هي ليست جانبية على الاطلاق ولا حتى مجرد وجهة نظرة يمكن رميها من وراء الظهر تلك العلاقة العضوية التي كانت قائمة بين القوات اللبنانية والنائب السابق الدكتور فارس سعيد، فالاخير مارس طوال سجن الدكتور سمير جعجع فعل «الحكيم» الذي ما ترك القوات اللبنانية يوماً بل على العكس سار بين الافخاخ والالغام لاطلاق سراح حكيم معراب من قضبان السجن، ولم يكن الرجل حسب مصادره يبغي الربح حيث كان مهووساً بثورة الرابع عشر من آذار وجاء بزعيم الدروز النائب وليد جنبلاط الى منزل الدكتور جعجع في ذوق مصبح سبيلاً لتحرير قائد القوات.
كل هذا يضعه فارس سعيد جانباً ويضع خلافه مع القوات اللبنانية كموقف اعتراضي على التسوية الرئاسية التي حصلت ورسخت سيطرة حزب الله على القرار الوطني، ويقول سعيد: كان الرهان لدى القوات وتيار المستقبل من خلال التسوية الحفاظ على ما تبقى من الجمهورية لان عكس التسوية كان سيبقي الفراغ الرئاسي مما يؤدي الى انهيار الدولة، وكانت وجهة نظري ان كلفة هذه التسوية اكثر من مردودها الايجابي، وبعد مرور عشرة اشهر، تبين ان البلد يتشكل من فريق واحد بعيداً عن الدستور والاجماع الوطني، ومنذ ذلك الوقت انقطعت العلاقات السياسية بيني وبين المستقبل والقوات وزرت الرئيس الحريري مرة واحدة لاطلاعه على نشأة معارضة جديدة بالتعاون مع الدكتور رضوان السيد وقال: الحريري: لست موافقاً… وهنا انتهت القصة مع المستقبل».
اما فيما خص القوات اللبنانية يضيف سعيد، الذين لديهم عندي كل احترام ومحبة ما عدا وجود بعض الاعطال ولم اسمح لنفسي بأن اقول كلمة واحدة ضد القوات او الدكتور جعجع بحكم مسار النضال الذي خضناه سوياً واصبحت في مكان آخر بفعل اعتراضي على التسوية ووجود سلاح غير شرعي في حين علينا جميعاً دعم الجيش الوطني وهذا يضر باتفاق الطائف الذي اذا خرجنا منه سوف ندفع ثمناً باهظاً من حيث المناصفة ونتحول الى مجرد سكان وليس مؤثرين.
وتتحدث مصادر رئيس «لقاء سيدة الجبل» عن هذا الفراق السياسي وهذا حق وأدى الى ما أدى به من ان يرسو الترشيح على مرشح آخر في جبيل وهو شخصية محترمة ولكن بالمفهوم الحزبي العام ادارته السياسية مرنة، ويبدو ان مصلحة القوات في ان لا يكون لها مرشح قوي فاعتمدت ابن احد العائلات العريقة في جبيل ويطل على الناس من الوجهة الانمائية، وتقول هذه المصادر: ان التمايز مع القوات حق له ولو كان سعيد مكان جعجع لفعل الشيء نفسه، وتلفت هذه المصادر الى ان اهالي بلاد جبيل يرفضون الوصاية على القرارات الانتخابية والاجتماعية والسياسية وهذا ما يمنع اي حزب او تيار من التعبير عن نفسه بوجود 17 ألف صوت شيعي يقترع منهم اثني عشر الفاً وبالتالي المعركة في جبيل على الماروني الثاني للايحاء ان المعركة هي بين القوات اللبنانية وسعيد وهذا غير صحيح خصوصاً ان الجميع يعرف انني لست خصماً للقوات والمعركة الحقيقية هي بيني وبين التيار الوطني وحزب الله، وفي اشارة الى ان الخلاف بين سعيد والقوات وصل الى مستوى عملي.
