IMLebanon

الحريري جنبلاط وجعجع «متفقون» على مخاصمة الحكومة و«متباعدون» في التعاون

ثلاثي المستقبل والاشتراكي ومعراب حاذر خوض معركة «نزع السلاح» في الشارع

 

لاشيء يوحد ثلاثي المستقبل والاشتراكي والمستقبل إلا «معارضة» الحكومة والعهد والتمنيات بان يحل اليوم الذي يستفيق فيه الثلاثي فلا يسمع بمصطلح حكومة اختصاصيين ولا برئيس حكومة هبط عليهم من خارج نادي السياسيين التقليديين.

 

فالثلاثي متقارب في المبادىء والاستراتيجية السياسية لكن كل طرف يناور على طريقته وأسلوبه، خلافات المستقبل والقوات خرجت مؤخرا بوضوح في التظاهرة الأخيرة وبعد سلسلة المواقف التي أظهرت استمرار التباعد بين الطرفين بعد ان اتهم موقع اخباري قريب من القوات سعد الحريري بالمهادنة في التظاهرة الاخيرة ليرد المستقبل بالايحاء بسعي القوات للهجوم على حزب الله عبر الطائفة السنية وما حصل بعدها من مواقف وصلت الى تصريح من بيت الوسط بعدم وضوح الرؤيا من معراب.

 

حتى اللحظة لا يوجد اطار سياسي واحد يجمع الثلاثي الذي يخوض مواجهة مع الحكومة بدون التنسيق والتعاون بين أطرافه، الاتفاق عن بعد كان واضحا في تظاهرة 6-6 بعدم الاقتراب من الخطوط الحمراء والخوض في ملفات حساسة تفجر الوضع الداخلي، وعلى هذا الاساس كان واضحا ان القوات والمستقبل والاشتراكي حرصوا في تحرك الشارع الأخير على الابتعاد عن المواقف التحريضية ضد سلاح حزب الله.

 

عودة الأمور وانتظامها الى السابق عملية معقدة وفق مصادر سياسية، فان كل شيء تغير اليوم في الظروف الداخلية والخارجية التي جمعت الثلاثي في المرحلة الماضية ، بدون شك فان هناك شبه توافق بين بيت الوسط وكليمانصو ومعراب على رفض المسار السياسي والاقتصادي للعهد والحكومة من منطلق الهواجس لدى الثلاثي على ودائعهم السياسية في الدولة وازلامهم من اتباع السلطة في المصارف بعد.

 

المفارقة ظهرت في موضوع التعيينات، فرئيس الحزب التقدمي بدا مهادنا في جولة التعيينات الأخيرة التي خرج منها بحصة في التعيينات المالية لمصرف لبنان بالتوازن مع النائب طلال ارسلان الذي حصل على موقع في الادارة ايضا، فيما شنت القوات هجوما عنيفا قبل التعيينات وبعدها بوصف ما حصل بالمعيب والمريب وعدم احترام معايير الكفاءة وآليات التعيين. من جهة أخرى فان المختارة تتفق مع بيت الوسط حول مسألة ربط النزاع مع حزب الله وعدم قطع الخيط الأخير في العلاقة مع الثنائي الشيعي وحول نقطة ان المواجهة مع حزب الله مكلفة والانقياد الى الرغبات الدولية أمر قد يجر لبنان الى حافة الهاوية، وفي المقابل يحتفظ سمير جعجع بالخصومة السياسية نفسها والمسافة مع حزب الله.

 

رئيس تيار المستقبل سعد الحريري يحسبها بصورة مغايرة، فهو تخطى الخلاف الكبير مع حزب الله من سنوات مقدما تنازلات خطيرة للعودة الى السلطة وطي صفحة الماضي ومدرك ان العودة الى كرسي الرئاسة الثالثة ذات يوم لا يمكن ان تحصل بدون موافقة حزب الله ويلاقيه بالنظرة ذاتها رئيس الحزب التقدمي الاستراكي وليد جنبلاط الذي يتفادى اي انزلاق نحو 7 أيار 2008 جديد..

 

وفق مصادر سياسية، فان الثلاثي لا يجتمع الا على مخاصمة الحكومة وما يصب في مصالحه واستمراريته السياسية والشعبية، ولا تزال الحواجز والفجوات قائمة في العلاقة بين معراب وبيت الوســط ولم تشــهد العلاقة تطورا مهما في الاشهر الأخيرة.

 

يترك الثلاثي «المتردد» أمر الحكومة للشارع، فالتظاهرات لا تهمل حكومة الرئيس حسان دياب ومرشحة للعودة بقوة نظرا للأحوال السيئة، فالحكومة لم توفق بالاجراءات الاقتصادية وكبح ارتفاع سعر الدولار والغلاء، وغضت النظر عن تهريب المليارات ولم تصلح الفساد وأنجزت تعيينات تقاسم الجبنة والمواقع بين اركانها وهي ستلفظ أنفاسها عندما يتحرك الشارع وتسقط وحدها نتيجة تسونامي الفقر الشعبي ولا حاجة «لبل اليد» بها او تحضير مؤامرة ضدها.