IMLebanon

جعجع يناور بعون لاسقاط تسوية فرنجية

ترشح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ليقطع الطريق على وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية الذي كان يتحاور مع رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري الذي فاجأه ترشيح جعجع وفرض نفسه مرشح قوى 14 آذار، التي اقترعت له بـ 47 صوتا في الجلسة الاولى ليخرج من السباق الرئاسي، داعيا الى مرشح توافقي في وقت كان عون يدعوه الى ان تكون المنافسة بينهما فقط فلم يتلق الجواب.

واليوم يتحمس جعجع لدعم ترشيح عون بعد ان خرج لقاء باريس بين الرئيس الحريري والنائب سليمان فرنجية بتسوية رئاسية، تأتي بالاخير رئيسا للجمهورية ويعود الاول الى رئاسة الحكومة وهي ما يسعى رئىس «القوات اللبنانية» الى تقويضها وفق ما تقرأ مصادر سياسية، فيما تسرّب عن انه قد يتجه الى تأييد رئىس «تكتل الاصلاح والتغيير» وهو طرح ليس جديا، وفق المصادر التي تدحض كل ما اعلنه جعجع وقواته من ان رفض رئىس «تيار المردة» له علاقة بخطه السياسي وتحالفاته وهو لا يستقيم ايضا مع عون الذي يتخندق مع فرنجية في محور المقاومة والممانعة الذي يضم ايران وسوريا و«حزب الله» وهو ما ينطبق ايضا على الحريري الذي يؤيد ترشيح فرنجية صديق الرئىس السوري بشار الاسد وحليف حزب الله.

فكل ما يقصده عون وجعجع هو رفضهما وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية وتعطيلهما التسوية الرئاسية وهما يكرران مشهد انتخابات رئاسة الجمهورية عام 1988، اذ تحالفا كل من موقعه، عون قائدا للجيش ويخضع للسلطة السياسية وعليه تأمين امن الانتخابات الرئاسية فلم يفعل، فتحالف مع ميليشيا «القوات اللبنانية» ومنعا النواب من الوصول الى رئاسة الجمهورية لانتخاب المرشح الرئىس سليمان فرنجية، ثم لتعطيل اتفاق الرئيس السوري حافظ الاسد والموفد الاميركي ريتشارد مورفي، وفق ما تورد المصادر، التي تعود الى تلك المرحلة، لتشير الى ان عون وجعجع عطلا الاستحقاق الرئاسي، لانه لم يكن من نصيبهما، ليعودا فيفترقا ويخوضا «حرب الغاء» بينهما.

لذلك فان جعجع يناور مع عون الذي لا يكفيه تأييد الاول له ولو حصل، تقول المصادر، وهي ترى انه مستبعد حصوله لاسباب سياسية، تتعلق بما سيتفق عليه سياسياً، ومن سيقدم التنازل للآخر، فهل يصبح جنرال الرابية في خط معراب السياسي، او العكس، وهو سؤال تقول المصادر، اساسي في انتخابات رئاسة الجمهورية. فكيف يؤيد جعجع عون حليف «حزب الله»، ولا يقبل التسوية التي بحثها الحريري مع فرنجية، ولماذا يأخذ رئيس «القوات اللبنانية» على حليفه رئيس «تيار المستقبل» انتخاب فرنجية، وهو سيقبل بعون، اليست هي مناورة يقدم عليها جعجع، وان ما يُطرح هو تسريبات اعلامية، بعضها ينقل عن نواب في القوات او مسؤولين فيه، دون ان يصدر اي بيان رسمي عن جعجع.

وللتأكيد ان جعجع يناور على عون، ويبتز الحريري للتراجع عن تسويته الرئاسية، هو انه كان عليه ان يقف مع التسوية الحريرية، طالما تخدم 8 آذار، ليتبين انه يهدف الى قطع طريق القصر الجمهوري عى العماد عون بترشيح نفسه عندما كان الحريري يحاوره، ثم لمنع تحقيق ما توصل اليه الحريري وفرنجية من تسوية تقول المصادر، التي تكشف ان رئيس «القوات اللبنانية» يعمل وفق خطة تقوم بان لا يصل اي مرشح من الاقطاب الموارنة، طالما هو لن يصل، وهو بذلك يفرض طرحه الذي تقدّم به، وهو التوافق على مرشح خارج الاقطاب الاربعة، وتكرار انتخاب رئيس تسوية، لا تسوية رئاسية.

ويعرف جعجع ان محاولة تسويق قبوله بعون رئيساً للجمهورية، الذي يؤيده «حزب الله»، لن يكون مريحاً للاخير، الذي يشكك باهداف رئيس القوات، كما تقول المصادر، وترى وراء ما يسربه انه قد يلجأ الى تأييد عون، محاولة منه لاحراجه سياسيا، اذ ثمة تباعد بينه وبين الحزب الذي لديه حلفاء، لم ينفتحوا على جعجع الذي لم يبدّل مواقفه السياسية، لا من المقاومة ولا من سوريا وايران، ولديه ارتباطات خارجية، ومشروع سياسي، في مضمونه يدعو الى لامركزية سياسية، وهو جاهز دائماً للعودة اليه، ويخشى ان يكون شرط تأييده لعون، هو اخراجه من موقعه السياسي، واعادته الى مرحلة كان فيها مناهضاً لسوريا، وبعيداً عن المقاومة، وقريباً من سياسة الغرب، وهو ما ترك اسئلة عديدة لدى حلفاء عون، واستمهلوا قراءة ما يريده رئيس «القوات اللبنانية»، والافصاح عن نواياه.