IMLebanon

جعجع وعون حيث  لا يجرؤ الآخرون !

أثبت لبنان قدرته الخارقة على انتاج أكثر الأفلام الدرامية إثارة وتشويقاً في السياسة، وجعلها تنافس، بأبطالها وإخراجها وعقدتها، أكثر أفلام هوليود شهرة ورواجاً، بل وتضاهيها في كونها خارقة للحدود، وقابلة للتسويق إقليمياً ودولياً! هكذا كان المشهد في معراب الذي انتزع أكبر قدر من تصفيق الحاضرين في القاعة، وربما أيضاً تصفيق المشاهدين عبر شاشات التلفزة! وكان النجم الأكثر سطوعاً في ليل معراب بوهج متألق ومتجدد هو زعيم القوات الدكتور سمير جعجع، ولا سيما في ذروة اللحظة الدرامية عندما خلع عباءة الترشيح الرئاسي المذهبة عن كتفيه، وخلعها على كتفي خصمه الكبير القديم وحليفه الكبير الجديد العماد ميشال عون!

لا عواطف ولا مجاملات في السياسة. حسبها الدكتور جعجع طويلاً بدقة بالغة وبنظرة بانورامية استطاعت أرجاء التضاريس الداخلية، واستشرفت الأفق العربي القريب والدولي البعيد. وعندما أجرى حسابات الجمع والطرح والضرب والقسمة، وفقّط أرقام المجموع، وتأكد له أن نتيجتها تأتي لمصلحته في الحاضر والمستقبل، أقدم غير هياب وبلا تردد: حيث لا يجرؤ الآخرون! وبدا له وهو يخترق بنظره جدران معراب – بعد المبايعة – وكأنه ابتلع غالبية من التيار العوني على الفور، لأنه تحول في نظرهم، وفي نظر الحالمين طويلاً ب الوحدة المسيحية، الى قديس سياسي! وليست هذه سوى الدفعة الأولى من الصفقة… والحساب الجاري مفتوح!

هذا التحالف الجديد الذي يضم اثنين من كبار كواسر السياسة في الساحتين المسيحية واللبنانية، حوّل التلة المارونية المتآكلة عهداً بعد عهد، الى جبل يصعب تجاهله وعدم رؤيته، للناظر اليه من قريب أو من بعيد! وبمجرد وجوده أسقط حسابات البوانتاج التقليدية كما كانت في العهد القديم. ذلك أن أي رئيس مستقبلي من خارج هذا التحالف الثنائي المسيحي الجديد، سيواجه مرآته بهذا السؤال: كيف أستطيع أن أحكم في وجود معارضة مسيحية تضم عون وجعجع، ولن تتأخر في اجتذاب غيرهما من الحانقين المسيحيين الذين خرجوا من المولد بلا حمص؟! وهذا هو السؤال نفسه المطروح على سائر المكونات السياسية في لبنان الي أي فريق انتموا!