Site icon IMLebanon

أين ربح وأين خسر سمير جعجع؟  

 

 

لا شك في أنّ كل عمل في الحياة، له أرباح وله خسائر، إذ لا يمكن أن تعمل عملاً مهماً ويكون كله أرباح.

 

فماذا عن حساب الأرباح والخسائر؟ في حضور سمير جعجع مؤتمر بعبدا الذي دعا إليه رئيس الجمهورية لبحث خطة الحكومة بعدما وافقت عليها كما قالوا بالإجماع.

 

نفهم أن يكون الاجتماع قبل إقرار الخطة، ليعطي كل طرف رأيه، خصوصاً أنّ هناك أطرافاً أساسية، في تركيبة البلد غائبة عن الحكومة، وديموقراطياً كما هي تركيبة لبنان يجب أن تكون هناك مشاركة، لأنه لا يحق لأحد أن يلغي أحداً، وعلّمنا التاريخ أنه من المستحيل أن تلغي أي فئة فئة أخرى، لأنّ هذه هي تركيبة لبنان التوافقي.

 

نعود الى قائد «القوات اللبنانية» وحساب الربح والخسارة.

 

* نبدأ بالأرباح:

 

أولاً: مسيحياً، كل فريق مسيحي يحب الوحدة المسيحية، ويعمل لها، من هنا فإنّ مشاركة سمير جعجع في اجتماع بعبدا نقطة إيجابية تسجل له.

 

ثانياً: يبدو أنّ سمير جعجع عنده حسابات رئاسية، فالصعود الى بعبدا، والجلوس مع محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة كممثل رئيسي لـ»حزب الله»، ومع ممثل الحزب السوري القومي أسعد حردان، فإنّ هذا يعني أنه يحاول إلغاء الڤيتو الرئاسي على ترشحه، وأنّ الموعد أصبح قريبا، وهذا ما جعل الضابط السابق جميل السيّد يعلّق على حضور جعجع عبر مواقع التواصل الاجتماعي: بيننا وبينه تفصلنا سنوات ضوئية في الاستراتيجية وموقع لبنان من الصراع الإقليمي إن بمواجهة إسرائيل أو الارهاب، لكن للحق هو ينتج الآن العقلانية والحياد الايجابي.

 

ثالثاً: الهدوء في خطابه من على منبر بعبدا أعطى سمير جعجع صورة رائعة عند اللبنانيين، إذ ظهر رجل دولة من الطراز الأول، واسع المعلومات، واثق الخطوات، رصيناً ينتقد بإيجابية فضح المستور، ومن دون شعارات… والأهم فضح الجميع، ولكن بطريقة مهذبة ومقبولة.

 

رابعاً: كل الكلام الذي أعلنه من قصر بعبدا لم يذكر اسم رئيس «التيار الوطني الحر».

 

* حساب الخسائر:

 

أولاً: يبدو أنّ أي اتفاق مع د. سمير جعجع صعب، إذ تنطبق عليه الأغنية الشعبية التي تقول «وصّلتونا لنص البير وقطعتوا الحبلة فينا ويلاه…».

 

ثانياً: ليست المرة الأولى التي يتخلى فيها د. سمير جعجع عن حليفه الذي أعطاه ما لا يمكن لأي زعيم سني أن يعطيه، ويكفي أنّ جعجع أخذ براءة ذمّة، عندما استقبله مفتي الجمهورية اللبنانية صاحب السماحة الشيخ عبداللطيف دريان، خصوصاً أنّ موضوع اغتيال الرئيس رشيد كرامي من الصعب نسيانه، ولا يستطيع أحد أن يغطيه.

 

ثالثاً: ليست المرة الأولى التي يتخلى عنها سمير جعجع عن حليفه الأساسي والرئيسي، بل سبقها يوم كان الرئيس الحريري في الرياض، والأهم في المرة الثانية أنّ الرئيس، عندما أرسل له د. غطاس خوري ليستشيره بالنسبة لإعادة تشكيل حكومة، وافق ثم غيّر رأيه الساعة الواحدة فجر اليوم الثاني.

 

رابعاً: يقول د. سمير جعجع إنّه غير آسف على «اتفاق معراب»، أهنّئه من كل قلبي على هذا الاتفاق لأنّه أعطى الجنرال عون حلمه بالرئاسة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ابتلينا بالتوريث، وهنا مصيبة المصائب، إلى التخلي عن الاتفاق، بدءًا من الانتخابات وانتهاءً بالتوزير.

 

وهنا لا بد أن نحمّل د. جعجع وزر المصائب التي حصدها اللبنانيون من إعتلاء عون رئاسة الجمهورية، ويكفي ما يشتكي واشتكى منه هو نفسه وما أعلنه في القصر.

 

عوني الكعكي