Site icon IMLebanon

أميركا تتحدّث مع إيران… والعرب نائمون باستثناء مصر

 

 

فعلاً كان لافتاً الاهتمام الاميركي بإسرائيل، وكيف أعلنت الولايات المتحدة وقوفها الى جانب الدولة العبرية، وأعلنت أيضاً عن إرسال شحنات أسلحة وذخائر إليها. والأهم أيضاً الاسطول السادس لتهديد الشعب الفلسطيني الذي يعاني من القهر والحرمان والعوز والظلم والسجون والقتل منذ 75 سنة.

 

وكأنّ هذا الشعب لا يكفيه ما يتعرّض له، بل أعلنت أميركا انها قادمة لنَصْرة إسرائيل.

 

وما دمنا نتحدّث عن إيران فلا بد لنا من العودة الى العلاقات الأميركية – الإيرانية التي هي في الحقيقة لُغْزٌ من الصعب جداً حلّه، إذ تعلن إيران ان أميركا هي العدو رقم واحد لها، وتطلق عليها اسم «الشيطان الأكبر» وتطلق على إسرائيل اسم «الشيطان الأصغر»، لكنها تبدو في اتصالاتها ومواقفها عكس ذلك.

 

وفي عودة الى الحصار الإيراني للسفارة الاميركية في طهران عندما تسلم آية الله الخميني الحكم بقرار أميركي بالتخلي عن الشاه، والمجيء بآية الله الخميني الذي كان هارباً في النجف فنقلته أميركا الى باريس، ثم جاءت به بطائرة فرنسية الى طهران ليخلع الشاه وَيُنَصّب على رأس الجمهورية الاسلامية في إيران مرشداً للجمهورية حسب الاسم الجديد.

 

بعد حصار 444 يوماً من قِبَل الحرس الثوري فاز رونالد ريغان بالانتخابات الأميركية وهو الذي كان يهدّد اثناء الحملة الرئاسية الانتخابية انه إذا فاز فلن يسمح بحصار السفارة. وهكذا بسحر ساحر هرب الحرس الثوري وفكّوا الحصار عن السفارة، وكان من بين الحرس المحاصرين للسفارة محمد أحمدي نجاد والذي أصبح في ما بعد رئيساً للجمهورية الاسلامية.

 

على كل حال، المهم اليوم ان المارد الفلسطيني المتمثل بـ»حماس»، هذا المارد كما يقولون استفاق وانتفض وأراد فك الحصار عنه… وهذا ما حصل في غزّة، إذ من كان يتصوّر أن تقوم «حماس» بعملية عسكرية تقتحم فيها عدداً من المستعمرات التي أنشأتها إسرائيل بالقوة وعلى الأراضي الفلسطينية بعد «اتفاق أوسلو» الذي كان يشير فيه البند الأول منه: عدم بناء مستوطنات.. ولكن اليهود المشهورين بالكذب والخداع استغلوا الوضع العسكري وضعف الفلسطينيين العزل، فقاموا بمشروع بناء مستوطنات على الأراضي الفلسطينية لتفرض واقعاً جديداً. المهم هو ان اليهود لا يريدون أن تكون هناك دولة فلسطينية.. نعم استفاق المارد الفلسطيني وأراد أن يحرّر أرضه، فقام بعملية عسكرية من البحر والجوّ والبرّ مفاجئاً العدو. والأهم ان الاستخبارات الاسرائيلية التي تعتبر نفسها من أهم المخابرات في العالم، هذه المخابرات لم تستطع أن تكشف أكبر عملية ضد إسرائيل في التاريخ، إذ قُتِل حتى الآن 700 ضابط وعسكري في يوم واحد، وهذا لم يحصل في تاريخ الحروب الاسرائيلية كلها… إذ ان مجموعة من الشبان الأبطال من الفلسطينيين انتصروا لشعبهم. وهنا لا بد من كلمة نوجهها الى قائد العملية «أبو خالد» (محمد الضيف) الذي خطط للعملية والذي يُقال إنّه المطلوب رقم واحد لإسرائيل.

 

بالعودة الى ان أميركا، كما جاء في المعلومات، تبحث في شكل سرّي مع إيران الوضع في فلسطين.. تفيد المعلومات ان أميركا تعلم أيضاً ان دولة مصر كانت قد نصحت المسؤولين الاسرائيليين عدّة مرات بضرورة تنفيذ الاتفاق مع الفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية.. لكن اليهود يكابرون ولا يرضون بإقامة دولة فلسطينية، بل ذهبوا الى بعض الدول العربية، وبالأخص الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج ينشدون التطبيع، ظناً منهم ان هذا ينهي فكرة إقامة دولة فلسطينية. ويبدو ان إسرائيل لم تتعلم من درس التطبيع مع مصر، وأنه بالرغم من الاتفاق مع مصر والانسحاب من سيناء، إلاّ أنّ الشعب المصري يرفض إقامة أي علاقات مع الشعب اليهودي قبل أن تكون هناك دولة فلسطينية كما جاء في «اتفاق أوسلو».

 

اليوم نقول للاسرائيليين، إذا لم تقتنعوا بإقامة الدولة الفلسطينية فإنكم سوف تتعرضون لعمليات أسوأ من عملية «طوفان الأقصى»… وتذكروا ان إرادة الشعوب لا يمكن أن تُكْسَر وهناك أمثلة.. انظروا الى ڤيتنام كيف انتصر بعض الفلاحين على أكبر جيش في العالم وهو الجيش الاميركي.

 

أخيراً، إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.