Site icon IMLebanon

جعجع اخذ موافقة السعودية

 

مؤخراً يسجل الناشطون على المسرح السياسي نقاطاً كثيرة رابحة على مستوى المصالح الذاتية، في اجندة سمير جعجع، فزعيم معراب استطاع في وقت قياسي ان ينجز خطوات تجمع في بعض الاحيان الشيء ونقيضه، فالحكيم اولاً تقول مصادر مسيحية، انجز مصالحته مع الرابية ليلتقي ميشال عون بعد ثلاثين سنة من الخلافات والمشاكسات وحروب الإلغاء في مشهد كسر الاحتقان في الشارع المسيحي وصورة الانقسامات والتشرذم، وبعد سنوات من الخلاف على النظرة السياسية والسلطة وزعامة الشارع المسيحي وعلى كل شيء ليدحض لقاؤهما كل التوقعات والمراهنات بان لا يحصل اي لقاء او تطور في العلاقة بين زعيمين تنافسا وتقاتلا بقسوة وساهما في تشتيت الرأي العام المسيحي وضياع الكثير من الفرص على المسيحيين ونجح جعجع في اتكائه على كتف الجنرال في دلالة واضحة واشارات يفهمها من يعنيهم الامر بدون ان يصل اللقاء الى مرحلة تتويج رئيس للجمهورية لماذا كان الأجدر به ربما ان يسمي رئيساً للجمهورية بدل تحديد النيات بانتخاب رئيس ومواصفات الرئيس.

وسمير جعجع ذهب في زيارة الى السعودية ليدخل من الباب العريض باستقبال لم يحصل عليه زعيم مسيحي تضيف المصادر، وهذه الزيارة طرحت الكثير من علامات الاستفهام عن اسرار الحفاوة السعودية بجعجع والتي لم يحظ بها زعيم تيار المستقبل منذ فترة او النائب وليد جنبلاط، ليعود جعجع ويهبط زائراً رسمياً وبصورة شخصية برفقة زوجته ووفد قواتي في مطار الدوحة في زيارة حملت الكثير من الدلالات في اسبابها وفي التوقيت خصوصاً ان الزيارة تأتي في زمن الحراك الشعبي في الشارع وثمة تلميحات من قبل رسميين كان منهم وزير الداخلية نهاد المشنوق بدور لقطر بدعم التحركات الشعبية، كما ان الزيارة تتزامن مع انعقاد طاولة الحوار التي سارع جعجع وتفرد بمقاطعتها بعدما ذهب كل فريق 14 آذار اليها.

وعليه ترى المصادر ان لزيارة الدوحة جملة رسائل ربطاً ايضاً بمقاطعة جعجع للحوار، فان يطرق الحكيم ابواب الخليج مفاده ان دول الخليج تعتبره لاعباً اساسياً لديها وليس من فريق الاحتياط الذي يتم استدعاؤه اليها، وهو بالنسبة لهذه الدول لاعباً مؤثراً في اللعبة الداخلية والملفات الشائكة المطروحة واذا كان الدور القطري يختلف بالكثير من اوجهه عن الدور السعودي الذي يبدو اكثر تأثيراً لبنانياً على اعتبار ان الدور القطري لم يعد نفسه دور الامس، إلا ان السؤال يكرر نفسه لماذا يطرق جعجع باب الخليج في هذا التوقيت، وماذا سيحمل من العاصمة القطرية الى لبنان فيما هو يرفض الحوار لعدم جدواه وفي وقت تتهم قطر بتمويل ودعم التظاهرات اللبنانية وفي الوقت الذي يبدو ان الموقف غير موحد بين الحلفاء في 14 آذار لطاولة الحوار.

وهذا التمايز الذي ظهر بين الحلفاء في 14 آذار بعدما وافق الحريري على الحوار بدون استشارة حلفائه ترده المصادر لان موقف جعجع كان متوقعاً وخلاف ذلك كان مستبعداً، فتيار المستقبل لا يمكن ان يغيب عن الحوار فيما جعجع يمكن ان يأخذ القرار بالمقاطعة الذي يريده.

وبحسب المصادر فان الواضح ان القيادة السعودية لا تعترض على المقاطعة القواتية لطاولة الحوار وبالعكس فان موقف جعجع يتلاقى مع ما تريده السعودية برفض اي تسوية على الساحة اللبنانية وبالقرار بعدم التفاهم والاتفاق مع طهران بالملف اللبناني. وبدون شك فان موقف جعجع كما تقول المصادر لم يحصل بمعزل او بدون التنسيق مع السعوديين فيما الحريري يبدو في الجهة المقابلة اكثر ارتياحاً في الجلوس الى الطاولة التي لن تحمل الكثير من الايجابيات او التطورات والتي لن تقدم اختراقات في الملفات العالقة على غرار الطاولات الماضية، او نسخة طبق الاصل عن الطاولات الاخرى خصوصاً ان الحوار مستمر من العام 2006 بدون جدوى، باستثناء ما نتج من طاولة الدوحة. فالجالسون الى الطاولة هم تقريباً انفسهم بتعديل بسيط في الوجوه من الصف الثاني والخلافات هي نفسها مع بعض الاضافات والملفات المدرجة التي ستغيب على غرار الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله، ولعل المشهد الوحيد الذي سيختلف هو في الخارج في الطوق البشري الذي سيحاصر المتظاهرين في الحراك الشعبي الذي سينتظر على باب المجلس ليقول كلمته في نتائج الحوار ان لم تنتج قانوناً جديداً للانتخابات او حلاً جذرياً لأزمة النفايات التي تملأ الشوارع والأزقة.