في تقييمٍ أجرته أوساط زحلاوية لزيارة رئيس حزب القوات اللبناني سمير جعجع الاخيرة إلى زحلة قالت في خلاصته ان الزيارة لم ترتق إلى درجة النجاح ولا يحكم عليها بالفشل بل التوصيف الدقيق لها أنها كانت دون سقف المأمول منها والسبب في ذلك حجم التراجع في زخم القوات اللبنانية في البقاع الأوسط على الرغم من وجود ثلاثة نواب من داخل المدينة، وهذا التراجع لا يتحمّل مسؤوليته النواب بل منسقية القوات في زحلة، ولأن الشعارات التي جذبت فئة الشباب عام 2005 أصبحت باهتة وممجوجة وملّ منها الناس لأنها فرغت من أي مضمون، ولم تنجح محاولات جعجع خلال زيارته لزحلة في تجديد بعض مفرداتها لأن عقل البقاعيين الذين خاطبهم جعجع كان أكثر واقعية وموضوعية.
من جهةٍ أخرى، اعتبر مصدر زحلاوي أن الزيارات المتكررة لرؤساء الأحزاب المسيحية لمدينة زحلة تدلّ على حجم الفراغ الذي تعيشه المدينة وغياب المرجعيات السياسية والدينية والتي غابت معها المطالبة باحترام الخصوصية الزحلية التي باتت يتيمة وكل فراغٍ سيأتي من يملأه.
ولاقت زيارة احد أساقفة مدينة زحلة إلي مقرّ إقامة جعجع في أحد فنادق المدينة استياء كبيراً لدى الزحليين حيث برر أحد المطارنة لصديقٍ عاتبه على هذا السلوك بأنه زار جعجع في مقرّه بعد إلحاحٍ من رئيس أساقفة المدينة لكنه اعترف بخطأ خطوته كذلك حاول مطارنة آخرون أن يبرروا ما أقدموا عليه بأسبابٍ لم تقنع الزحليين.
وفي ضوء ما أعلنه جعجع من خلال زيارته لمدينة زحلة أن لا جدوى من التحالفات في ظل قانون النسبية والصوت التفضيلي ومن مصلحة كل فريق أن يذهب بمفرده إلى الانتخابات معترفاً بأنه غير قادر على إيصال إلاّ مرشح واحد وكسر مرشح. ورجّح المصدر أن تكون مصلحة سمير جعجع بترشيح كاثوليكي حرصاً منه على رمزية المدينة ولأن قدرته على ترشيح آخرين من طوائف أخرى ضعيفة جداً.
وتحدثت أوساط قواتية في المدينة ان جعجع سيقدم في وقتٍ قريب على تغييرات شاملة في منسقية زحلة للقوات اللبنانية لأن، وحسب رأي المصدر، هناك مسؤولين يعملون وفق أهوائهم ورغباتهم ومصالحهم الشخصية.
ورجّحت مصادر سياسية اخرى أن ينشأ تحالف انتخابي في قضاء زحلة يضم التيار الوطني الحر- تيار المستقبل- الثنائي الشيعي وقد تنضم إليه ميريام سكاف بمفردها باستثناء القوات والكتائب اللبنانية، وإن صحّ هذا الأمر سيفتح المجال أمام تحالفات انتخابية اخرى وسنكون أمام ثلاث لوائح تتنافس على سبعة مقاعد على الرغم من الحظوظ الضئيلة للّوائح الاخرى.
وتساءلت مصادر زحلاوية عن غياب آل فتّوش عن كل ما يجري في المدينة حيث خضع هذا الغياب للكثير من التأويلات والفرضيات.