Site icon IMLebanon

معراب تعاند باريس: جعجع يخوض معركتي الرئاسة والنيابة

 

قرر حزب «القوات اللبنانية» مرة جديدة التغريد خارج السرب. هذه المرة لم تنقاد معراب للرغبة الفرنسية بتسمية مصطفى أديب رئيساً للحكومة، وقرّرت وحيدة مُعاندة باريس التي نجحت في اقناع كل القوى السياسية الاخرى السير بالتسوية.

 

فبالرغم من النقاش المعمّق الذي شهدته معراب مساء الاحد، والذي استمرّ لساعات، تعتقد مصادر في قوى 8 آذار ان موقفها كان محسوماً وبالتحديد لجهة اقدامها على تسمية مرشحها المفضل السفير نواف سلام الذي كانت تسوّقه ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قبل ان يصطدم الاسم بـ«فيتو» الثنائي الشيعي، وبخاصة «فيتو» حزب الله الذي يعتبر سلام مرشح واشنطن. وتقول المصادر لـ«الديار»: «ما نعتقده ايضاً ان بتمرّد القوات رسالة سعودية ـ اميركية للداخل اللبناني وحتى لباريس. فكما بات معروفاً، الرياض لا تعتبر نفسها معنيّة على الاطلاق بتشكيل اي حكومة لبنانية، ما دامت الكلمة الاساسية فيها لحزب الله، كما ان واشنطن المنهمكة حالياً بالانتخابات الرئاسية الاميركية، هي ايضاً غير مُتحمّسة لتسوية تعوّم حزب الله مجدداً، وهما عاملان يُفسّران الموقف القواتي».

 

وترى المصادر، ان «تلبية وليد جنبلاط الرغبة الفرنسية ولو عن غير قناعة، تندرج بإطار سعيه الدائم لـ«حماية رأسه»، فلا هو يُريد خوض الانقلاب الكامل كما تفعل «القوات»، ولا هو يسعى لدخول مباشر واساسي في حكومة يُدرك انها ستتخبّط في بركان قد يبتلعها في ايّ لحظة»، منبهة الى «محاولة تقديم الحكومة الجديدة كسابقتها، اي كحكومة لون واحد يتحكم بمصيرها حزب الله، لأن في ذلك اعلان نهايتها ومعها نهاية البلد والكيان اللبناني لأن الوقت لم يعد يُسعفنا ونحن نسير بخطوات سريعة الى المنحدر». مضيفة: «تركنا حرية اختيار الاسم لرؤساء الحكومات السابقين، وبالتالي، سيناريو حكومة حسان دياب غير مُتوافر هنا، وبالتالي، اي محاولة لتصوير الامور بما هي ليست عليه، مجرّد محاولة كذب ونفاق».

 

وتعتبر المصادر ان «الموقف القواتي الحالي ليس الا جزءاً من سلسلة مواقف وخطوات يقوم بها جعجع باطار حملتيه الرئاسية النيابية. فكما بات معلوماً هو زيّت ماكيناته الانتخابية باكراً اقتناعاً منه بأنه ستكون هناك انتخابات نيابية. اما طموحه الرئاسي، فيظلّل كل حركته، فهو يقوم بالمستحيل لخلافة الرئيس ميشال عون، ويعتقد ان بخوضه المواجهة مع كل القوى السياسية قد ينجح في ذلك، وكأن من سيُسميه شخصيات ستأتي من كوكب آخر لا النواب في المجلس النيابي الحالي!».

 

واذا كانت معظم القوى السياسية ردّت تجاوبها السريع مع المبادرة الفرنسية بسعيها لعملية انقاذ سريعة للوضع، فان «القواتيين» يعتبرون ان حساسية الوضع هي التي تحتم اعتماد مقاربات وحلول جديدة، وليس السير بتجارب عايشناها سابقاً واكثر من مرة واثبتت فشلها.

 

وفي هذا الاطار، تقول مصادر «القوات» ان «الازمة وصلت الى مستويات غير مسبوقة في تاريخ لبنان، وبخاصة الأزمة المالية الحادة وصولاً للغليان الشعبي ليأتي انفجار 4 آب ليضع البلد امام مفصل تاريخي»، لافتة الى انه «امام كل هذه الوقائع نرى ان عملية التكليف والتأليف يجب ان تكون مختلفة تماماً لجهة ضمان ان تكون الحكومة المقبلة قادرة على الاستجابة لمتطلّبات المرحلة مالياً وتجسّد تطلعات اللبنانيين بعد ثورتهم، فاذا بنا نفاجأ بإسقاط أسماء بسرعة قياسية، علماً اننا كنا جزءاً لا يتجزأ من التواصل الحاصل الذي كان يقوده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ونطلع لحظة بلحظة على التفاصيل». وتضيف المصادر: «امام شكوكنا الكبرى في أن يتمكن ايّ رئيس مكلف من القيام بمهامه ما دام فريق 8 آذار قابضاً على السلطة، ارتأينا الا نسير بالطبخة مع تقديرنا وشكرنا الكبيرين للدور الفرنسي وتأكيدنا على ان موقفنا هذا ليس موجهاً ضدّ الرئيس المكلف، فالمرحلة برأينا تستدعي مقاربة مختلفة لم نلمسها في كل الحراك الحاصل».