IMLebanon

جعجع يفضل ألف مرة زعيم «المردة».. ولا مرة عون

جعجع يفضل ألف مرة زعيم «المردة».. ولا مرة عون

السعوديون يقبلون فرنجية شرط عدم المس بالطائف!

إذا كانت حركة بعض الموفدين تتمحور حول الاستحقاق الرئاسي، فإن ما يدور في كواليس عواصم معنية بالملف اللبناني، يؤشّر الى أن ثمة أسئلة وأفكاراً تتجاوز الرئاسة الى مجمل الصيغة، خصوصاً في ظل خشية سعودية متعاظمة من المساس بالطائف.

لم يكد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله يطرح فكرة الدعوة الى عقد «مؤتمر تأسيسي» يبحث مستقبل لبنان، «حتى قامت القيامة ولم تقعد، برغم المسوغات التي ساقها الرجل في إطار تقديمه هذا الطرح»، يقول مصدر ديبلوماسي لبناني، مشيراً الى أنه لم تمض فترة حتى خرج رأس الكنيسة المارونية الكاردينال بشارة الراعي طارحاً وجوب البحث في «عقد اجتماعي جديد»، منطلقاً من «اعتبارات موضوعية ناجمة عن طبيعة ممارسة السلطات المتعاقبة منذ بداية التسعينيات حتى الآن».

وإذا كان المعترضون على كلام نصرالله قد اختاروا الصمت في مواجهة كلام الراعي، فإن النائب وليد جنبلاط قال صراحة إن أي حل لسلاح «حزب الله» يعني «اتفاق طائف جديداً». وقتذاك، كان وقع كلام جنبلاط مدوياً على رافضي المساس ولو بحرف واحد من الطائف، لكنهم فضلوا عدم الخوض في سجال مع الزعيم الجنبلاطي، الى أن كحّلها النائب ميشال عون عندما قابل الدعوات لانتخاب رئيس للجمهورية بقوله إن «المطلوب البحث في الجمهورية قبل البحث في رئيس الجمهورية».

وفي رأي الديبلوماسي نفسه «ان هذه المواقف شكلت دائرة وطنية لبنانية واسعة تتقاطع حول حتمية الذهاب الى إعادة النظر في دستور الطائف، الامر الذي دفع السعودية الى طرح أولوية البحث عن مخارج للأزمة الرئاسية مخافة أن يؤدي استمرار الحائط المسدود في أخذ الأمور نحو خيار البحث في صيغة سياسية جديدة تعيد لموقع الرئاسة الاولى صلاحيات تمكنها من ممارسة حقيقية لدور الحكم والساهر على الدستور».

ويكشف الديبلوماسي نفسه «أن الرياض أجرت مروحة واسعة من المشاورات، إما عبر سفيرها في لبنان علي عواض عسيري او عبر استضافتها قادة لبنانيين، أبرزهم رئيس حزب «القوات» سمير جعجع للبحث في الخيارات التي من شأنها كسر حالة الدوران في الحلقة المفرغة والانطلاق في خيار رئاسي يمنع الاستمرار في طرح إعادة النظر في النظام اللبناني».

وفي حين تؤكد مصادر «قواتية» أن «لقاءات جعجع في السعودية لم يتخللها أي حديث بالأسماء الرئاسية»، ألمحت إلى أن جعجع سمع من المسؤولين السعوديين كلاماً صريحاً مفاده أن ما تتفق عليه قوى 14 اذار تمشي به المملكة، وأن الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو سيقوم بجولة جديدة بعد الأعياد ستشمل السعودية وطهران وسيتم إبلاغه هذا الموقف».

إلا أن المصدر الديبلوماسي أكد أن «القيادة السعودية، التي دعمت الحوار الذي بدأ بين حزب الله وتيار المستقبل والتي تشجع على حوار بين القوات والتيار الوطني الحر، تحتفظ بطرح جدي ستطرحه في التوقيت والظرف المناسبين خلاصته نحن نقبل بسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل عدم المساس بالطائف».

واذا كان البعض يضع هذا الطرح السعودي في خانة الضغط على عون ومحاولة إحراجه مع سليمان فرنجية، فإن المصدر الديبلوماسي نفسه يشير الى ان «هذا الطرح سيحرج قوى 8 آذار ويرمي الكرة الرئاسية في ملعبها»، ويشير الى ان السعوديين استمزجوا موقف جعجع الذي يفضل ألف مرة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ولا يقبل عون مرة واحدة، علماً أن لهذا الطرح عناصر مكملة حكومياً ونيابياً وإدارياً (تعيينات)، وأبرزها ان العهد الجديد سيكون عهد تطبيق كامل بنود اتفاق الطائف واستكمال ما نفذ جزئياً أو مشوهاً منها، ونجاح هذا الطرح سيكون أيضاً بمثابة فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين».