضت للتلف بين حزب الله والتيار، فالعلاقة تبدلت الى الأفضل والاتصال الآمن بين رئيس التيار والسيد حسن نصرالله ان عنى شيئا، فهو ان الطرفين حليفان في المحن، وان باسيل الذي ابتعد رئاسيا وبسبب تأييد ودعم “الثنائي الشيعي” لسليمان فرنجية، عاد حليفا صادقا الى الضاحية. ووفق المطلعين فإن الخطوط مفتوحة بين الطرفين ومع المقربين من حزب الله، حيثما تسمح الظروف بسببب الاجراءات الاحترازية للحزب.

 

جولة باسيل التي شملت سليمان فرنجية لاقت استحسانا كبيرا عند الحزب، خصوصا ان حزب الله حاول مرارا كسر الجليد بين حليفيه.

 

وقد أثبتت الأحداث تلاقي باسيل وحزب الله في الملفات الاستراتيجية المتعلقة بالحرب على غزة والاعتداءات على لبنان، لكن لا شيىء حسم بعد في الموضوع الرئاسي او التمديد لقائد الجيش، لكن ومع انتهاء معركة غزة سوف تظهر المعطيات بصورة مغايرة لما كانت قبل، ومن المؤكد ان حزب الله لن يقدم تراجعات في الملف الرئاسي، وسيبقى متمسكا بمرشحه سليمان فرنجية، فيما لم تصدر اي إشارة عن حزب الله في موضوع التمديد لقائد الجيش، إلا ان حزب الله لن يكون في مواجهة مع خيار باسيل في موضوع قيادة الجيش او ضد حليفه سليمان فرنجية، الذي يتطلع الى تعيين قائد للجيش في مجلس الوزراء بمشاركة الأحزاب المسيحية. اما الرئاسة فيبدو البت بها مؤجلا بين الافرقاء في محور المقاومة، الى حين البت في مصير حرب غزة.