IMLebanon

جعجع المتشائم اقليمياً مُرتاح الى قدرات الجيش وفاعليّته

على الرغم من اعتباره ان الاوضاع في دول مثل اليمن والعراق وسوريا تسير من سيئ الى اسوأ، خصوصا بعد استيلاء الحوثيين على اليمن الشمالية، وتشكيل جيش عراقي من ابناء الطائفة الشيعية فقط، واستبعاد السنة المعتدلين من المشاركة في تحرير الارض والمدن التي احتلها تنظيم «داعش»، وتمدد تنظيمي «جبهة النصرة» وداعش» في سوريا، على حساب ما تبقى من الجيش السوري الحر، وقوات النظام السوري المدعمة بمقاتلين من ايران وحزب الله، فان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، واثق الى حد كبير بان الجيش اللبناني، بما يملك من ارادة قتالية عالية، ومن خطط عسكرية للامساك بجميع النقاط الاستراتيجية التي تسمح له بتضييق الخناق على تحرك المسلحين باتجاه مواقعه وافشال هجماتهم بالاسلحة المناسبة، التي تصله تباعا وتعزز تسليحه قادر على منع اي اختراق الى الداخل اللبناني، ما يمكن ان يحدث فوضى وبلبلة، يزيد في تعميق المشاكل التي يواجهها لبنان. في غياب اي نية للولايات المتحدة الاميركية زعيمة التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» القيام باي ضربات للتنظيم في الجرود بحجة ان التحالف قام بضرب «داعش» في العراق وامتداداته الى سوريا.

ولا يخفي جعجع في هذا الصدد، مرارته من السياسة التي يتبعها الرئيس الاميركي باراك اوباما في الدول الملتهبة في الشرق الاوسط، والقائمة على التردد في اخذ القرارات، وعند اخذها، تكون باهتة وغير فاعلة وتؤدي الى نتائج عكسية، وهذا الواقع حصل اولا في سوريا، عندما كان عدد عناصر «داعش» لا يتجاوز الثلاثة الاف عنصر وبعده في العراق، عندما ترك «داعش» يجتاح المحافظات العراقية الواحدة تلو الاخرى دون اي مقاومة، وعندما تم تشكيل التحالف الدولي كان الهدف ليس حماية اربيل والشعب الكردي، بل خوفا من اجتياح «داعش» للمصالح الاميركية في اقليم كردستان، ومؤخرا في اليمن تركت الولايات المتحدة الاميركية، الاحداث تأخذ مداها دون تدخل ايضا، لان الرئيس الاميركي اوباما لا يريد ان يتورط في اي نزاع قد يجر الى حرب، تضطر اميركا الى خوضها والمشاركة فيها، بل هو على ما يبدو، يريد انهاء ولايته الثانية في العام 2016 دون حروب، ويترك لخلفه، ديموقراطيا كان او جمهوريا، حرية اخذ الموقف، اما متابعة سياسة اوباما «الحيادية» واما سياسة جورج بوش القائمة على التدخل خارج الحدود الاميركية، حتى لا يصل الحريق الى الداخل الاميركي.

***

الصورة التي يرسمها، رئيس حزب القوات اللبنانية لزواره سوداوية من جهة قلقه بحل ما يحصل في بعض الدول العربية، وتخوفه من سياسة باراك اوباما، النأي بالنفس، نحو كل ما يجري، وتركه طبخة التغيير تنضج على نار لا علاقة لبلاده بها، ومشجعة من جهة ايمانه بقدرات الجيش اللبناني على حماية لبنان وحدوده، وباجواء الحوارات التي تدور بين الافرقاء الفاعلين على الساحة اللبنانية بما يؤدي الى خلق مناخ مع الهدوء والاستقرار، بعيدا من التشنج والتوتر، وهو مصمم على ما ينقل عنه زواره، على متابعة الحوار مع التيار الوطني الحر، والتوصل الى مفاهيم مشتركة تزيل تراكمات ثلاثين سنة من الخلاف والعداء.