Site icon IMLebanon

استعار المواجهة العونية ــ القواتية… جعجع واحد باسيل صفر

 

 

أقل من ٦ أشهر باتت تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية. الماكينات الحزبية اما انطلق العمل بها او تنطلق خلال شهر كحد أقصى. الكل متأهب ومستنفر رغم اخذهم بعين الاعتبار ان احتمال التأجيل يبقى قائما ، وانه في حال شعر اي من الاطراف الاساسية ان وضعه «مش ولا بد» قد يعمد الى تطيير الاستحقاق بافتعال اشكال امني على غرار ما حصل مؤخرا في الطيونة. الكثير من مجموعات المجتمع المدني وقوى المعارضة تخشى هذا السيناريو، وتعتبر ان قوى السلطة في حال استشعرت خطرا حقيقيا عليها، فهي ستتلاقى رغم خلافاتها لافتعال مشكل كبير في ما بينها يؤدي لتطيير الانتخابات.

 

المعركة الانتخابية انطلقت اولا على جبهة القوات – التيار الوطني الحر. هنا لا صوت يعلو فوق صوت الاشتباك رغم كل مساعي التهدئة التي بذلتها بعض الجهات والمرجعيات، على اعتبار ان التصعيد بلغ مداه قبل اشهر من الانتخابات، فماذا ترك الطرفان عندها للاسابيع الاخيرة؟ وعلى قاعدة لماذا توتير الشارع المسيحي اولا طالما باقي الشوارع هادئة وساكنة وتستعد للاستحقاق النيابي بروية…

 

لا شك ان ما حصل في الطيونة هو الذي ادى لاشتعال الجبهة المسيحية باكرا. فرغم ان الاشتباك اتخذ طابعا طائفيا عند اندلاعه وما لبث ان تحول حزبيا بين «القوات» وحزب الله، الا ان توسعه ليتحول ايضا مسيحيا – مسيحيا كان متوقعا بعد نجاح رئيس حزب «القوات» سمير جعجع بشد العصب المسيحي بتصويره ما حصل «غزوة» لمنطقة عين الرمانة. فرغم الرواية المقابلة من طرف «الثنائي الشيعي» والتي تتحدث عن «كمين قواتي للمتظاهرين، الا ان القسم الاكبر من الشارع المسيحي بدا متعاطفا مع جعجع، خاصة ان ما حصل تم على وقع الخلاف على دعم المحقق العدلي بقضية المرفأ القاضي طارق البيطار، وهو خلاف اتخذ ايضا بعدا طائفيا.

 

ويقر احد نواب «التيار الوطني الحر» بتعاطف قسم كبير من الجمهور المسيحي مع جعجع بحادثة الطيونة، رغم الهجمة العنيفة التي شنها رئيس التيار النائب جبران باسيل على جعجع في ذكرى ١٣ تشرين، معتبرا انه لا يعيش الا على سفك الدماء. ويعتبر النائب الذي فضل عدم ذكر اسمه ان كل ما حصل يستدعي نوعا من اعادة النظر بعيدا عن الحسابات الانتخابية وحسابات الربح والخسارة. ويضيف النائب في تكتل «لبنان القوي»: «لا شك ان المرحلة حساسة، وانه بعد ١٧ تشرين ٢٠١٩ تغيرت كثيرا نظرة اللبنانيين للقوى السياسية، لذلك ستكون الانتخابات المقبلة امتحانا صعبا علينا جميعا. وكي نتمكن من تخطي الامتحان يجب ان نكون صريحين مع جمهورنا، لذلك ستكون هناك خلوة جديدة قريبة نبتّ خلالها الترشيحات النيابية والحملة الانتخابية، وهو ما يفترض ان يتضح خلال شهر او ٢ كحد أقصى».

 

وتعتبر مصادر سياسية انه «رغم الحملة العنيفة التي شنها ولا يزال يشنها باسيل على «القوات» وبالتزامن على حركة «أمل» لم يتمكن بعد من معادلة جعجع الذي لا يزال يتقدم بنقطة عليه يعمل على استثمارها انتخابيا»، لافتة الى ان «الوقت لا يزال مبكرا للحسم بأن القواتيين يتقدمون على العونيين بالانتخابات وبأن كتلتهم ستتسع على حساب تناقص الكتلة العونية، خاصة وان الاحصاءات الراهنة تتحدث عن تراجع الكتلتين ولكن بشكل بسيط اي بنائبين او ٣ بالناقص». وتشير المصادر الى ان «الاستعراض القواتي لعضلاتهم بعد احداث الطيونة سيضرّ بهم على المدى المتوسط بعدما خدمهم على المدى القصير، بحيث ان الكثيرين بدأوا ينفرون منهم لشعورهم بأن القواتيين عادوا يحنون لزمن الميليشيا معتبرين انهم ابعد ما يكونواعن بناء دولة مواطنة، وانهم يشبهون الى حد كبير باقي احزاب المنظومة، ما يرجح ان يستفيد منه العونيون في الانتخابات اذا نجحوا بتظهير هذا الوجه القواتي على حساب تظهير انفسهم كرسل السلام والتفاهم وبناة الدولة».

 

بالمحصلة، لا ينتظرن احد تراجع وتيرة السجالات بين القوى السياسية المختلفة او احتواءها رغم التسويات التي تطبخ هنا او هناك. فالصراخ والمشاكل في هذه المرحلة تخدم كل الاحزاب دون استثناء، وبالتالي لا تلحظها التسويات التي تعمل على منع انفجار الوضع ما يهدد مصالح المنظومة ككل.