Site icon IMLebanon

أوساط كنسية : حضور جعجع في بعبدا كـرّس موقعها الوطني

أوساط كنسية : حضور جعجع في بعبدا كـرّس موقعها الوطني بمـعزل عن المـوقـف السياسي والتحفّـظات على أداء العــهــد

 

 

تعتبر أوساط كنسية أن الظروف الراهنة قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الخطر، حيث يمر لبنان بأخطر مرحلة في تاريخه، والتي تفترض رصّ الصفوف الداخلية. ومن هذا المنطلق، فهي قد ثمّنت مشاركة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في لقاء بعبدا التشاوري حول الخطة الإصلاحية للحكومة، ورأت أن الخطوة جاءت في محلها، وذلك في لحظة وطنية حرجة تستدعي من كل القوى السياسية التعالي على الحساسيات والإنقسامات والحسابات الشخصية من أجل إنقاذ لبنان، والدليل أن البطريرك الماروني بشارة الراعي، يعمل على الدفع باتجاه الإنقاذ، وهو أمر مستحيل، بمعزل عن المؤسّسات، وذلك بمعزل عن المآخذ والتحفّظات والملاحظات التي يسجلها البطريرك الراعي حول عدة ملفات وقضايا مطروحة. وتعزو الأوساط هذا الواقع إلى أن الأزمة باتت أكبر من الجميع، وفي حال لم يتعاضد كل اللبنانيين، فإن لبنان ذاهب إلى الإنهيار، وعليه فقد وجدت الأوساط الكنسية، أن مشاركة الدكتور جعجع، قد أكدت على حرص «القوات اللبنانية» على موقع رئاسة الجمهورية، وكرّست بالتالي تعاطيه المبدئي مع الرئاسة كموقع وطني لا يجوز التفريط به، وبالتالي، فإن هذا الأمر يندرج في استكمال المسيرة بالنسبة لدعم موقع رئاسة الجمهورية وليس الشخص، مع العلم أن الرئيس ميشال عون انتخب بإرادة لبنانية محضة، وقد جرى ترشيحه من معراب ثم من بيت الوسط وكليمنصو وصولاً إلى بعبدا.

 

ورفضت الأوساط الكنسية نفسها، «شيطنة» موقع رئاسة الجمهورية، معتبرة أن الخلاف في وجهات النظر لا يجب أن يفسد في الودّ قضية، ولذا، فإن الأوساط الكنسية التي رحّبت بمبادرة جعجع، أكدت أنها قد حالت دون إضعاف موقع الرئاسة ودورها، شدّدت على تقديرها وحرصها على دور الرئاسات الأخرى الثانية والثالثة وموقعها الوطني.

 

وفي سياق متصل، تلاحظ الأوساط الكنسية عينها، أن الدكتور جعجع أظهر أنه، وخلال اللحظات الصعبة، فإن المعالجات الصحيحة لا تتم إلا من خلال المؤسّسات، وذلك بمعزل عن موقفه، لأن أية حلول من خارج هذه المؤسّسات، سوف تؤدي إلى تفكّك الدولة كما حصل في نيسان 1975، وبالتالي، فإن أي تفكّك للدولة يشكل خطراً كبيراً على لبنان، كون المؤسّسات الدستورية وحدها هي الملاذ الآمن لجميع اللبنانيين مهما اشتدّت الإنقسامات، لأنه من دونها لن يكون سوى الخراب والفوضى.

 

كذلك، تشير الأوساط نفسها، إلى أنه وفي ظل الأزمة المالية الخانقة والكارثية وغير المسبوقة منذ تأسيس الجمهورية، فإن الأفكار والملاحظات على خطة الإنقاذ المقدمة من «القوات»، كانت موضع ترحيب لأن الرأي العام يطالب بخطوات عملية، وليس بأفكار نظرية وفذلكات عامة قد سئم منها الشعب اللبناني على مدار السنين، ولذا، فهي تعتبر أن الأفكار قد رسمت خارطة طريق واضحة المعالم، وعلى المسؤولين عن هذه الخطة السير بها، وإلا فإنهم سوف يتحملون وحدهم مسؤولية التقاعس عن إخراج لبنان من أزمته.

 

وانطلاقاً من هذه المقاربة، فقد تمنّت الأوساط الكنسية على كل الأوساط السياسية الإقتداء بموقف الدكتور جعجع، والدور الذي يقوم به في ظل الأوضاع الدقيقة والمصيرية، والتي تقتضي التعالي فوق كل الحسابات السياسية، ولكن من دون التخلّي عن المبادئ والثوابت الوطنية، إذ لا يجوز السماح بسقوط لبنان من دون أن يتحمّل الجميع، ولو بدرجات متفاوتة، المسؤولية أمام التاريخ، وذلك في حال انهارت الدولة نتيجة الأزمة المالية، كما حصل في منتصف ثمانينات القرن الماضي.