هل طرأ اي جديد على ملف رئاسة الجمهورية العالق؟ وهل صحيح ان شيئاً ما يجري على هذا الصعيد في المملكة العربية السعودية؟
يقول مصدر وزاري غير محسوب على 14 أو 8 آذار ان زيارة رئيس حزب «القوات» سمير جعجع للرياض مقررة منذ فترة، وهي غير مرتبطة بطبخة يجري العمل عليها في المملكة، ويضيف ان هذه الزيارة تندرج اولا في اطار الرغبة بتعرف جعجع على بعض المسؤولين السعوديين كونه الحليف المسيحي الاول للمملكة في الوقت الحاضر، وثانيا من اجل رسم بعض الخطوط المتعلقة بالمرحلة المقبلة، مع العلم ايضا انها تأتي قبل الحوار المزمع المباشرة به بين تيار «المستقبل» وحزب الله في غضون اسبوع او اكثر قليلا.
ويعتقد المصدر الوزاري ان مصادفة الزيارة قبل هذا الحوار مناسبة لطمأنة جعجع على ان ما يجري لا يتجاوز علاقة التحالف بين «المستقبل» و«القوات» ولن تتجاوز نتائجه هذه العلاقة لا سيما على صعيد موضوع رئاسة الجمهورية أو قانون الانتخابات.
ويبدو ان الرئيس سعد الحريري، الذي يرعى ترتيب مثل هذه الزيارات لحليفه جعجع، حريص بحسب المصدر، على ان هذه الطمأنة ايضاً من المسؤولين السعوديين الذين لم يضعوا «فيتو» على الحوار المذكور رغبة في التأكيد بأن المملكة مع توافق اللبنانيين، وانها على الاقل مع تهدئة الوضع في لبنان وعدم اهتزاز استقراره.
وفي الاطار نفسه ينقل زوار مرجع بارز قوله ان الربط بين زيارة جعجع للسعودية ثم ذهاب بعض القيادات في «المستقبل» اليها وبين محاولة انضاج طبخة معينة للرئاسة هو في غير محله، غير ان الحديث والتداول في هذا الملف أمر طبيعي وعادي، ويضيف المرجع ربما يكون هناك شيء من التوسع في بحث هذا الموضوع استباقاً لمرحلة لاحقة تكون فيها الظروف الاقليمية والدولية قد توافرت لانضاج ضجة الرئاسة داخلياً وخارجيا.
وبرأيه ان الكلام عن مثل هذه الطبخة لمجرد حصول هذه الاجتماعات في السعودية هو كلام اقرب الى السذاجة لأن مصير الرئاسة لا يمكن ان يقرر من قبل دولة او طرف واحد، وهي بطبيعة الحال تحتاج لقرار الآخرين اكانوا في الداخل او في الخارج. وطالما ان هذا الامر لم يحصل او لم تجر حوله مفاوضات جدية حتى الآن فان مثل هذا الكلام يصبح مجرد ارهاصات وتكهنات غير صحيحة.
وما لم يقله المرجح يفسره احد المقربين منه بالقول «حتى الآن لم يتغير المشهد الداخلي حول الرئاسة، ولم تبدأ ايّ مفاوضات جدية للانتقال من مرحلة ترشيح العماد عون والدكتور جعجع الى مرحلة المرشح الثالث صاحب «النصيب».
ويضيف المصدر المقرب «اما بالنسبة للاجواء والعوامل الخارجية الاساسية المؤثرة، فانه من غير الممكن تجاهل رأي اطراف اخرى غير السعودية في الاستحقاق الرئاسي اللبناني لا سيما الولايات المتحدة وايران. وقد يكون تأجيل حسم الملف النووي الى الربيع قد اثّر على ملفات ومواضيع اخرى منها مصير هذا الاستحقاق اللبناني، مع العلم ان المعلومات حتى الآن تفيد بان هذا التأجيل جرى بناء لرغبة متبادلة من الاميركيين والايرانيين معاً. فواشنطن لا تريد رفع العقوبات على طهران دفعة واحدة ومن الآن قبل ضمان تحقيق اغراضها في المنطقة، وطهران لا تحبذ اعلان الاتفاق النهائي على الملف النووي من دون رفع كامل العقوبات عليها وتلبية بعض مطالبها المتعلقة بخريطة المنطقة».
ولان الاشهر الثلاثة الاولى من العام الجديد اشهر مهمة وربما محورية على مستوى مصير هذا الملف ومسار بعض الاستحقاقات في المنطقة، تنظر الاطراف اللبنانية اليها باهتمام لا سيما على صعيد انعكاسها على بعض الاستحقاقات وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي.
من هنا يعتقد المصدر ان ما تشهده السعودية يندرج في اطار التشاور بينها وبين بعض حلفائها تحضيراً لهذه المرحلة القادمة، من دون ان يعني ذلك الدخول في انضاج طبخة رئاسية او التداول في البدائل عن «الجنرال» و«الحكيم».
ويقول المصدر ان العماد عون يستطيع ان يطمئن وهو في الرابية بان ما تشهده المملكة اليوم مع زيارة جعجع ليس له مفاعيل مهمة او مؤثرة على مصير الاستحقاق الرئاسي لان اوان الحسم لم يحن بعد بانتظار انقشاع رؤية المشهد الاقليمي لا سيما على صعيد العلاقة الايرانية – الاميركية والايرانية – السعودية.