Site icon IMLebanon

جعجع بزيارته السعودية «لا يزال الحليف المسيحي للشارع السني»

التصعيد العوني على خلفية آلية مجلس الوزراء والتعيينات مع رئيس الحكومة يبدو انه مرشح للاستمرار في حال لم يتم اجتراح الحلول المرضية التي وعدت بها الرابية قبل عيد الفطر لإنهاء تحركها الميداني وافساح المجال للمعالجة، وعلى ما يبدو فان الاتصالات السياسية لم تنضح حلاً يرضي زعيم الرابية بعد فلا زيارة سمير جعجع لرئيس الحكومة اعطت ثمارها، ولا الاتصالات بين حارة حريك والمصيطبة او زيارة سمير جعجع للسعودية التي لا يتوقع لها اصلاً ان تؤثر ايجاباً لمصلحة الرابية في الاستحقاق الرئاسي او غيره من الملفات لما يرضي ميشال عون.

ولئن زيارة جعجع الى السعودية كانت لافتة في الشكل والمضمون تقول مصادر مسيحية متابعة، بما يعني ان جعجع اراد ان يلتقي اركان القيادة السعودية لشرح مواقفه في شأن بعض الملفات الداخلية والمتعلقة بتموضعه السياسي الجديد وما انجزه من ورقة التفاهم والنوايا مع التيار الوطني وقبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء المقبلة بعدما ثبت ان جعجع يقف الى جانب التيار في موضوع الآلية في مجلس الوزراء، فان زيارة جعجع لرئيس الحكومة التي سبقت السعودية حملت العناوين ذاتها فالقوات تصر على توقيع الوزراء الـ24 في الحكومة على مرسوم فتح الدورة الاستثنائية وليس النصف زائد واحد، وتصر ايضا على ادراج قانون الانتخابات واستعادة الجنسية على جدول اعمال الجلسة التشريعية. فالواضح كما ترى المصادر فان معراب تقف في الوسط بين الرابية والمصيطبة من جهة وبين المستقبل والرابية من جهة .فحليف المستقبل المسيحي لا يريد إغضاب الشارع السني او الجمهور الازرق وقيادته السياسية، وعلى هذا الأساس كان التحرك باتجاه رئيس الحكومة والسعودية وبوقوف القوات على الحياد وممارسة الناي بالنفس عندما تحرك الشارع المسيحي المؤيد لعون.ورئيس القوات الذي شرح للسعوديين وجهة نظره وتموضعه المسيحي الى جانب عون في ورقة التفاهم لحماية المسيحيين في وجه الارهاب الذي يضرب المنطقة وتحت عنوان رفض التهميش وهدر الحقوق التمثيلية في الدولة يدرك بعد توقيع اتفاق فيينا ان معادلة عزل عون بعد التفاهم النووي لم تعد تصلح فالاتفاق له تأثيراته على المنطقة برمتها وعلى لبنان بصورة خاصة خصوصاً ان الاتفاق يفتح صفحة مختلفة في العلاقة بين الاميركيين والسعوديين لها انعكاساتها على الملف اللبناني.

الواضح من التحرك القواتي تجاه الافرقاء تضيف المصادر نفسها، ومن كل ما يصدر عن معراب يمكن استنتاج المعطيات التالية، ان القوات الحليفة الأساسية للمستقبل لا تقف الى جانبه في المعركة ضد عون وهذا بحد ذاته مؤشر ايجابي لحسن سير العلاقة وورقة التفاهم والنوايا القواتية تجاه الرابية. لا بل فان جعجع رفض فتح دورة استثنائية لمجلس النواب إلا إذا قانون الانتخاب واستعادة الجنسية مدرجين في البنود الاولى للجلسة مطالباً بحصر التشريع بالضروري والعاجل، وهذا الموقف حسب المصادر يعتبر خطوة متقدمة في الموقف القواتي الذي يبدو انه يدوزن خطواته ويحاول ان يكون في الوسط ايضاً بين المستقبل والرابية وبين رئيس الحكومة وميشال عون وان يتسبب بحساسيات مع المستقبل.

فالقوات لم تشارك في المواكب السيارة التي جالت في المناطق المسيحية ولم تصطدم مع الجيش كما حصل مع العونيين ولم تشارك في يوم الغضب العوني والقوات ظهرت وآثرت الحياد في ذلك اليوم عندما نزل البرتقاليون الى الشارع، ولكن القوات لم تكرر يوم 23 كانون الثاني 2007 عندما بادر القواتيون الى معاكسة التيار والعمل ضده، فالقوات حالياً وبعد ورقة النوايا تحديداً تتحاشى السقطات المميتة في الشارع المسيحي فلا ترغب بتكرار الخطأ الأرثوذكسي الذي اساء الى صورتها المسيحية ودفعت ثمنه غالياً من رصيدها لدى الجمهور المسيحي، ولكنها في الوقت ذاته لم تمش عكس السير يوم «غضب التيار» او ضده لئلا تعرض «نوايا التفاهم» لامتحان صعب وقاتل، او تعرض ما كسبته من التفاهم مع زعيم الرابية للخسارة.

بالنسبة الى المغرضين والمصطادين في الماء العكر بين القوات والعونيين فان موقف معراب اكسبها الكثير ولم يخسرها، فهي احسنت بورقة النوايا وحققت ما يلي، انتزعت اعترافاً علنياً وتاريخياً من عون بزعامة جعجع وشعبيته، واستطاع جعجع ان يؤكد انه ليس الفريق المسيحي المعطل للانتخابات الرئاسية، وانه يتقاسم مع ميشال عون زعامة الشارع المسيحي. اذاً القوات تتفرج على المشهد السياسي من بعيد وبدون ان تتورط، وجعجع يراقب من معراب بدون ان تنقطع علاقته بالمستقبل او تسوء وان كانت توترت كثيراً باشتباكات الرابية، ومع الرابية امور معراب باحسن احوالها، وهو يسعى الى التمدد اكثر واكثر وتوسيع ملعبه المسيحي ومد الجسور الى من تبقى من اخصام على الساحة المسيحية وممن يشكل التقرب منهم رصيداً اضافياً في حساب القوات المسيحي.