Site icon IMLebanon

جعجع وعون… صدمتونا!

صحيح أنني لا أتطرق كثيراً الى الشأن اللبناني إلا بحال كان هناك حدث سياسي او وطني كبير، نظراً لأن الغوص في السياسة اللبنانية و»زواريبها« الداخلية لا يؤدي الى نتيجة! فخصم اليوم يصبح غداً صديقاً (…) وهكذا هي السياسة »عنا بلبنان«!

ولأن حدث أمس كان مهماً ولافتاً من حيث الأشخاص، والموقف، والتوافق فسنتطرق الى الموضوع ونتساءل: إن كانت لحظة أمس الأول ستحصل، وسوف تتبادلان القبل وكل عبارات »العشق والحنين« لماذا لم توفرا على البلد سنين الحرب الضروس الأهلية التي حطمت قلوباً، ويتمت أطفالاً، ودمرت مناطق، وهجرت وشردت آلاف العائلات؟

من حقي كمواطنة لبنانية أن أطرح هذا السؤال ومن حق المواطنين أن يبدوا استغرابهم وتعجبهم والآخرون يبدون أسفهم على أولادهم الذين سقطوا نتيجة الحرب اللبنانية خصوصاً العراك المسيحي – المسيحي الذي شرذم المسيحيين وأهدر حقوقهم في الدولة.. فلو اتفق الجنرال والحكيم منذ أمدٍ بعيد ألم يكن ذلك أجدى من »لغة« الحرب؟؟

حقاً لقد صُدمنا بكل هذا الود والانسجام والتفاهم والذي هو لمصلحة المسيحيين أولاً واللبنانيين ثانياً، ولكن ماذا سيقولان للأم التي مازالت تنتظر إبنها المفقود جراء الحرب اللعينة؟؟ ماذا سيردان على الأمهات اللواتي فقدن الأبناء وراء المتاريس؟

حقاً السياسة في لبنان لا مبادئ لها ولا قواعد ولا أسس ولا حتى أصول! فعلها جعجع وأيد ترشيح الجنرال عون رئيساً للجمهورية رداً على ترشيح الرئيس الحريري سليمان فرنجية، أيضاً نقول: »يعني« لو اتفقتم ورشحتم عون قبل سنة، وحصل الاجماع على انتخابه، ألم تكن البلاد قد جُنبت فراغاً كبيراً؟؟

ولكن أكثر ما لفتني في المؤتمر الصحافي المشترك بين جعجع وعون هو ما قاله الحكيم عن »إسرائيل« كما ورد في ورقة اعلان النيات بين »التيار« و»القوات« ونتمسك بحق العودة للفلسطينيين وبحل الدولتين في الأراضي المحتلة، كلام ايجابي، يصدر عن رئيس القوات اللبنانية، وهذا هو تطور هام جداً، ربما أهم من دعمه ترشيحه العماد عون! ونأمل ان يترجم هذا الكلام على أرض الواقع..

إن ورقة »إعلان النوايا« قادت بدورها الى ترشيح حزب القوات لعون، هذه الورقة التي كنا نتمنى أن يتفق عليها منذ وقت طويل.. لكنا وفرنا على البلاد والعباد النزاعات والخصومات والشتائم والكيديات!

أما نحن الشعب المسكين، فعسى أن نتعلم وأن لا نطبل لزعيم ولا نزمر لقائد، ولا نهتف بالدم والروح نفديك! أرأيتم كيف تجمع المصالح السياسية؟! فليكن الولاء والفداء والهتاف للوطن وللجيش اللبناني فقط!

رؤية: يجب الخروج من الماضي لبناء المستقبل.

العماد ميشال عون