لا تزال قضية إنشاء آل فتوش معملاً للإسمنت في سهل زحلة تتصدر المشهد السياسي في المدينة. الجديد على هذا الصعيد، موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في حضور وفد من أهالي زحلة زار معراب الجمعة الفائت للتهنئة بالأعياد. أمام مناصريه، أكد جعجع أن هذا المشروع لن يستمر، و»يجب طرح هذا الموضوع من بابه العريض، وليس مجرد مواقف»، غامزاً من قناة ما تقوم به الكتلة الشعبيّة من تحركات في هذا الإطار.
وهذا ما لمّح إليه منسق القوات اللبنانية في زحلة ميشال تنوري، الذي قال لـ«الأخبار» إن «المطلوب أفعال لا أقوال، وعلى أصحاب النبرة العاليّة المطالبة علناً باستقالة البلديّة التي تلقى الدعم الكامل منهم».
وسأل: «لماذا جعلوا من هذا المشروع قضيّة سياسيّة، علماً بأنه ليس المشروع الوحيد الذي يضرّ بالبيئة؟ فيما هناك المطمر الصحي وريّ المزروعات بالمياه المبتذلة وتنظيف مجرى نهر البردوني، وغيرها من مخالفات يغضون النظر عنها»، ناقلاً عن بعض أعضاء المجلس البلدي «أن رئيس البلدية مرر المشروع بطريقة سريّة، وعليهم محاسبته قبل أي أمر آخر». واستبعد تنوري حصول تنسيق مباشر بين القوات والكتلة الشعبيّة في هذا الإطار، «لكننا ندعم أي تحرّك يصبّ في مصلحة أبناء المدينة بغض النظر عن الجهة التي تدعمه».
مصدر مقرّب من الكتلة الشعبيّة، رأى أن موقف جعجع الأخير و»إن جاء متأخراً، لكنه يصبّ في الاتجاه الصحيح ويعبّر عن وجهة نظر الشريحة التي يمثلها الرافضة لهذا المشروع، وهذا دليل على أن تحركنا بعيد عن الحسابات السياسيّة». وكشف عن مساعٍ يقوم بها أساقفة المدينة، في مقدمهم المطران عصام درويش، «بغية التخفيف من حدّة التشنّج، وإقناع آل فتوش بالبحث عن مكان بعيد عن المدينة لإقامة المعمل». وأوضح أن سكاف لم يتلقّ أي اتصال من الكاردينال بشارة الراعي، بعد الزيارة التي قام بها الوزير نقولا فتوش وشقيقه بيار للصرح البطريركي قبل نحو أسبوع.
وعلمت «الأخبار» من مصادر مقربة من آل فتوش أنهم وضعوا الراعي في أجواء ما يجري في زحلة، و»أن الحملة التي يواجهونها تحمل أبعاداً سياسية ومناكفات آثروا عدم الدخول في متاهاتها، ووعدوا سيد الصرح بالتريّث وترك الأمور تأخذ مسارها القانوني». وأكدت المصادر «أن التزام آل فتوش الصمت وعدم الردّ على المواقف والبيانات لا يعني ضعفاً، بل حرصاً منهم على تهدئة الأجواء في ظل الأوضاع الأمنيّة الراهنة». ونصحت من وصفتهم بـ»الغيورين على مصلحة زحلة» بـ»الإقلاع عن إطلاق مواقف شعبويّة معروفة الخلفيات والأهداف». وكانت كتلة نواب زحلة قد أصدرت بياناً مطلع الأسبوع المنصرم طالبت فيه بلدية المدينة والمعنيين بهذا الملف بإلغاء الترخيص و»محاسبة الضالعين بإمرار طلب الترخيص للمعمل على حساب صحة المواطن».