IMLebanon

جعجع : إيران طلبت ثمناً لتسهيل انتخاب رئيس؟!

على الرغم من ابتعاده عن متاعب ومجاهل الدخول في دهاليز هذه الحكومة الفاشلة والمفككة وغير المنتجة، او طاولات الحوار العقيمة والعاقرة، التي لم تنجب سابقا او لاحقا او حاليا، سوى قرارات لا تصرف في مكان، يحرص رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رغم انهماكه بالعديد من القضايا ذات المستوى العالي فكريا، وثقافيا واجتماعيا وسياحيا وسياسيا، على الالتقاء بين الحين والاخر بفريق من الصحافيين والاعلاميين العاملين في الصحافة المكتوبة ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة، في جلسة مناقشة وطرح اراء وافكار وحلول وانتقادات تطول احيانا موقف حزب القوات ورئيسه من قضايا محلية واقليمية، يدافع عنها جعجع بما يملك من معطيات وحجج، قد يقتنع بها السائل او لا يقتنع، في جو من الحرية والديموقراطية والاصغاء الذي يفتقده كثيرون من السياسيين.

امس احب جعجع في لقائه مع الزملاء الصحافيين والاعلاميين، ان يضعهم في صورة نظرته، لما يجري على الساحة الاقليمية اولا ثم الساحة المحلية، بسبب الرابط الوثيق بينهما، وهذه النظرة تختصر بان المنطقة مقبلة على صراع مرير، وخصوصا بعد التدخل الروسي العسكري في سوريا، واستعادة ايران قدراتها المالية التي يمكن ان توظفها في استراتيجيتها لوضع يدها على دول المنطقة، من اليمن الى لبنان، واستعداد السعودية بالتعاون مع دول الخليج، للتصدي المفتوح، وبجميع الاسلحة المتاحة لوقف التمدد الايراني، ويمكن ان تشهد الساحة السورية دخول اسلحة متطورة ومتطوعين لمساعدة وتنظيمات المسلحة المعتدلة. ولذلك فان الحرب السورية سوف تطول قبل التوصل الى اي حل. ومن الطبيعي ان يتأثر لبنان بالحرب السورية، لكن جعجع حتى الان لا يضع ذاته في دائرة الخوف الكبير على الوضع في لبنان، خصوصا اذا اعتمد جميع الافرقاء سياسة التعقل والهدوء، وعدم الانجراف في حسابات الربح والخسارة.

* * *

عند هذا الحد يدخل جعجع الى الشأن اللبناني، ويرى ان لا حلا في المدى المنظور لانتخاب رئيس للجمهورية، لان المعلومات التي يملكها تشير الى ان ايران تريد ثمنا لتسهيل انتخاب رئيس (كيف ما كان) مقابل تعهد دولي بالابقاء على بشار الاسد رئيسا لسوريا، وبقانون انتخاب نيابي في لبنان على اساس النظام النسبي، من شأنه طبعا في ظل الظروف القائمة ان يتيح لحزب الله اكثرية وازنة في مجلس النواب وفي اي حكومة مقبلة، ولا يعتقد جعجع ان ما يتم تداوله عن انتخاب رئيس انتقالي لمدة سنة ونصف او سنتين. هو طرح جدي، ومع اعترافه بان قوى 14 اذار تمر حاليا في وضع غير مرض، والاسباب عديدة، الا انها عندما تستدعي الضرورة ستعيد تماسكها وتأثيرها سياسيا، وردا على سؤال حول امكان تعرض تيار المستقبل الى ضغوط شديدة من التيار العوني وحزب الله، اكد جعجع ان حزب القوات لن يترك تيار المستقبل او غيره من مكونات 14 آذار في ضيق، وسيقف الى جانبه لكنه بالمقابل دافع بقوة عن «اعلان النيات» مع التيار الوطني لانه انهى فترة سوداء من تاريخ لبنان نرفض العودة اليها.

اما بالنسبة الى دعوات التسلح التي يطالب بها البعض، فان جعجع يضع ثقته كاملة بالجيش اللبناني، وبقوى الامن الداخلي، ولكن في نهاية المطاف، اذا كان لا بد من حمل السلاح، فالقوات اللبنانية وقوى 14 اذار سوف تلجأ الى السلاح لمساعدة الجيش على حماية الارض والناس.