IMLebanon

أي حلّ كارثي لغزة؟

 

 

لا حلول وسط في غزة! ولا وقف قريب للمجازر فيها! فالمعركة بالنسبة للإسرائيليين «وجودية»! وبالتالي، فمن شبه المستحيل أن تتوقف الحرب في غزة، أياً تكن الأثمان الباهظة التي يدفعها الجيش الإسرائيلي. وهو لا يتردد في دفعها! ولا يؤخّره في ذلك وجود رهائن. ولا تعطّله اقتراحات محاولات التبادل الجزئي أو الكامل لهم!

ولا يبدو، بالنسبة للجيش الإسرائيلي، وجود بديل عن احتلال غزة بالكامل، ولو مرحلياً، حتى الانتهاء من حماس! حتى ولو رفض الأميركيون خيار الترانسفير الدائم أو حتى المؤقت، الى سيناء أو حتى الى الضفة. وعلى الأرجح، فإن الدول العربية، قد لا توافق على إرسال «قوات ردع» متعددة الجيوش أو حتى مصرية بالكامل! فالأرض موحلة وعملية إعادة البناء، حتى بعد ضمان الحل السياسي، تتطلب سنوات طويلة!

 

والواقع، أن الحرب على غزة تخرج من إطار الزمن (كما كان الحال في حرب تموز على لبنان) لتدخل في إطار الهدف وهو اقتلاع حماس، في حين أن مقاتلي حماس يقاومون بروحية عالية جداً. وعلى الرغم من شجاعة مقاتلي حماس وما يكبّدونه للجيش الإسرائيلي من خسائر ثقيلة جداً، فإن اللوجستيا المفتوحة للذخيرة من الجانب الإسرائيلي والقدرة التدميرية تنذر أن أكثر من نصف المساكن في غزة سوف تكون مدمرة مع نهاية الحرب، مع جهل حجم احتياط الذخيرة لدى حماس، بالإضافة الى تضاؤل القدرة الاستشفائية، من دون الحديث عن خسائر أهل غزة بشراً وحجارة. وبالتالي، فإن النتائج في غزة تبدو، على المدى الطويل، لصالح الجانب الإسرائيلي!!! إلّا إذا اقتنع المجتمع الدولي بضرورة تنفيذ حل الدولتين، من دون بنيامين نتنياهو ومن دون حماس، كما يتمّ الترويج له في بعض عواصم القرار في الغرب.

الخيارات العربية والإسلامية لوقف الحرب، أو لوقف المجازر على الأقل:

يترافق كل ما سلف مع عجز القمم العربية والإسلامية عن تقديم أي حل جدي خارج عن التمنيات حتى الآن. ولا يبدو أن الضغط الديبلوماسي الحالي وحده قادر أن يوقف الحرب أو أن يوقف النار بالحد الأدنى! وذلك، في غياب خيارات ضغط ديبلوماسية وعسكرية متعددة أبرزها:

1- وقف التطبيع مع إسرائيل.

2- منع الطيران الإسرائيلي أو حتى الغربي باستعمال الأجواء العربية والإسلامية.

3- قطع العلاقات وسحب السفراء، ليس فقط مع دولة إسرائيل!

4- تصعيد بضغط نفطي بالكامل!

5- تدخّل عسكري إيراني.

6- فتح جبهة سوريا.

7- انطلاق انتفاضة كبرى في الضفة.

8- تحرّك عنفي من فلسطينيي 1948.

9- مهاجمة المصالح الإسرائيلية في مختلف مناطق العالم.

10- خيارات عسكرية مصرية أو أردنية غير مطروحة حالياً، أو خيارات عسكرية عربية أو إسلامية غير مطروحة إطلاقاً.

فالقرار السياسي العربي والإسلامي لا يرقى الى مستوى التحرك الشعبي والى تحرك جزء كبير من الرأي العام الدولي الذي نجح قسم منه بتخطي الحرب الاعلامية الدولية على غزة الموازية للحرب العسكرية!

ويبقى أن خطر التدحرج والانزلاق الى حرب إقليمية من خلال الجبهة الشمالية مع حزب الله ولبنان، والذي تتجنّبه إيران، كما ظهر في الخطابين الأخيرين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ما يزال قائماً! كل ذلك، وأطفال ونساء وأهل غزة يتكبّدون أكبر الخسائر، خاصة مع التدهور الكارثي في المستشفيات والقطاع الطبي، في معركة تُركت فيها غزة شبه وحيدة عسكرياً، من دون دعم جدّي من حلفائها، سوى التضامن والمساندة، وفي مقدمتهم إيران وسوريا وفيلق القدس!

* صحافي ومحلل سياسي