Site icon IMLebanon

جعجع مالئ لبنان وشاغل 8 آذار !!

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بانتخاب دونالد ترامب لرئاسة جمهورية الولايات المتحدة الاميركية، يملأ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الحياة السياسية في لبنان، ويشغل قوى الثامن من اذار ومنظومة جبهة «التصدّي والصمود»، بحيث يزاحم الفخّ الاعلامي لهذه القوى، القائم على الدسّ والفبركة والاتهامات ضد جعجع والقوات، ولو في شكل نسبي، ما يضخّه الاعلام العالمي على وصول ترامب الى البيت الابيض، وكأن الكوارث التي أصابت لبنان على يد هذه القوى وهذه المنظومة، قد انتهت، ولم يعد لبنان يشكو، الاّ من مطالبة حزب القوات اللبنانية باعطائه حقّه بالتمثيل الصحيح في حكومات العهد العوني الذي ساهم مساهمة اساسية في وصوله الى قصر بعبدا، فالتقرير المرعب الذي توصلت اليه مصلحة الابحاث العلمية الزراعية، بعد جهد استمر شهوراً، والذي يؤكد بأن التلوث الكيميائي والجرثومي في جميع المجاري المائية والنهرية والبحرية لا يقلّ عن 80 بالمئة، وانه من اصل 120 بئراً ارتوازية هناك آبار قليلة لا يتجاوز عددها عدد اصابع اليد، خالية نسبياً من التلوّث، وان ثلاثة مواقع فقط، في شكا وجبيل والجيّة، يمكن وضعها فوق غربال التلوّث، يبدو انه لا يعني شيئاً للذين استباحوا لبنان نهباً وفساداً وتلوثاً وقمعاً لمدة عقود، و«فلتوا» اليوم في اول عهد جديد، اخذ على عاتقه، وعاتق حليفه حزب القوات اللبنانية، اقتلاع الفساد من جذوره، على اعتبار ان الفساد هو سبب جميع الموبقات الاخرى التي تهدد الدولة، وعلى الرغم من البيانات التي تصدر عن حزب التيار الوطني الحر، وعن تكتل التغيير والاصلاح، وعن تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة، والتي تؤكد على المداورة في توزيع الحقائب الوزارية، وعن حق القوات في حقائب سيادية وغير سيادية، وفقاً لحجمها النيابي والشعبي، وان التفاهم مع حزب القوات محترم الى اقصى الحدود، الاّ ان فبركة الشائعات والاكاذيب والاتهامات، مستمرة في «الانتاج» السام الموجّه تحديداً لهزّ العلاقة بين القوات والتيار، وبين القوات والمستقبل، ظنّاً من اصحابها واسيادها انهم بهذه الطريقة، قد يحرفون عهد الرئيس ميشال عون، عن خطّه المرسوم بدقّة، وخصوصاً ما يتعلق منه بتحييد لبنان عن مشاكل المنطقة، والانفتاح على الدول العربية، وخصوصاً السعودية، وتقوية نبض الدولة، المتمثل بالجيش وقوى الأمن، والادارات النظيفة، لأن الحالة الوحيدة التي يمكن للقوات ان تبعد عن التيار، هي عدم احترام النقاط العشر التي تم تبنّيها من الطرفين، ولكن هناك نيّة عند الطرفين وجهد للتمسّك بها والعمل بموجبها.

* * * *

هناك تسريبات عدّة عن تشكيلات حكومية يجرى البحث بها، قد تصحّ وقد لا تصحّ، ولكن مصادر موثوقة تشدد على ثلاث حقائق ينوي العهد احترامها والتمسّك بها، هي اولاً، ان تشكيل الحكومة لن يخضع لاي صفقة ثنائية او ثلاثية، وثانياً، الحرص على تطبيق الدستور الذي لا يعطي الطوائف حقائب معيّنة، وثالثاً، عوامل التهميش والعزل و«الفيتو» مرفوضة تماماً، بما يعني ان اللجوء الى اتهامات ثبت بطلانها بالعديد من الاحكام التي أصدرها القضاء، أصبح لغة ممجوجة، مثلها مثل لغة نبش القبور في الاماكن غير الصحيحة، واذا كان وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي زار لبنان قد اعلن انفتاح بلاده على الجميع، وأكد ان الطريق الصحيح هو طريق السلام والحلول السلمية، فمن باب اولى ان يقتدي به حلفاؤه في لبنان، وينظّفوا نيّاتهم من سيء الظن والقول والممارسة.