تقول هذه المصادر: التيار الوطني الحر يخوض معركة على اكتاف القوات اللبنانية من اجل تأهيل الوزير جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، وبالتالي فان سعيد لا ينافس القوات، وعلى قيادة القوات ان تصحح الرماية وان يخوضوا المعركة ضد التيار الوطني الحر ومرشح حزب الله، وتعطي هذه المصادر صورة واضحة عن مدى ابتعاد سعيد والقوات اللبنانية عن بعضهما البعض وصولاً الى القول: انه خلافاً لما يقوله جبران باسيل وسمير جعجع وسليمان فرنجية ان المعركة هي في الشمال وهي تدور بين ثلاثة مرشحين والايحاء او تأكيد هذه المقولة يؤدي الى تسليم جبل لبنان لوصاية حزبية ويعني جبل لبنان بكركي وما تعنيه من صرح وطني كبير وخصوصية هذا الجيل وصولاً الى جزين، ولا يجب استبدال معركة استقلال القرار المسيحي الحر في جبل لبنان بالتنافس حول معركة مبهمة على رئاسة الجمهورية في المستقبل من خلال اقناع الناس ان المعركة الحقيقية هي في أقضية البترون والكورة وزغرتا وبشري، ولكن اين معركة استقلال القرار المسيحي؟ اذا أرادوها يجب ان تخاض في جبل لبنان وليس من خلال معركة تحديد الاحجام وبالنتيجة الله يوفقهم لان الهدف الحقيقي هو رفع الوصاية وليست رئاسة الجمهورية.
ويبدو سعيد لا يحمل عتباً على القوات اللبنانية ولكن عندما تتحدث مصادره عما سبق يعني ان القوات اللبنانية تنظر الى معركة تحرير القرار المسيحي بشكل معاكس عما هومطروح بشكل علمي وعملي من قبل سعيد، وعندما تذهب القوات الى شد الاوزار والهمم في الشمال يعني ان جبل لبنان معركته ليست بالقدر الذي تستحقه من عناية وجهد.
وعندما تتحدث هذه المصادر عن معركة رئاسية مبهمة يعني ان الرؤية الرئاسية للقوات غير واضحة تجاه هذا الامر، ولكن هل تهتم القوات اللبنانية بجبل لبنان، وتلفت هذه المصادر الى ان الزعماء الموارنة الذين يذهبون لخوض ام المعارك في الشمال للتمهيد نحو تحديد الاحجام والتأهيل نحو الرئاسة فيما مصادر سعيد تنبه الى ضرورة حماية جبل لبنان من اية وصاية، وهي تعتبر ان كافة هؤلاء بمن فيهم القوات تسير بهذا الاتجاه وهذا يعني ان التصويب من قبل الجميع خاطئ.
مصادر القوات اللبنانية تعتبر من جهتها ان لا خلاف شخصياً مع سعيد بل هناك ثوابت تجمع الطرفين وغير صحيح ان القوات متوجهة الى ام المعارك في الشمال لتترك جبل لبنان يسقط تحت الوصاية، وهذا امر مستحيل القبول به او حتى التلفظ من خلاله لأن حزب القوات هو الذي يمثل الصوت المسيحي الحر والقرار اللبناني الصرف ولا أحد يزايد في هذه المسألة لا من قريب او بعيد، اما مسألة الانتخابات لها حديث آخر والقوات ترشح شخصيات بعد دراسات معمقة سياسياً وانمائياً وهي اختارت في جبيل مرشحها على هذا الاساس انما ليس لخوض المعركة ضد فارس سعيد اوالتعامي عن نفوذ حزب الله بل لأن مقتضيات المعركة تقتضي هذه الترشيحات.
اما في كسروان فان مصادر سعيد تعتبر ان النائب السابق منصور البون شيخ الشباب في اشارة لامكانية التعاون معه، ونقل سعيد عن البون رؤيته للمعركة النيابية المقبلة وفق ثلاث مقولات هي التالية:
1- يا عدرا يا حنونة ردي الزعران عن جونيه
2- قانون الانتخابات الحالي يمنع الزوج من حب امرأة غير زوجته.
3- قبل ما شوف البوسطة سبعة (مرشحين) مش رح فوت عالتماني، في اشارة الى ان دائرة جبيل – كسروان تضم ثمانية مرشحين وهذا يعني ان موعد فتح البازار وفق البون سابق لوقته بكثير وخصوصا لناحية التحالفات بفعل القانون النسبي الجديد.