كانت الأزمة الحكومية والمبادرات لحلّها وتوقيع مرسوم الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي، مدار بحث خلال الأيام القليلة الماضية بين السرايا الحكومية والرابية ومعراب، التي زارها امس امين سر «تكتل التغيير والإصلاح» ابراهيم كنعان، حيث التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع موفداً من العماد ميشال عون، للاطلاع منه على نتائج زيارته الأخيرة الى رئيس الحكومة تمام سلام والأفكار التي جرى تداولها للخروج من الأزمة الحكومية.
وعلمت «السفير» ان جعجع طرح افكاراً تتعلق بكيفية ممارسة الوزراء لصلاحيات رئيس الجمهورية في ظل استمرار الشغور الرئاسي، لا سيما توقيع المراسيم، وانه ارتأى ضرورة توقيع كل الوزراء على المراسيم لضمان الميثاقية في التوقيع وفي الممارسة، لا سيما مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب.
وذكرت مصادر وزارية أن موضوع توقيع المراسيم مختلف عن آلية عمل الحكومة في اتخاذ القرارات، وانه يمكن ان يتخذ القرار في الحكومة بأكثرية المكونات الاساسية فيها اذا لم يحصل التوافق في المقام الاول، وليس بالضرورة الإجماع، وأشارت الى ان الرئيس سلام مع كل ما يتم التوافق عليه في مجلس الوزراء، وقالت لـ «السفير» إن هذه الأفكار ستكون محور نقاش في الجلسة الحكومية المقررة بعد عطلة عيد الفطر الى جانب الأفكار والمقترحات التي يعمل عليها ايضاً «حزب الله» والوزير وائل ابو فاعور بطلب من النائب وليد جنبلاط وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري.
واشارت المصادر الى ان جعجع دخل على خط معالجة مسألة الميثاقية وتوفير حقوق المسيحيين، وأن كل المقترحات هي موضع تداول بين مكوّنات الحكومة، وان التنسيق قائم بين أطراف فريقي ٨ و١٤ آذار، من اجل الوصول الى حل يسبق جلسة الحكومة، من أجل تأمين انعقادها في اجواء هادئة.
وقد حضر اللقاء بين جعجع وكنعان، رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» ملحم الرياشي. وعقب اللقاء الذي دام ساعتين، قال كنعان للصحافيين رداً على سؤال حول انعكاس الاتفاق النووي على الملف الرئاسي: «يجب ألا نتّكل على الخارج حتى ولو أمن مناخات إيجابية، وعلينا أن نكون جاهزين لكل جديد».
وأشار الى ان زيارته الى معراب، وقبلها زيارة الرياشي الى الرابية أمس الاول، بالإضافة الى اللقاءات المتواصلة وبينها زيارة جعجع الى سلام، «تهدف الى بلورة تصور أو مبادرة داخلية وهذا ما نعوّل عليه».
وأضاف كنعان: «بعد اعلان النيات بين «التيار الحر» و «القوات» أصبح لدينا تصور لرئاسة الجمهورية ومواصفات الرئيس المقبل، ولكن بصراحة الموضوع ليس كما يصوّره البعض، باعتبار أن هذا الاعلان لا يعني أن كل الأمور قد حلت بل ان الموضوع معقد أكثر من ذلك وفيه تداخلات خارجية وداخلية ونتعاطى معه بحكمة وروية، ففي النهاية نحن شركاء في هذا الوطن ونريد قانون انتخابات جديداً وقانون استعادة الجنسية، فمرسوم الدورة الاستثنائية يجب أن لا يفتئت على صلاحيات رئيس الجمهورية بمعنى الـ24 وزيراً، كل هذه المشاورات تمهد على المستوى المسيحي الى مزيد من التقارب في العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية».
وحول مصير جلسة الحكومة المقبلة، قال كنعان: «لقد وضعنا الدكتور جعجع في أجواء لقائه مع الرئيس سلام، وبدورنا أطلعناه على معطيات معينة، ونأمل التوصل الى حلول غير ظرفية أو موسمية بل جذرية وتحترم الأصول الدستورية والقانونية والميثاقية، وألا تتعدى على صلاحيات رئيس الجمهورية، اذ ان هذه الأمور لا يمكننا التساهل بها».