Site icon IMLebanon

الأميركي لـ”الإسرائيلي”: الوقت ليس مفتوحاً… 

 

 

منذ أن بدأ العدو الإسرائيلي عدوانه على غزة، وهو يُمهِّد لفكرة أن المعركة طويلة، لمعرفته باستحالة تحقيق أهدافه العالية السقف التي وضعها في البداية، ولصعوبة تحقيق حتى إنجاز واحد، لذلك روّج لطول مدة المعركة، علّه يَجد مَخرجاً يُقنع به “الداخل الإسرائيلي” والعالم الغربي..

 

أمام قادة الكيان مهمّتان بعد عملية طوفان الأقصى:

 

– الأولى: إعادة ثقة المستوطنين بـ “القيادة الإسرائيلية”.

 

– الثانية: إعادة صورة “إسرائيل” القديمة أمام الولايات المتحدة والغرب.

 

لكن وبعد أكثر من شهر، فبدل من أن تكون “إسرائيل” قطعت شوطاً باتجاه هذه الأهداف، باتت تُمارس التعتيم الإعلامي الواضح لتغطية خسائرها، إن كان في الجنوب لناحية غزة أو في الشمال لناحية جنوب لبنان، حفاظاً على ما تَبقّى من معنويات لدى مستوطنيها، ولتُخفي عن العالم واقعها الجديد، لذا بات إعلامهم مُجنَّداً، فكل إعلامي هو بمثابة جندي يحمل كاميرا وينقل الرواية الرسمية للكيان.

 

ما يحصل حقيقة، رغم كل الأهداف التعجيزية التي وضعتها “إسرائيل” لنفسها، هو محاولة لرد الإعتبار لجيشها، وكأن كل ما سُخِّر لها مِن دعم خارجي وأميركي بالتحديد بات لتحقيق هذا الهدف، لذا بدأ النقاش داخلها لتعديل شكل الأهداف، بعدما لمسوا استحالتها وأنها وُضعت في لحظة جنون وانتقام، تُرجِم بحجم المجازر الوحشية التي ارتكبها الإحتلال بأهل غزة وأطفالها.

 

في هذه العملية ورغم تصعيد تصريحات المسؤولين “الإسرائيليين”، إلا أن خوفهم يتركّز باتجاهين، الخوف الأول: من تقليص الدعم الأميركي المفتوح. والثاني: من توسُّع الجبهات وخروجها عن حدود السيطرة، خاصة وأن للجبهة الشمالية حسابات مختلفة، ولا يستطيعون تقدير حجم الأضرار فيها، لذا قال وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت أنهم غير معنيين بفتح الجبهة الشمالية.

 

واقعاً “إسرائيل”  في مأزق، فلا الوقت لصالحها وقد لا يتحمّل مستوطنوها حجم الخسائر والنتائج ولا ضيقه لصالحها أيضاً، وهذا ما يَعرفه الأميركي جيداً، الذي بدأ يَبحث عن مَخرج أيضاً، لأنه بكل تأكيد الدعم المفتوح الذي منحه للكيان غير مُرفق بوقت مفتوح لتحقيق نتائج، فالمدى الزمني محدود لتحقيق إنجاز في الداخل وأمام المجتمع الدولي، لذا بدأت تَخرج أصوات تتحدّث عن التضحية بنتنياهو والترويج لأسماء أخرى، وبذلك يكون الأميركي وصل الى هدفين كان يصعب تحقيقهما بظروف مختلفة:

 

– الأول: التخلّص من نتنياهو وفريقه الذي يمارس سياساته بعنجهية، ويُخرِّب على الأميركي بمشروعه الإستيطاني، وإثارة الفلسطينيين بشأن الأقصى.

 

– الثاني: إيجاد شخصية تكون الضحية لصالح إعادة التوازن والترميم داخل الكيان، ليُقال إن الذي هُزِم هو نتنياهو وليس “إسرائيل”، بمعنى أن هناك خللاً بالأداء وليس خللاً بنيوياً.

 

سيناريو بدأ يلوح في الأفق بعد حرب شنّتها “إسرائيل” لا أُفق لها حتى اللحظة، خاصة بعد أن بات الرأي العام العالمي الذي استخدمته لصالحها في البداية ضاغطاً عليها وعلى الولايات المتحدة، ولربما يكون عاملاً من عوامل عدم إطالة أمد الحرب المُحاصَرة بفقدان الثقة داخل الفريق الواحد، فالأميركي لا يثق بالقدرات الإسرائيلية لذا قدّم كل هذا الدعم، و”الإسرائيلي” يَقلق من تغيُّر ما في الموقف الأميركي مع مرور الوقت، وبعض دول المنطقة الحليفة للأميركي تبدو خائفة من الخطط الأميركية التي تُضر بمصالحها.

 

فوسط كل هذا التخبّط داخل الفريق الأميركي – الغربي – “الإسرائيلي”-  العربي، نجد أن محور المقاومة مع مرور الوقت لا يزال يسير ضمن خطة ممنهجة تدريجية في مواجهة العدوان بأهدافه الواضحة والواثقة، التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير، والذي أظهر القدرة على التحكم الشديد بإدارة المشهد، خاصة في جبهة جنوب لبنان التي لن تسمح للعدو باستدراجها بناء لحساباته، بل على العكس فمِن الممكن أن تستدرجه المقاومة لشيء يُخالف حساباته…