IMLebanon

جعجع يمدّد إقامته…كما في لبنان كذلك في كندا

 

 

لن يعود رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى لبنان قريباً، فالإحتضان الشعبي الذي رافق “الحكيم” في أميركا الشمالية جعله يمدد فترة إقامته ليتابع جولته على المنتشرين اللبنانيين وليس القواتيين فقط. على رغم ذلك، لم يمنعه إنشغاله في الخارج، من متابعة الشؤون الحزبية والسياسية والمستجدات اليومية في لبنان، لا سيما في ما يخص الانتخابات الطالبية في الجامعات، التي أعطته نتائجها زخماً في الخارج.

 

غالباً ما تكون زيارات جعجع سرية في المناسبات، نظراً الى صعوبة وضعه الأمني. وفي هذا الصدد أتت زيارته المفاجئة الى كندا، حيث ترأس المؤتمر 23 للحزب في الإنتشار لمنسقيتي الولايات المتحدة وكندا بعد إعادة تسمية الوحدات الحزبية وفصل مقاطعة أميركا الشمالية التي كانت تضم الولايات المتحدة وكندا الى منسقيتين. إلّا أنّ سريّة حضوره لم تمنع تحول المناسبة الى إستفتاء شعبي مؤيد لـ”القوات” ورئيسها، تمثل بالحضور الكثيف للحفلات التي أقيمت بالمناسبة.

 

يقول مصدر مواكب لزيارة جعجع في كندا لـ”نداء الوطن” إنّ “الزيارة تتكلم عن نفسها، ولا تقارن مع أي زيارة أخرى، من مبدأ أنّ جعجع يقوم بعمله كرئيس حزب، فمن واجباته زيارة القاعدة القواتية للإطلاع بالمباشر على هواجسها ومشاكلها وهمومها وتطلعاتها، أي تماماً كما يفعل مع القاعدة في المناطق اللبنانية. وسجلت هذه الزيارة الشخصية قيمة معنوية كبيرة على المستوى الهيكلي التنظيمي للحزب، وعلى مستوى التفاعل مع الجالية اللبنانية في الاغتراب”.

 

ما تشهده الاراضي الكندية، دفع جعجع الى تمديد إقامته هناك، وبدل بقائه في مونتريال وعقد اللقاءات فيها، قرر التجول بنفسه على المدن الكندية للقاء الرفاق. ويشير المصدر الى أنّ “ما يحصل في كندا فاق كل توقعات المنظمين، ولا سيما من ناحية الإحتضان الشعبي اللبناني، فالمسلم قبل المسيحي وغير القواتي قبل القواتي، تهافتوا لمصافحة “الحكيم” والتحدث معه. كما أنّ القاعة التي تتسع لـ 600 شخص، يحضر ضعف العدد إليها بمجرد الإعلان عن حضور جعجع. مع الاشارة الى أنّ هذه المناسبات ليست مجانية، والملفت تهافت جيل الشباب للقاء جعجع والتفاعل معه”. وتابع: “لطالما عرف حزب “القوات” بحسن تنظيمه، فكما في لبنان، كذلك في كندا أو في أي موقع يتواجد فيه في العالم”، فالماكينة القواتية في كندا “خلية نحل”، وجهوزيتها “نار”.

 

على المستوى اللبناني

 

يمكن إعتبار تشرين الأول شهر “القوات اللبنانية” بامتياز إن من ناحية النتائج التي سجلتها “القوات” في الإنتخابات الطلابية في الجامعات أو في الاحتضان الشعبي الذي واكب جعجع في الإغتراب. فكيف يفسر ذلك على أرض الواقع في لبنان؟ يجيب مصدر “قواتي” لـ”نداء الوطن”: “تراكمت مواقف “القوات” المبدئية في أذهان الناس في ما يتعلق بالسيادة والحرية وقيام الدولة ونموذج الجمهورية القوية، وباتوا يرون أنها تجسد طموحاتهم وقناعاتهم. وصحيح أنّ “القوات” تدفع ثمن مواقفها غالياً، الّا أنّ شعبيتها تزداد يوماً بعد يوم، واذا جرت الانتخابات النيابية اليوم، فمن المؤكد أنّ خيارات الناس ستكون موجهة لمصلحة “القوات”. من جهة أخرى، لدى المغتربين حس عاطفي تجاه بلدهم أكثر من المواطنين اللبنانيين الذين يتذمرون يومياً من مشاكل وطنهم، لذلك نلاحظ وضوح مواقفهم وصلابتها، خصوصاً أنهم يقاربون عمل ونهج “القوات” في عمل الدولة في البلدان المتواجدين فيها”.

 

أراد جعجع أن تكون زيارته للبنانيين المنتشرين في أميركا الشمالية لفتة ليقول لهم “شكراً” على المجهود الذي بذلوه سابقاً وتمثل في صندوق الاقتراع، وليؤكد أنّ ما يحصل في بلاد الأرز اليوم، ناتج عن الانتخابات النيابية التي أعطت الأكثرية الى سلطة القرار وترجمته في هذا الكم من المشاكل، بينما لو “صح الصحيح” لكانت الأمور قد جرت على نحو أفضل خصوصاً بعدما أثبت عمل وزراء “القوات” نموذج “الجمهورية القوية”.