Site icon IMLebanon

جعجع سيرد الصاع صاعين!!

ليت رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري لم «يبقّ تلك البحصة» التي انتظرها الجميع، فإذ بتلك البحصة لم تكن في محلّها لانها اتت مخيّبة للامال، لانها قضت على كل ما تبقى من فتات 14 آذار. فمَن رأى تلك المصافحات الحارة والقبلات التي لم تستثن احداً، اعتقد ان الحريري اتى ليصلح الشرخ المستشري ضمن الثورة الآذارية، التي وعدت في العام 2005 بقلب الوضع رأساً على عقب، في اتجاه مصلحة لبنان واللبنانيين، فيما النتيجة معاكسة. لكن ما يمكن قوله إن زعيم «المستقبل» نجح فور وصوله فجراً الى بيروت، في طمأنة حلفائه السابقين من ناحية انه آت ليلّم الشمل من جديد كما تقول مصادر متابعة، لذا جذب رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع كي يحضر الاحتفال في آخر لحظة، كما نجح ايضاً في إحضار وزير العدل أشرف ريفي، الذي تلقى قبل ساعات رداَ قاسياً من الحريري على خلفية انسحابه من الجلسة الحكومية، إضافة الى جذب الجميع بفضل عودته المفاجئة، فاعتقدوا انها ستحمل صدى واسعاً، لانها اتت في توقيت حساس ودقيق من ناحية الامن الشخصي له، لكن المفاجأة ان العودة صبّت فقط في «خربطة» وضع فريق 14 آذار من جديد، فأحدثت تصدّعاً لم نشهد مثيلاً له ضمن الفريق المذكور.

الحريري دخل بمشهد وخرج بآخر تقول المصادر، من خلال الصورة التذكارية التي دعا اركان 14 آذار للظهور فيها لتمثيل الوفاق الكاذب، فإذا به يقضي عليها بإدارة ظهره السياسي لجعجع، الذي بدا وكأنه يغرّد خارج سربها بعد تلقيه صدمتين، الاولى حين حمّله الحليف السابق دماء المسيحيين خلال حرب الالغاء، مذكّراً اياه بأنه لو قام بالمصالحة قبل 28 عاماً لكان وفّر الكثير على المسيحيين، ثم بعدم الاكتراث له على المنصّة ومواصلة القبلات لسواه، ما اشعل مواقع التواصل الاجتماعي للجمهور القواتي، الذي لم يوفّر الحريري من الشتائم، اذ اعتبر المؤيدون القواتيون أنه وجّه الاهانة الى قائدهم، ما جعلهم ينتفضون ويشتمون تلك الساعة التي وضع فيها جعجع يده بيد الحريري، الذي لا «يتأمن» له بحسب ما كتب بعض القواتيين، حتى ان الرد اتى من مسؤولين في القوات اللبنانية وصفوا ما توّجه به زعيم «المستقبل» الى جعجع بكلام «ولدنة» غير مقبول. مع التذكير بأن الحلفاء السابقين للحريري رأوا بأن دفاعه عن موقفه من ناحية ترشيح فرنجية، لم يكن موفقاً لانه لم يقنع احداً، لان الاخير رجل سوريا في لبنان، وهو صديق الرئيس السوري، وكان وزيراً للداخلية في عهد الاغتيال الكبير، الذي قلب وضع لبنان 180 درجة.

الى ذلك رأت المصادر أن الحريري اعتقد بأنه « راجع اقوى»، فيما النتيجة عكسية تماماً، لانه لم يقدّم جديداً في أي مجال سوى انه كرّر الانتقادات عينها، معتبرة أن وجوده خارج البلاد أثرّ كثيراً في شعبيته وموقعه من ضمن مؤيديه، اذ لم نشهد ترحيباً شعبياً كالذي كان يحصل في السابق ضمن المناطق التابعة له سياسياً، ومنها الطريق الجديدة الغاضبة منه منذ سنوات.

ورأت المصادر على الخط النيابي أن المفاجآت السياسية سوف تكشف من جديد في صناديق الاقتراع المرتقبة، معتبرة أن شعرة معاوية بين «المستقبل والقوات اللبنانية» انقطعت نهائياً خلال مهرجان «البيال»، لان جعجع لا يتقبّل الطعن في الظهر ولا يسكت على أي إهانة، لذا نتوقع ان يرّد له الصاع صاعين، من خلال تقارب لا مثيل له بين جعجع وعون سنشهده قريباً، لانها الخطوة التي تؤلم الحريري الى ابعد الحدود، وشدّدت على ضرورة الحذر في هذه المرحلة بعد بروز متغيرات كبيرة على الساحة اللبنانية.

وحول الكلام المنمّق الذي ما زال يطلقه مسؤولو «المستقبل» تجاه القوات اللبنانية، وصفت المصادر المذكورة العلاقة بين الزعيمين بالقطيعة من الان فصاعداً، اذ حتى التحالف الاستراتيجي الذي جمعهما سابقاً بات في خبر كان، فالقوات لم تعد تفهم لغة الحريري الذي انقلب 24 درجة بين ليلة وضحاها.

واكدت المصادر أن افضل هدية قدّمها زعيم «المستقبل» للمسيحيين، هو فتحه الباب واسعاً امام المصالحة العونية ـ القواتية، لانهم فهموا اخيراً أن وفاقهما هو الخطوة الصحيحة والمطلوبة اليوم بشدة، في ظل وجود حلفاء مزيفين لم تجمعهم بهم سوى المصالح الشخصية، وعند الامتحان ظهر كل شيء على حقيقته، وبالتالي فالجرّة انكسرت بين الرجلين والمقاييس انقلبت، لاننا سنرى تحالفات غريبة عجيبة في المدى المنظور لن يصدّقها احد، وفي المقابل المزيد من الخلافات سيصدّقها الجميع…