Site icon IMLebanon

“ما راحوا” ضيعان… جعجع يخطّ وثيقة سياسيّة في “أيلول الشهداء”

 

 

تحت عنوان “ما راحوا” يتحضر حزب “القوات اللبنانية” للاحتفال بذكرى كل من استشهد تحت راية “المقاومة المسيحية والوطنية”، حيث وزعت بطاقات الدعوة، وبدأت الحملات الإعلانية على الطرق ومواقع التواصل الاجتماعي لا سيما من ناحية نشر الفيديوات الخاصة بالشهداء.

 

ويتابع حزب “القوات” التحضيرات لاستقبال “أيلول الشهداء”، حيث ستكون معراب باكراً هذه السنة، في الأول من أيلول، على موعدها السنوي لتكريم كل من استشهد في سبيل الوطن، أولاً من أجل الإمساك بهذا الشهر من أوله خصوصاً وأنه يتضمن الكثير من المحطات من هذا النوع لا سيما ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل. كذلك، حرصاً على ألا يفاجئ الطقس المنظمين كما حصل السنة الماضية، رغم أنه كان لهذا المشهد معناه الخاص، وعلى الأخص بالنسبة إلى رئيس الحزب سمير جعجع الذي اعتبره من مشاهد النضال والمقاومة الحقيقية.

 

تغييرات… في الشكل

 

لأسباب أمنية يُحتفل بهذه الذكرى في معراب، لكن وفي ظل عدم تمكّن الموقع من استيعاب عدد كبير من المشاركين، تأمل “القوات” بأن يصار إلى العودة للاحتفال بهذه المناسبة في الملعب البلدي في جونية خصوصاً مع مطالبة القاعدة الجماهيرية العريضة بالمشاركة. أمّا هذه السنة فسيكون عدد المشاركين أكبر من السنوات الماضية، حيث تتحضر معراب لاستقبال أكثر من 4000 شخص، من خلال التجهيزات اللوجستية والإدارية لتنظيم المواقف والمقاعد ولتسهيل وصول المشاركين، وعدم إزعاجهم.

 

في الشكل، سيشهد الاحتفال بعض التغييرات أكان في شكل المذبح وطريقة الدخول إليه والخروج منه، أو لناحية الأغنية الجديدة التي حُضرت خصيصاً للمناسبة. أمّا في المضمون، فإن إحياء “القوات” للقداس أصبح تقليداً سنوياً يحمل رسائل أساسية للداخل القواتي والى الشهداء أهمها: “نحن باقون ومستمرون في القضية”، عكس ما يُحكى في بعض الصالونات أنه: “ضيعان لراحوا”، لأنّ استشهادهم “ما راح ضيعان”، ولولاهم لما كنا اليوم هنا، ولكان لبنان وطناً بديلاً أو تحت الاحتلال السوري… ومن المعلوم مدى تأثر “الحكيم” بهذه المناسبة، هو الذي يعرف وجوه معظم الذين استشهدوا، فكانوا رفاقه في مسيرة النضال والمقاومة، وما زالت روحهم تعيش في قلبه، ويتذكرهم على مدار أيام السنة وهو الحديث “القواتي” الذي سمعناه من أحد القياديين الذي يؤكد أن “الحزب لم ينس كل من أهرق نقطة دم دفاعاً عن القضية، وإيماناً بأهمية الشهادة، خصص هذا اليوم لتوجيه تحية لأرواحهم الطاهرة، وللتأكيد أنّ التاريخ أصبح خلفنا، ولكننا مستمرون في التضحية” وللقول لكل من يخطئ بالعنوان: “نترحم ونقدر قافلة شهدائنا، ولكن توجد قوافل جديدة جاهزة للدفاع عن مقدساتها وقيمها وقضيتها في حال استدعى الأمر”.

 

خطاب جعجع… عنوان مختلف

 

على المستوى السياسي، سيحمل خطاب جعجع عنواناً مختلفاً عن السنتين السابقتين حيث ركز في العام 2017 على الانتخابات النيابية، وفي الـ 2018 على مرحلة ما بعد الانتخابات وما حققته “القوات”، شاكراً الشهداء ومقدماً لهم الـ15 نائباً الذين وصلوا إلى الندوة البرلمانية بفضل ما أثمرته هذه الشهادة. أمّا هذه السنة، فسينكب جعجع على بلورة خطابه باعتباره وثيقة سياسية فيها مواقف وطنية من الأمور الأساسية التي يعاني منها البلد، ولن يشبه خطاب اجتماع تكتل “الجمهورية القوية”، أو البيان الصادر عنه أو المقابلة الإعلامية. وفي هذا الإطار، يوضح رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبّور لـ”نداء الوطن” أنّ كلمة جعجع “سيكون لها وقعها الخاص على المستوى الوطني، وستركّز على اللحظة الوطنية التي نعيشها، بحيث ستكون لها تردداتها على أكثر من مستوى، لا سيما وأنّ لبنان يعيش خانقة اقتصادية، سياسية ومالية. كما أنّ اللبنانيين سئموا وضع البلد”. ويتابع مشيراً إلى أنّ كلمة جعجع “سوف تنبع من حال البلد للتأكيد أنّ “القوات” هنا والى جانب اللبنانيين، وستكمل المواجهة إنطلاقاً من حرصها على وجود الإنسان في لبنان، والمحافظة على سيادة لبنان وحريته واستقلاله، ومنعاً لتوريط البلد بمحاور خارجية، وحفاظاً على أمن الوطن وسلامته”.