IMLebanon

جعجع: مستمر بترشيحي وإيران تُعطّل الإنتخابات الرئاسية

يحرص رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على استهلال لقاءاته بنكتة أو دعابة كلّما سَنحت الظروف، وفي لقائه برابطة الإعلام لم يشذّ عن القاعدة، فتلقّفَ مقدمة الزميل عامر مشموشي الذي قال له «حكيم إنتَ دائماً في قلوبنا وعقولنا»، ليقول: متأكّد إنّك عم تحكي عن الكِلّ؟ أتاه الرد سريعاً من إعلامي مقرّب من 8 آذار: أنتَ فقط في قلوبنا».

يستولد جعجع ابتسامة من الأوضاع الصعبة، يستهلّ بها اللقاء، يردّ على المقدّمة التي قيلت بالفصحى، بمقدّمة شبيهة على الطريقة اللبنانية، فيبدأ الكلام بالمزاح. متفائل دائماً ولو وسط السواد، هادئ لا ينجرّ إلى فخّ في سؤال، وخصوصاً بما يتعلق «بصديقه» العماد ميشال عون، حِرصاً على تجنّب ما يمسّ بـ»إعلان النيّات»، كي لا تفسّر النيّات حسب ما يشتهي الآخرون.

فرَض إعلان النوايا تعديلاً في الكلام، فالعماد عون بات في المؤخّرة، فيما يتحمّل «حزب الله» وإيران، بنظر الحكيم، المسؤولية الكاملة عن تعطيل انتخابات الرئاسة. عن سبب هذه المهادنة مع الجنرال يقول جعجع ويكرّر ساخراً: ألا تستقيم الحياة السياسية في لبنان إلّا إذا هاجمَت «القوّات» العماد عون؟

يعيد جعجع التأكيد: إيران هي المعطّل لانتخابات الرئاسة، كنتُ قبل فترة متأكّداً بنسبة 60 بالمئة، الآن أصبحت متأكّداً بنسبة 90 بالمئة، وما أتكلّم عنه ليس مجرّد تحليل، فلقد فوتحت أكثر من جهة غربية بالموضوع وقالت إيران إنّها مستعدة لانتخاب رئيس توافقي في لبنان مقابل تثبيت بشّار الأسد في سوريا، الأكيد أنّ إيران تستعمل الانتخابات الرئاسية ورقة للمساومة، وبالتالي لا أرى انتخابات رئاسية قريبة في لبنان ولا أيّ حلّ بالأفق.

وعن كون الرئاسة اللبنانية عالقة بين فيتو سعودي وآخر إيراني، قال جعجع: السعودية لم تضع فيتو على أيّ مرشّح، وإذا كان هناك من أصدقاء للسعودية لا يريدون انتخاب العماد عون فهذا لا يعني تعطيلاً، لأنّهم يحضرون الجلسات، أمّا الفريق الآخر الذي يعطّل فليحضر الجلسات ولينتخب من يريد.

ألا يكون العماد عون بهذا المعنى يخدم المنطق الإيراني؟ يقول جعجع: لا يقصد العماد عون خدمة المنطق الإيراني، فهو لديه نظرية معيّنة نعرفها جميعاً. في العام 2008 كان في الموقف نفسه وعندما رأى حلفاؤه أنّ مصلحتهم تقتضي فعل شيء آخر قاموا به. العماد عون جدّي بترشيحه، لكن علينا أن نعرف كم حلفاؤه جدّيون. هل هو مخدوع بحلفائه إذاً؟ يقول جعجع: ليس مخدوعاً بل يركّز على موقفه ويكمل فيه.

وعن وجود رأي يقول بأنّ المشكلة هي في عدم اتّفاق الأقطاب الموارنة على رئيس، يقول جعجع: الأقطاب الموارنة اتّفقوا على أمر أقلّ أهمّية من انتخاب الرئيس، أعطي مثلاً عن الرئيس برّي الذي كان يقول بأنّ المسيحيين إذا اتّفقوا على قانون انتخاب أمشي به، وها هم اتّفقوا على مجرّد إدراج قانون انتخاب على جدول أعمال جلسة مجلس النواب، ولم ينجحوا في إدراجه.

هل لا زلتَ مرشّحاً لرئاسة الجمهورية؟ يؤكّد جعجع: «طبعاً، لكن أؤكّد أنّني غير متمسك بترشيحي الشخصي فقط، بل مستعدّ للبحث في أيّ حلّ جدّي إذا طرح هذا الحلّ».

لماذا لا تنسف المخطط الإيراني وتنتخب عون؟ يضحك جعجع ويجيب: لن تستطيع أن تخلق مشكلة بيني وبين العماد عون، الذي نختلف وإيّاه انطلاقاً من مواقعنا السياسية المختلفة، ونتفاهم ولا نغشّ بعضنا، لهذا ورقة النوايا أصبحت ثابتة، وستُترجم أكثر فأكثر.

عن العلاقة مع حزب الله يقول جعجع: النوايا صافية، لكن يجب أن تكون المشاريع السياسية بنفس الصفاء، وهي ليست كذلك، فمشروعنا ومشروعهم متناقضان، نحن أولويتنا المصلحة الوطنية، وهم أولويتهم مصلحة الأمّة.

وعن الجلسة التشريعية وأولوية الوضع المالي قال: المواضيع الماليّة «عراسي قبل عيني»، لكن في موازاتها هناك وجَع ميثاقي، نتكلّم فيه منذ عشر سنوات وهو قانون الانتخاب. عندما تمّ التمديد للمجلس تمّ التعهّد بإقرار قانون جديد، ولم يحصل ذلك، ما يجعل المرء يشعر كأنّه زوج مخدوع. الآخرون يمرّرون أولوياتهم، أمّا أولوياتنا فمتروكة، وهذا استدعى ردّة فعل.

أمّا عن الموضوع السوري فيجدّد جعجع التأكيد أنّ الروس بعد تدخّلهم أصبحوا الأن مستعجلين لأسباب كثيرة، للحلّ السياسي، وأعربَ عن اعتقاده بأنّ بقاء الأسد في سوريا أصبح من رابع المستحيلات، فمَن بقي هناك لم يكن الأسد بل التوازنات الإقليمية والدولية.