IMLebanon

جعجع مرشّح رئاسي: هل يتحمّلونني؟

 

بدأت ملامح الربيع في معراب تظهر مع بداية آذار بعدما ارتفعت حرارة الطقس قليلاً، في حين أن الحرارة السياسية في أعلى مستوياتها مربوطة بالعامل الإقتصادي الضاغط.

 

لا يمكن فصل تفكير معراب عما يدور في لبنان من معارك ضروس على كل الجبهات، وحتى يصل بعضها إلى ما بعد الحدود، منها ما هو عسكري ويدور رحاه في إدلب، والآخر صحي وبات خطراً عالمياً وهو فيروس كورونا.

 

يُرخي “كورونا” بظلاله على كل لبنان حتى في المقرّ العام لـ”القوات” في معراب، فإضافةً إلى التدابير الأمنية المشدّدة، هناك إرشادات صحيّة يجب أن تتقيّد بها قبل الدخول إلى القاعة الكبرى للقاء الدكتور سمير جعجع مع الإعلاميين، فالإحتياط واجب، لأن الفرد في هذه المرحلة يتحمّل مسؤولية حماية مجتمعه، ولو فكّرت وزارة الصحة والقادمون من إيران بهذه الطريقة، لما كان لبنان في مرمى الكورونا، لهذا يرى جعجع أن الأساس هو منع السفر من وإلى إيران بشكل خاص، وإلى كل الدول الموبوءة.

 

من يسأل أين يتمركز جعجع و”القوات” سياسياً بات الجواب واضحاً جداً، فجعجع الذي تلوّع من ممارسات الطبقة السياسية وطريقة تصرّفها معه وفي إدارة البلد، بات يؤكّد أنه وجد نفسه في 17 تشرين أكثر بمئة مرّة من جلوسه إلى جانب الطبقة السياسية، وفي هذا الكلام إعلان انقلاب على كل من حكم لبنان بطريقة خاطئة.

 

جعجع غير الخائف من العزل، لا يزال يلوّح بالسيف الشعبي، إذ يعتبر أن كل الكلام عن انسحاب “القوات” من الشارع لا أساس له من الصحة، لأن الثورات الشعبية تعيش “هبات” في لحظات وظروف معينة، وعندما يأتي عامل يؤجج الثورة مجدداً سترون شباب “القوات” في الشوارع والساحات، داحضاً كل مقولة أن الحراك يرفض مشاركة “القوات” في التحركات، بل يوجد بعض الأشخاص الذين لا يحبذون مثل هكذا مشاركة.

 

ويبدو جعجع أنه يعيش مرحلة مواجهة مفتوحة، إذ إن العودة إلى ما قبل 17 تشرين لم تعد واردة إطلاقاً، فالمواجهة هي بين من يريد الإصلاح ومن يرفض ممارسات الطبقة الحاكمة، وبالتالي فإن جعجع يرى أن العودة الى إصطفاف 8 و14 آذار غير واردة إطلاقاً.

 

يضع جعجع حداً فاصلاً بين ممارسات وتحالفات أمس واليوم، إذ إنه ينعي إمكانيّة ولادة 14 آذار من جديد، ويبقّ البحصة ويقول بصريح العبارة إن المشكلة في تشكيل جبهة معارضة تكمن في “المستقبل” و”الإشتراكي”، فهما لا يريدان الذهاب بالمواجهة أكثر ويتجنّبان الصدام مع “حزب الله”.

 

 

بات جعجع على قناعة بأنه طالما 8 آذار تمسك بمفاصل الحكم فالوضع لن يتغير لأن المشكلة ليست في الأشخاص بل في طريقة الحكم، ولا مشكلة في معراب من عدم الذهاب لطلب نجدة صندوق النقد الدولي، لكن شرط أن يترافق ذلك مع برنامج إصلاحي جدّي بالنقاط التي باتت معروفة، وعندها تستقيم الأمور لأننا لسنا بلداً فقيراً، لكن في المقابل فإن كلام الشيخ نعيم قاسم عن عدم الإستعانة بصندوق النقد، حسب جعجع، غير منطقي لأن الصراع ليس إيديولوجياً بل الأساس هو إنقاذ الوضع، حتى لو كلّف ذلك تأليف حكومة كلها إمبرياليين حسب تصنيفهم.

 

تغيب المهادنة من قاموس معراب، حتى مع العهد، إذ يتعجّب جعجع عند سؤاله لماذا تهادن العهد؟ ويعتبر أن طرق المواجهة تختلف، ونواجهه بطريقتنا، يسأل جعجع عن البديل الآن إذا سقط عون، وعندما نقول له جبران باسيل يهزّ برأسه.

 

يشكل البديل عن عون هاجس جعجع، لذلك لا يحبّذ الدخول في مغامرة الإطاحة برئيس الجمهورية، لكن عند سؤاله هل أنت مرشّح للرئاسة من الآن يجيب: نعم أنا مرشّح لكن هل يتحملون رئيساً مثلي؟

 

يعتبر جعجع أنّ الأساس هو إنقاذ الوضع وليس الدخول في مواجهات، فجميعنا متفقون على أن سلاح “حزب الله” خطر ويجب أن يسلمه إلى الدولة، لكن كيف نصل إلى هذه النقطة، هل الأمر سهل إلى حدّ القول للسيد حسن سلّم سلاحك فيسلمه؟

 

لا يحبّذ جعجع الدخول في سجال قواتي – كتائبي لأن “الكتائب” أقرب فريق لطروحاته، لكن يؤكّد أن حزب “الكتائب” يقول لنا: “لماذا لا تقوم بهذا الأمر ولا يقوم به هو، فهو يطلق نصف رصاصة على “حزب الله” ويطلق 10 علينا، فلو يتركوننا بسياستنا وهم ينفذون سياستهم والناس تحاسبنا على خياراتنا لكان أفضل”.

 

في قاموس جعجع العبرة في طريقة الإنتخاب وليس في قانون الإنتخاب، “فلو كان القانون هو الأسوأ والناس انتخبت “صح” سيحل التغيير، ولو بدّلوا القانون وبقيت العقلية الناخبة هي نفسها فلن يتغيّر شيء”، لذلك يرفض تغيير القانون النسبي لأن الجميع اتفقوا عليه وأمّن صحة التمثيل ولا مانع من إدخال بعض التعديلات عليه.